الانطباع الأولي الذي أسفرت عنه المحطة الأولى لمرحلة الإياب يتلخص في استفادة فرق من فترة التوقف، وتأثر أخرى بغياب التنافسية، لكن ما ينبغي التأكيد عليه هو ارتفاع وتيرة العطاء لدى مجموعة من الفرق، ما يعني بأن المباريات المقبلة تعد بعطاءات كثيرة. الدفاع الجديدي ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث رد دين الذهاب بفوزه على اتحاد طنجة بأربعة أهداف لواحد، وحافظ على موقعه متصدرا للترتيب، برصيد 33 نقطة، وهذه النتيجة العريضة لم يستسغها الفريق الطنجي، المقبل على السفر إلى سيراليون لخوض الدور التمهيدي من منافسات كأس الكاف، فهل سيكون لهاته الخسارة تأثير على معنويات لاعبي اتحاد طنجة، الذي تراجع من الصف الثالث إلى الخامس، بعدما تجمد رصيده في 27 نقطة. المدرب يوسف المريني كان يراهن على أولى محطات الإياب لتصحيح مسار النادي القنيطري، لكن فريقه مني بخسارة قاسية خلال المباراة التي جمعته بالرجاء، وهي مباراة كان مستواها التقني دون المتوسط، ومع ذلك فقد حقق الفريق الأخضر الأهم، وارتقى إلى الصف الثالث برصيد 29 نقطة، فيما تجمد رصيد الكاك في 12 نقطة، متمركزا في المرتبة الأخيرة. ولعل هذه الخسارة ستزيد من متاعب الكفريق القنيطري، رغم استقطابه لستة لاعبين خلال الميركاتو الشتوي. المستوى التقني لمباراة نهضة بركان والفتح الرباطي كان رائعا، واستحسنه كل من شاهد هذا اللقاء، الذي مالت كفته لفائدة الفريق البركاني بهدف لصفر، سجله اللاعب المستقدم والبديل حمادة العشير، وهذا الفوز مؤشر قوي على أن البركانيين سيتنافسون بقوة على درع اللقب، سيما وأنهم يتموقعون في الصف الرابع برصيد 28 نقطة، فيما سيكون للهزيمة التي حصدها الفتح تأثير على نفسية اللاعبين خلال رحلتهم إلى نيامي، عاصمة النيجر، للمشاركة في الاستحقاقات القارية. الجيش الملكي استعاد بعضا من عتاده مع انطلاق الشطر الثاني من البطولة، وحقق فوزا ثمينا أسعد المدرب العامري، الذي استغل فترة التوقف للتحضير الجيد على حد تعبيره خلال اللقاء الإعلامي. وشدد على أن مستوى العساكر لم يرق إلى النسبة التي يطمح إليها، إلا أنه أبدى تفاؤله الكبير للارتقاء بالأداء. هذا الفوز الذي صنعه الجيش على حساب الحسنية، رفع رصيد الفريق إلى 21 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن الفريق السوسي الذي تجمد رصيده في عشرين نقطة، بعد خسارة لم يستسغ المدرب السكتيوي الطريقة التي جاءت بها، حيث أكد أنه لم يتقبل أن ينهزم فريقه بهدفين من كرتين ثابتتين. مباراة واحدة انتهت بالبياض، تلك التي جمعت شباب الحسيمة وأولمبيك آسفي، وهي نتيجة في صالح الفريق الضيف الذي أكمل المباراة بعشرة لاعبين، وإن كان الفريق الآسفي عجز عن صنع الفوز لأربع مباريات متتالية، ومع ذلك رفع رصيده إلى 18 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن شباب الريف الذي أصبح في رصيده 17 نقطة، ولعل وضعة الفريقين معا تستدعي البحث عن المزيد من النقط، التي سيكون لها ثقلها خلال الدورات القادمة.