يتميز إقليم ميدلت بشساعة مساحته التي تبلغ 13.121 كلم2، ويبلغ عدد سكانه حسب إحصاء 2014، ما مجموعه 289 337 نسمة، موزعين على 29 جماعة ترابية، منها بلديتان، مما يعني غلبة الطابع القروي على الإقليم الذي يناهز %94. كما يتميز ببرودة طقسه، وبكثرة تساقط الثلوج، خاصة على مستوى دائرة بومية (بومية، أغبالو، تونفيت أنمزي، أنفكو...)، ودائرة إملشيل (أموكر، آيت يحيى، أوتربات، إملشيل، بوزمو). دون إغفال معطى أساس، يتمثل في كون الإقليم يتوفر على أكبر عدد من الرحل على المستوى الوطني، بدائرة الريش، وتحديدا بقيادة كرامة المحاذية. وعلى إثر موجة البرد و تساقط كميات كبيرة من الثلوج التي تعرفها بعض مناطق إقليم ميدلت، اتصلت "جريدة الاتحاد الاشتراكي "بمصطفى السليفاني المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بميدلت لرصد وضعية التمدرس بالاقليم في ظل هذه الظروف البيئية القاسية ، والإجراءات الاحترازية المتخذة من لدن المديرية لمواجهة موجة البرد وتساقطات الثلوج، حرصا على الأمن الإنساني بالمؤسسات التعليمية ، حيث وافانا بالتقرير التالي: مجهودات المديرية الإقليمية وشركائها اعتبارا لخصوصيات إقليم ميدلت، والمتمثلة في غلبة الطابع القروي/الجبلي، وبالنظر إلى طبيعة المناخ، الذي يتميز بكثرة الثلوج، خاصة بالمناطق الجبلية، حرصت المديرية الإقليمية على جعل محاربة الهدر المدرسي، وضمان الحد الأدنى من تكافؤ الفرص بين أبناء الإقليم أولوية، من خلال الرفع من الاعتمادات المخصصة للدعم الاجتماعي، وتعزيز بنيات الاستقبال من مؤسسات وداخليات، سواء بالإمكانيات المتوفرة، أو من خلال عقد شراكات مع مختلف المتدخلين، وفي مقدمتهم عمالة إقليم ميدلت، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و المجلس الإقليمي، والجماعات الترابية، وفعاليات المجتمع المدني. ويمكن تلخيص بعض المجهودات المبذولة كالآتي: - الدعم الاجتماعي: اعتبارا للدور الذي يضطلع به الدعم الاجتماعي في الحد من الهدر المدرسي، ومحاربة الانقطاع، فقد تم إيلاؤه عناية خاصة، حيث تمت مضاعفة أعداد المستفيدين من المنح الدراسية لفائدة الملتحقين الجدد بسلك التعليم الإعدادي، والثانوي في السنوات الثلاث الماضية، و بلغ العدد الإجمالي للمستفيدين من المنح بالثانوي بسلكيه، ما مجموعه 6574 ممنوحا برسم الموسم الدراسي الحالي، بغلاف مالي سنوي يُقدر ب 14 مليون درهم، حيث تراوحت نسبة الاستفادة العامة ما بين %87 و%100. هذا بالإضافة إلى المستفيدين من الإطعام المدرسي بالابتدائي الذي يبلغ 24 ألف تلميذ وتلميذة، بغلاف مالي يُقدر ب 03 ملايين درهم. هذا وقد تم عقد اتفاقية شراكة بين المديرية الإقليمية وعمالة الإقليم، والمجلس الإقليمي والجماعات المحلية، تم بموجبها توفير اعتمادات إضافية بغلاف مالي يُقدر بمليون درهم سنويا، لمدة خمس سنوات. وتجدر الإشارة إلى أن %44 من ميزانية المديرية، يتم تخصيصها للدعم الاجتماعي. واستمرارا في توفير الكتب المدرسية في إطار المبادرة الملكية السامية "مليون محفظة"، استفاد أكثر من 46 ألف تلميذ وتلميذة بالإقليم من الكتب والأدوات المدرسية، منهم 21.800 من الإناث، بكلفة إجمالية تقدر بحوالي 5 ملايين درهم. وفي إطار الدعم الاجتماعي دائما، تم تعزيز أسطول النقل المدرسي بالإقليم، بشراكة مع عمالة الإقليم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والهيئات المنتخبة والشركاء، حيث تم اقتناء 22 حافلة للنقل المدرسي إضافية، برسم الموسم الدراسي 2017 – 2016، بغلاف مالي يناهز 7 ملايين درهم، و تم توزيعها خلال ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة. ويبقى برنامج "تيسير"، المخصص للتلاميذ المنحدرين من أسر معوزة، بهدف مساعدتهم على متابعة الدراسة، من أهم آليات الدعم الاجتماعي، إذ يستفيد منه على مستوى الإقليم 12.756 تلميذا، موزعين على 18 جماعة قروية، وتبلغ الكلفة الإجمالية السنوية لهذا البرنامج على مستوى إقليم ميدلت، ما يناهز 14,5 مليون درهم سنويا. بنيات الاستقبال: مؤسسات تعليمية وأقسام داخلية: تلعب بنيات الاستقبال من مؤسسات تعليمية، وداخليات، وحجرات دراسية، أهمية بالغة في توفير ظروف التمدرس، وضمان تكافؤ الفرص للولوج إلى المنظومة التربوية. وفي هذا الإطار أولت المديرية الإقليمية أهمية خاصة لتوسيع الداخليات، وذلك بشراكة مع عمالة الإقليم، حيث تم إحداث 05 أقسام داخلية/دور للطالبة من لدن عمالة الإقليم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك بكل من تنوفيت، وأموكر، وآيت عياش، وقسمين داخليين ببوزمو بدائرة إملشيل. كما تم تعويض أكثر من 60 حجرة من المفكك، علما بأن المديرية وعمالة الإقليم، والمجلس الإقليمي بصدد إبرام اتفاقية شراكة للتخلص من البناء المفكك بالإقليم في غضون السنوات الثلاث المقبلة. كما تم العمل على إتمام الصفقات الخاصة بإتمام داخلية إعدادية امزيزل، وإتمام أشغال إعدادية أوتربات بدائرة إملشيل. فضلا عن توسيع العديد من الحجرات الدراسية، تجاوزت الثلاثين. وفي إطار التشجيع على إتمام التعليم الإلزامي، ومحاربة الهدر المدرسي، عملت المديرية على تحويل المدرسة الجماعاتية بأنفكو إلى مركب تربوي يضم الابتدائي، والإعدادي مما مكن من تخفيف الاكتظاظ على منطقة تونفيت، وأسهم في استكمال الإناث لدراستهن، كما تمت برمجة إحداث إعدادية بقيادة أكوديم، مما سيمكن من حل عدد من الإشكاليات المرتبطة بضمان تكافؤ الفرص بين متعلمي الإقليم، علما بأن المنطقتين المذكورتين تتواجدان بمناطق نائية وجبلية صعبة. واعتبارا للجانب الاجتماعي الذي يهم نساء ورجال التعليم بالمنطقة، واصلت عمالة الإقليم، في إطار تفعيل مقتضيات الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، من خلال الجمعية المغربية لدعم التمدرس، ووزارة الداخلية، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بناء السكنيات لفائدة نساء ورجال التعليم بالوسط القروي، والتي بلغت 207 سكنيات، بغلاف مالي يتجاوز 24 مليون درهم. مما سيمكن من توفير ظروف الاستقرار لنساء ورجال التعليم بالإقليم. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من اتفاقيات الشراكة التي أبرمتها المديرية الإقليمية مع الشركاء ستعزز بنيات الاستقبال، والدعم الاجتماعي، والنقل المدرسي. الصحة المدرسية وتدابير مواجهة البرد اعتبارا لخصوصيات الإقليم المناخية، وكميات الثلوج التي يعرفها الإقليم سنويا، قامت المديرية بمجموعة من الإجراءات الاحترازية، والوقائية: الحضور الدائم في اللجنة الإقليمية التي يترأسها عامل الإقليم، ويحضرها رؤساء المصالح الأمنية والمصالح الخارجية، لتتبع وضعية المؤسسات الاجتماعية والداخليات والمؤسسات التعليمية بالإقليم، تزامنا مع موجات البرد، وتساقط الثلوج. تشكيل لجن إقليمية، ومحلية يُعهد إليها بتتبع وضعية المؤسسات التعليمية، والداخليات، خاصة الجانب المتوفر بالمؤونة، والتدفئة، وتتبع الوضع الصحي. تفعيل اتفاقية الشراكة مع وزارة الصحة، لتأمين زيارة الأقسام الداخلية من لدن الأطباء، وتتبع الوضعية الصحية للمتعلمين. إبرام صفقة سنوية لتوفير التدفئة بالمؤسسات التعليمية، بمبلغ مالي يُقدر بما يناهز 800 ألف درهم. التعميم التدريجي للتدفئة المركزية بالداخليات، حيث استفادت منها ثانوية إملشيل والمدرسة الجماعاتية بأنفكو، وثانوية أغبالو، وسيتم تسريع وتيرة الاستفادة منها، ابتداء من السنة المالية الحالية، علما بأنها تكلف غلافا ماليا يُقدر بحوال 800 ألف درهم لكل داخلية. إبرام جميع الصفقات الإطار الخاصة بتزويد الداخليات بالمؤونة، تفاديا لكل انقطاع للطرق، أو نفاد المواد الغذائية بالداخليات. تكثيف الزيارات الميدانية للوقوف على وضعية المؤسسات التعليمية. وتجدر الإشارة إلى أن التوقيف الإضطراري والمؤقت للدراسة في بعض الأحيان، بسبب كثرة الثلوج، يتم في احترام تام للمذكرة الوزارية المؤطرة، كما يتم اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لتعويض الحصص الدراسية الضائعة. مؤشرات ونتائج رغم كل الإكراهات المذكورة، والمرتبطة أساسا بالطبيعة الجغرافية، ومناخ الإقليم، وتشتت الوحدات المدرسية، إلا أن المدرسة قد حققت نتائج تربوية مهمة، يمكن إجمالها في الآتي: بلغت نسبة النجاح في امتحانات البكالوريا السنة الماضية %64. (ميزات النجاح في البكالوريا: مجموع الحاصلين على ميزة: 558 منها61 ميزة حسن جدا 171 ميزة حسن- 326 ميزة مستحسن). الحصول على المرتبة الأولى وطنيا في الفيلم التربوي سنة 2014. الرتبة 1 و2 وطنيا في الرسم والتشكيل والكتابة حول الهجرة. الرتبة 1 و2 جهويا في أولمبياد البيولوجيا. تأهل التلميذة لمياء حمي من ثانوية موسى بن نصير ببومية، والتلميذ عثمان حديوي من ثانوية زايدة لتمثيل المغرب، ضمن الفريق الوطني المدرسي للعدو الريفي، في البطولة المغاربية للعدو المدرسي المدرسي التي ستُقام بتونس ما بين 02 و07 فبراير 2017.