صدر للشاعر المغربي محمد العناز أضمومة شعرية بعنوان» خطوط الفراشات» من منشورات la Croisée des Chemins وهي المجموعة الشعرية الفائزة بجائزة القناة الثانية للإبداع الأدبي 2008/2009. وتقع هذه الأضمومة في 94 صفحة، وأنجز الفنان عبد الخالق قرمادي لوحة فاتنة لخطوط الفراشات التي طبعت بمطابع إفريقيا الشرق، وهي تضم القصائد التالية: مِرْآة،عِشْقْ، رَغْبَة، خُطُوطُ الفَرَاشَات، القَصْرُ الكَبِير، رَقْصَةُ الغِيَاب، تَطَّفْت، دُرُوبُ دُخَان، مُكَاشَفَة، سَيِّدُ الْمَعْنَى. وتترجم خطوط الفراشات للشاعر محمد العناز تجربة شعرية تنتمي للحساسية الشعرية لشعراء الألفية الجديدة بالمغرب، وهي تفصح عن منطلقاتها الفنية ومتخيلها الإبداعي وارتباطها بالمكان والوجود على نحو جمالي، وقد خص الناقد عبد السلام دخان هذه المجموعة بمقدمة نقرأ منها:» خطوط الفراشات» ذات بعد رمزي لأنها تقوم على محور استبدالي للغة عبر الإستعارة التي تتغيا الإقناع مما يعلل هيمنة الضمير ، وحجاجية المقول الشعري المتسم بشحنة عاطفية تأثيرية نابعة من انشطارالكينونة بين عالم الواقع والأخيلة المضللة. وساهمت رهافة الشاعر في اقتناص مشاهد مألوفة محايثة للتجربة الإنسانية، وفي خلق تداخل قوي بين الصور الحسية والصور المحسوسة مع الحرص على التوظيف الشعري للإيحاءات من أجل إدماج الذات في فضاء أرحب يتجاوز الجغرافيات الضيقة، وتبديد قلقها في التعايش مع التحولات التي يرصدها صاحب « رَقْصَةُ الغِيَاب « عبر توظيف المشاهد الواقعية، والابتعاد عن الغموض والتكلف باستخدام تقنيات كتابية مثل الحدث (وَوَحْدَهَا الْجُثَثُ الْعَائِمَةُ وَسَطَ الْيَمّ ِتكَسِّرُ سَطْوَةَ الزُّرْقَةِ..)، والقوى الفاعلة (البحارة، الجد، الفتاة الجبلية..)، ولغة القص (لاَ عِلْم لِي بِتَارِيخِ الأَعْلاَمِ وَالْعُشَّاقِ وَبِأَسْمَاءِ السَّاحَاتِ/ وَحِيداً يَبْتَسِمُ لِلسُّفُنِ الْغَرِيبَةِ..)،وفن السيرة (عَبَرْتُ عَبْرَ دُرُوبِ دُخَان مُزَوَّداً بِالْيَأْسِ..)، مع الاعتماد على تنويعات بصرية بموازاة تفاعل الصور الشعرية مع العلائق النصية التي تخلق السيرورة الدلالية لخطوط الفراشات بوصفها تجسيدا لتحقق الكيان الشعري.»يقول الشاعر محمد العناز في قصيدة سيد المعنى: «لِلْوَطَنِ جَبْهَاتٌ: الأُولَى لِلْحَرْبِ، الثَّانِيَةُ لِلْمَكَائِدِ، الثَّالِثَةُ لِلْخِيَانَةِ، وَأَحْلاَهَا جَبْهَةُ الْحُبِّ..»