مباراة الدورة 16 من الدوري الاحترافي المغربي، التي احتضنها الملعب البلدي بالقنيطرة، زكت التفوق الكبير للرجاء على الكاك أمام جماهير غفيرة من مساندي ومشجعي الرجاء، حتى بدا للعيان أن الفريق البيضاوي هو الذي يستقبل خلال هذه المقابلة، التي بدأت بنوع كبير من الحيطة والحذر، حيث أن أغلب العمليات كانت تتركز وسط الميدان. وطغى نوع من الرتابة في فترات متفرقة على هذه المواجهة، التي انتهى شوطها الأول بالتعادل السلبي، بعدما رفض الحكم كورار هدفا مشروعا للرجاء في د 44، حيث تعدت الكرة من قذفة قوية لليما مابيدي خط المرمى بكاملها، وللأمانة الصحفية، ومن المكان الذي كنا نتابع منه اللقاء، نؤكد أن الكرة فعلا تعدت خط المرمى، لكن الحارس القنيطري علي لكروني كان سريعا في جرها وإبعادها في غفلة من الحكمين (حكم الوسط ومساعده الثاني كمال الرغداشي). ومع بداية الجولة الثانية أقدم المدربان محمد يوسف لمريني، مدرب النادي القنيطري، وامحمد فاخر، مدرب الرجاء، على تغييرات نجح فيها الثاني أكثر بإدخاله لعناصر قلبت موازين المواجهة، خاصة الوافد الجديد على الرجاء، المهاجم الافريقي مومي هيلاري، الذي تمكن من فك لغز الدفاع المحلي وأرسل قذيفة استقرت في مرمى الحارس القنيطري، الذي لم يبذل أي جهد لصدها، وذلك في د 82، ثم رفع الغلة في الدقيقة الثانية من الوقت بذل الضائع، بعدما تمكن من توجيه الضربة القاضية للكاك، بعدما راوغ بطريقة سهلة المدافع مصياف، وسجل هدف فريقه الذي منحه نقاط المقابلة كاملة، ليستمر في المطاردة مع طابور المقدمة، في حين أخلص الفريق المحلي للرتبة الأخيرة، مؤديا بذلك ضريبة عدم تركيزه على وضعيته في الدوري الوطني والسفر للبرازيل من أجل اللعب ضد ناد يفوفه بالكثير. فريق استفاد من احتضان الخطوط لجوية المغربية وكانت شروط الاتفاقية أن يأتي للمغرب لإجراء لقائه، لكن مسؤوليه، ووعيا منهم بصعوبة الرحلة التي تتعدى 14 ساعة، اعتذروا عن المجيء إلى القنيطرة حتى لا يتعبوا لاعبيهم، ويبقوا ببلدهم للتحضير للاستحقاقات القارية والمحلية، وهو ما لم يقدره مسيرو الكاك، الذين فضلوا السياحة على مصلحة الفريق، الذي انهارت لياقته البدنية تماما خلال الربع ساعة الأخير من عمر المباراة، وهي الفترة التي استغلها لاعبو الرجاء وسجلوا فيها هدفين. تحكيم توفيق كورار عرف احتجاجات مسترسلة من كرسي احتياط الرجاء، خاصة بعد تغاضيه عن هدف مشروع. الجمهور فاق عدده الأربعة آلاف مناصر، جلهم من أنصار الرجاء في غياب تام للجماهير القنيطرية، الغاضبة على مستوى ناديها.