خرج المسبار "كيريوسيتي" التابع لوكالة ناسا، والذي يستكشف حاليا سطح المريخ، خرج عن مساره المخطط له، ليستكشف صخرة غامضة الشكل، لم ير لها مثيلا من قبل على سطح الكوكب الأحمر- المريخ. وقال مسؤولون في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إن قياسات جهاز الليزر ChemCam على متن المسبار، والأدوات الأخرى، كشفت أن الصخرة تحتوي على تكوينات تسمى Elk، بها مستويات عالية من السيليكا والهيدروجين. وأشار العلماء إلى أن توافر السيليكا (عبارة عن مركبات من السيليكون والأوكسجين معا وعادة ما تتواجد بوفرة على كوكب الأرض في شكل أحجار "الكوارتز") على سطح المريخ قد يفيد في اكتشاف الظروف التي أدت إلى الحفاظ على هذه الجزيئات العضوية طيلة هذه الفترة الطويلة، وأيضا ربما قد يشير إلى وجود حياة في الماضي على سطح المريخ، أو قد يعطي بيانات أفضل عن طبيعة نشأة الكوكب والحال الذي وصل إليها الآن. وقال الباحث "روجر ينز" من مختبر لوس ألاموس الوطني في "نيو مكسيكو" في بيان: "لا أحد يعرف ما يمكن توقعه على سطح المريخ، ولكن هذه التكوينات كانت كافية للاهتمام بها والعودة للتحقق بشأنها". وقال الباحثون إن تكوينات Elk تقع بالقرب من جبل "ماونتي شارب" على المريخ، الذي يرتفع لمسافة 5.5 كيلومتر فوق سطح المريخ، وتدعى هذه المنطقة "مارياس باس"، التي يقوم المسبار كيريوسيتي بدراسة صخورها منذ فترة طويلة. ويقول علماء ناسا إن منطقة "مارياس باس" هي "منطقة اتصال جيولوجية"، يلتقي فيها الحجر الرملي القاتم اللون مع الأحجار الطينية الأفتح لونا، ما يثير حيرة العلماء بسبب اختلاف ألوان السطح في هذه المنطقة. يذكر أن مسبار كيريوسيتي يقوم باستكشاف منطقة "غيل كريتر" البالغ عرضها 154 كيلومترا منذ ما يقرب من ثلاث سنوات حتى الآن، وقد هبط المسبار الروبوتي لأول مرة على سطح المريخ في 5 أغسطس عام 2012، في مهمة لتحديد ما إذا كانت هذه المنطقة الشاسعة من سطح المريخ قد استضافت في أي وقت مضى أي صورة من صور الحياة الميكروبية. وقد أجاب علماء المسبار عن هذه المسألة في وقت مبكر من البعثة الفضائية ، حيث أكدوا أن المسبار اكتشف أن منطقة "غيل كريتر" قد احتوت في يوم من الأيام على بحيرة ماء ومجرى مائي، يمكن أن تكون قد دعمت حياة ميكروبية من قبل، وربما تكون هذه الكائنات الحية قد تطورت في أي وقت مضى على سطح الكوكب الاحمر.