في إطار حلقة «معارض جماعية»، احتضن رواق القصبة بالصويرة حتى حدود 20 يناير الجاري معرضا لأعمال تعبيرية لثلاثة فنانين تشكيليين: امبارك تيماري: محمد السنوسي وبيير بواس. بالمناسبة نفسها، خصص هذا الرواق الرائد بمدينة الصويرة، بحضور الفاعلين المعنيين، فضاءا رمزيا من باب الاعتراف بالتراث اللامادي لخالدي الصويرة الرمزيين؛ كما أطلق الرواق بشراكة مع مندوبية وزارة الثقافة بالمدينة الدورة الأولى لمعرض موغادور للفن المعاصر برواق باب مراكش، وتتضح تفاصيل ذلك في الحوار التالي مع كبير عطار مؤسس رواق فضاء القصبة. * قربونا أولا من البرنامج الذي سطره رواق القصبة، محاوره ورهاناته النوعية؟ ** في البداية، أود أن أشكر بكامل الحرارة والحميمية كل المتدخلين والفاعلين، بمدينة الصويرة، الذين ساهموا ويساهمون في الأحداث الإبداعية التي أنجز تصورها وأنجزها رواقنا. ردا على سؤالكم، أذكر أنه مع مطلع السنة الجديدة قمنا بمساعدة فريق عمل بتسطير وتنظيم برنامج عمل ثقافي ثري ومتنوع من حيث التظاهرات الفنية، ومن بينها أساسا معرض جماعي يتيح الفرصة للمتلقين حتى يتعرفوا على الجودة العالية وعلى المستوى الرفيع ويقدروا أعمالا فائقة الإدهاش والإمتاع لفنانين يُشهد لهم كلهم بقوة أشكالهم التعبيرية: نعرض الأعمال التشكيلية للفنان العصامي مبارك تيماري، بيير بواس ومحمد السنوسي؛ هم ثلاثة فنانين يتفردون بين مجايليهم من الفنانين بولعهم الكبير بالفن، بمزاجهم المجدد وباقتراحاتهم وانشغالاتهم بقضايا بالغة الأهمية كما هي قضية الأرض، المحيط، المادة، الجسد والشكل. * بشراكة مع مندوبية وزارة الثقافة بمدينة الصويرة، نظم رواقكم الدورة الأولى لمعرض تجريبي يهم الفن المعاصر برواق باب مراكش... ** كما ذكرتم، بتعاون مع مندوبية وزارة الثقافة بالمدينة، نظم رواقنا الدورة الأولى لمعرض تجريبي للفن المعاصر برواق باب مراكش شاركت فيه مجموعة من الفنانين التشكيليين المتميزين، من أساليب وأجيال متنوعة وتطمح هذه التظاهرة / الحدث إلى أن تكون فضاء أساسيا للتبادل وللتحاور حيث تلتقي مختلف الأساليب والتيارات التي تخلق تنوع الفن المعاصر وتتبادل التجارب في ما بينها؛ كما نتيح الفرصة بالمناسبة لفنانين معروفين وآخرين لديهم موهبة واعدة كي يلتقوا ويتكاملوا. لخلق ديناميية لهذا الحدث الفني وتوفير شروط الإشعاع له بين متلقين محتملين ، أعددنا برنامجا غنيا ومتنوعا على هامش هذا المعرض الجماعي؛ وما يطمح إليه برنامجنا المتنوع هذا هو إبراز منجزنا الإبداعي كعامل للتبادل و التشارك بعيدا كل البعد عن الحدود، وذلك عبر تعدد الأشكال وتنوع الأساليب والتيارات... كما أن شراكتنا مع تنظيمات أخرى ستتيح للدورة الثانية تبادلا عبر ثقافي مثري وتضمن حضور العديد من الفنانين المغاربة والأجانب الذين سيعرضون مختلف الأشكال التشكيلية المعاصرة، من صباغة، نحت، سيراميك، حفر، سيريغرافيا، منشآت، تجهيزات، تصوير فني، فيديو، ديزاين... ونحن نعول كثيرا على دعم الشركاء المعنيين وجهات القرار لاستمرار هذه التظاهرة الإبداعية وضمان سيرورتها في الاتجاه الصحيح. * تميز الرواق مؤخرا بتدشين قاعة معارض مهداة لذكرى خالدي المدينة من الفنين، ما هي الحمولة الرمزية لهذه المبادرة؟ ** إنه نوع من الاعتراف بهذه الذاكرة الحية. إننا ندين بأشياء كثيرة لفناني الصويرة الرواد الذين ضحوا بحياتهم بتفان ونكران للذات، من أجل ترسيخ تقاليد وقيم فنية. ولذلك، فإن كل عشاق الفن مدعوين لكي يتقاسموا معنا لحظة الولع الاستثنائية هذه. إننا نطمح إلى الإسهام في تطوير الفنون التشكيلية بالمدينة وبالبلاد، من خلال إتاحة فرصة مشاهدة أكبر عدد من الفنانين الجيدين والمتميزين، بمختلف أساليبهم و وسائطهم الإبداعية... من خلال هذه المبادرة، تقوي الصويرة، كمدينة عريقة، موقعها الديناميكي؛ موقع الفضاء الاستراتيجي للقاء المخصب بين الفنانين المبدعين، من داخل البلاد ومن خارجها، وتمنح قيمة إضافية لثروتها اللامادية.