نشرت مجلة « فرانس فوتبول» الفرنسية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 24 يناير الأخير، حوارا مطولا في صفحتين، مع نبيل درار لاعب المنتخب الوطني المشارك حاليا في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون. تحدث درار في حواره مع المجلة الفرنسية الشهيرة والمتخصصة في الرياضة، عن بداياته، في بلجيكا، كما أكد أنه لم يتردد يوم طرح عليه الاختيار بين حمل قميص منتخب بلجيكا أو قميص منتخب المغرب، إذ فضل قميص منتخب بلاده وهو المغربي ، كما قال في الحوار، مائة في المائة، ومن والدين مغربيين من الدارالبيضاء ومن تطوان. وأضاف في هذا الشق، أنه كان عاشقا ومتابعا للمنتخب الوطني خاصة في سنة 1998، حيث كان معجبا بنجوم تلك الحقبة من أمثال بصير، حجي، نيبت وآخرين. نبيل درار كشف كذلك على أن متابعته لمنتخب بلاده ونجوم ذلك المنتخب الذي أبدع في مونديال فرنسا سنة 1998، جعله يحلم باليوم الذي يرتدي فيه القميص الوطني، وهو الحلم الذي حققه وهو سعيد جدا بذلك. في رده على ملاحظة المجلة بخصوص مشاركته الحالية مع المنتخب المغربي في الكان وهو يبلغ ثلاثين سنة، أوضح نبيل درار أن الفرصة لم تتح له وهو أصغر سنا لوجود منافسة قوية آنذاك في المنتخب، ولأنه لم يكن، ربما، منضبطا بالشكل المقبول. اليوم، يرى درار أنه تطور بشكل كبير، وأداؤه تحسن وأضحى أكثر نضجا في لعبه وفي الأداء الذي يقدمه. وقال أنه متأكد أنه يتوفر على أشياء يمكن أن يفيد بها المنتخب الوطني خاصة أنه، كما قال، يحس بالارتياح وسط لاعبي المنتخب الوطني الحالي، إضافة إلى علاقة الوئام والتوافق التي تجمعه بالمدرب هيرفي رونار. وعن تأخره في كسب ثقة المنتخب الوطني، لم ينف نبيل درار أنه لو كان منضبطا في شبابه كما هو حاله اليوم، لوصل عدده مشاركاته مع المنتخب لأزيد من ثمانين مشاركة. واعترف درار أنه وهو أصغر سنا، ارتكب عدة أخطاء في حياته وعقله كان ضعيفا وغير ناضج. إلى جانب ذلك، وعن أسباب ابتعاده عن صفوف المنتخب الوطني لسنوات، أوضح درار أن الأجواء لم تكن مناسبة في أحيان كثيرة، مستحضرا مثلا مباراة خسر فيها المنتخب المغربي بميدانه أمام الغابون وكان ذلك في 2009 وتحت إشراف المدرب روجي لومير، كانت وقتها المجموعة الوطنية في حالة تنافر وغير منسجمة، بل وحتى في التداريب، كانت هناك تفرقة وضغط ومناورات بفعل وجود انقسامات ومجموعات في الفريق الوطني.بعد تلك الخسارة فضلت الابتعاد يقول درار. وعن شعوره وهو يحمل قميص المنتخب الوطني في الكان الحالي، أكد درار أنه سعيد جدا بوجوده في المنتخب رفقة لاعبين يعتبرهم نجوما حقيقية مثل عوبادي، بنعطية والأحمدي وغيرهم. اليوم، يقول درار، لدي رغبة كبيرة في تحقيق الإنجاز رفقة منتخبنا الوطني خاصة أننا نتوفر على كل الشروط للنجاح وأهما هذه الأجواء السليمة التي نعيش في ظلها وسط المنتخب الوطني وبرفقة هيرفي رونار المدرب الكبير الذي يعرف ما يفعله. أؤكد لكم، يضيف درار، أننا جميعا في المنتخب الوطني، نحمل تلك الرغبة الجامحة في إسعاد الجمهور والشعب المغربي وندرك أننا خذلناه لفترة طويلة وحان الوقت للتصالح معه وإسعاده. وعن رأيه في المدرب هيرفي رونار، قال درار أنه مدرب يركز في عمله على الانضباط وعلى الاحترافية في السلوك وفي الأداء داخل الملعب وخارجه. إنه مدرب، يوضح درار، لايخف شيئا ويقول ما يحس به علانية وأمام أعين الذي يخاطبه. ومن نقط قوة رونار، يقول درار، أنه ينجح في اختيار الكلمات المحفزة الإيجابية للاعبين، ففي فترة التسخينات وقبل انطلاق المباراة، يكفي أن يتحدث لنا كلاعبين، لتنتفض في دواخلنا الرغبة الأكيدة في البحث عن التميز والانتصار. وعن حظوظ المغرب في منافسات الكان الحالية، أكد نبيل درار في ختام الحوار، أن الهدف هو انتزاع اللقب والمنتخب الوطني له من القوة ما يمكن لهذا الحلم أن يتحول إلى حقيقة.