سبب مسبار كيريوسيتي حيرة لدى العلماء بشأن نظريات وجود الماء على سطح المريخ، بعد دراسة الصخور التي تُثبت وتدحض، على حد السواء، الأفكار المتعلقة بالماء السائل على سطح الكوكب الأحمر. وتشير النظريات العلمية السابقة إلى أن سطح المريخ في وقت ما في الماضي البعيد وربما خلال المليار عام الأولى من نشأة الكوكب، كان رطبا وأكثر دفئا مما هو عليه اليوم، ويحتوي أعلى مستويات ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل بطانة واقية من غازات الاحتباس الحراري. وقد أحدث بحث جديد من ناسا ارتباكا بشأن النظريات حول وجود المياه على سطح المريخ، بعد أن كشف مسبار كيريوسيتي عن صخور تدل على وجود بحيرة، ولكن في الوقت ذاته، غياب مؤشرات على مستويات الكربون اللازمة للحفاظ على هذا الماء سائلا. وتشير الأدلة الجديدة إلى أن نسبة 70% فقط من الطاقة التي تضخها الشمس اليوم، كانت تنبعث منها سابقا، وبذلك لا يمكن للغلاف الجوي للمريخ تعويض غياب الحرارة، كما أنه لم يكن هناك ما يكفي من غاز ثاني أكسيد الكربون لإنتاج ظاهرة الاحتباس الحراري، القادرة على حفظ الماء في حالة سيلان، وبذلك يبدوا أنه من المستحيل أن يكون قد وُجد الماء السائل على سطح المريخ. وقال توماس بريستو من وكالة ناسا في بيان إنه «سيكون من الصعب حقا الحصول على الماء السائل، حتى ولو كان هناك ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أكثر ب 100 مرة مما تخبرنا به الأدلة المعدنية في الصخور». ويُعتقد بأن عمر الصخور التي تمت دراستها 3.5 مليار عام، وهي متأتية من حفرة «غيل كريتر» على سطح الكوكب الأحمر. ويوضح بريستو أن الغازات الدفيئة الأخرى مثل غاز ثاني أكسيد الكبريت، يمكن أن تكون المسؤولة على الحفاظ على المياه السائلة على سطح المريخ ولكن يصعب إثبات ذلك، مع ذلك يعترف بريستو بأن حفرة «غيل كريتر» هي دليل وجود البحيرات والأنهار منذ مئات وحتى آلاف الملايين من السنين. وتعني هذه النتائج المتناقضة أنه يتوجب على العلماء الحفر أعمق لإيجاد أدلة وافرة عن وجود الماء على سطح المريخ، ولذلك يستمر مسبار كيريوسيتي في جمع المزيد من البيانات فيما توجد خطط عدة لإرسال بعثات إلى الكوكب الأحمر لاستكشافه. وتشير النظريات الأخرى، التي تجري مناقشتها، إلى وجود غطاء جليدي عازل للمياه، يبقيها في درجة حرارة السائل أو ينقلها عبر مدار الكوكب، ما يخلق تغيرا مفاجئا وطويل الأمد في درجة الحرارة. ويعد وجود الماء على سطح المريخ مفتاحا لنظرية وجود الحياة على الكوكب الأحمر، حيث أثبت العلماء أن أي بيئة على كوكب الأرض قادرة على الحفاظ على المياه يمكنها أيضا الحفاظ على الحياة.