نشرت صحيفة برافدا الروسية تقريرا؛ سلطت من خلاله الضوء على التناقضات التي تشوب المصالح الروسية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل محاولة إيران التأثير على العلاقات الروسية الأمريكية، وعرقلة مخططات الكرملين في المنطقة. وقالت الصحيفة في تقريرها إن على روسيا مراجعة خياراتها، خاصة فيما يتعلق بثقتها المطلقة في إيران، وذلك على خلفية اتهام طهرانلموسكو بتنفيذ غارات جوية نحو سوريا من مطار همدان العسكري الإيراني، علاوة على المواقف الإيرانية الأخيرة التي تؤكد فتور العلاقة وتزعزع الثقة بين الطرفين. وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات أستانة. تعد حدثا ذا أهمية قصوى بالنسبة لروسيا، إذ أنها ستحاول من خلاله التوصل لتسوية للوضع في سوريا، فضلا عن أنها ستستغل هذه المفاوضات لإقامة حوار عملي مع الإدارة الأمريكيةالجديدة. ونوّهت الصحيفة إلى أهمية وجود ممثلين عن الولاياتالمتحدةالأمريكية في لقاء أستانة، لأن ذلك سيصب بالتأكيد في مصلحة روسياوسوريا أيضا. علاوة على ذلك، تعتبر مشاركة الولاياتالمتحدة في المفاوضات أساسية، حتى تتحقق المصالحة بين الأطراف المتنازعة. وتسعى روسيا لتوطيد علاقتها بالرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، خلال أيامه الأولى، بهدف ضمان تعاون إدارته مع الكرملين على المدى الطويل. وذكرت الصحيفة أن دعوة روسيا للولايات المتحدة لحضور لقاء أستانة، تمت بالاتفاق مع أنقرة. وفي المقابل، رفضت إيران علنا مبادرة حلفائها، مما يعكس تذبذب قرارات إيران فيما يتعلق بمساعيها لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا. وقالت الصحيفة إن إيران تمكنت من إفشال الهدنة في سوريا مرارا وتكرارا، ومن المتوقع أن تهدد استئناف الحوار الروسي الأمريكي بشأن سوريا، إذ أن التعاون الروسي الأمريكي لن يخدم مصالحها. وفي الأثناء، تحاول طهران تضييق الخناق على روسيا، من خلال وضعها أمام خيار صعب، إما إيران أو الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمثل الشريك الأساسي في سوريا والمنطقة بشكل عام. وأكدت الصحيفة أن موسكو لن تخضع لتسلط طهران، خاصة وأنها تدرك أن مفاتيح التحكم في الشرق الأوسط لا تكمن بالضرورة في التعاون الوثيق معها. في المقابل، قررت روسيا وضع «استراتيجية فعالة» لا ترتكز على حلف طهران- موسكو، وإنما تتجه نحو إنشاء تحالف جديد، واشنطن- موسكو، مما سيصيب إيران بخيبة أمل كبيرة، وستتجه للبحث عن أساليب للرد على «الغطرسة الروسية». وتجدر الإشارة إلى أنه خلال جنازة السياسي الإيراني، هاشمي رفسنجاني، تم رفع شعارات مناهضة لروسيا. وفي الوقت نفسه، ألقت إيران باللوم على روسيا، وحمّلتها مسؤولية ارتفاع عدد الوفيات في صفوف الجنود الإيرانيين في الحرب السورية. لكن الصحيفة قالت إنه من غير الممكن تجاهل الدور المحوري الذي تلعبه إيران في الساحة الإقليمية، خاصة أنها قادرة على ممارسة العديد من الضغوط على مواقف وقرارات روسيا، حتى فيما يتعلق بعلاقتها مع الولاياتالمتحدة. ولفتت الصحيفة إلى الشرخ العميق بين طهران والإدارة الأمريكيةالجديدة؛ لا سيما أن ترامب أعرب عن نية بلاده في التخلي عن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، بشكل كلي، في الوقت الذي كانت طهران تأمل فيه الحصول على الضوء الأخضر لمواصلة العمل على برنامجها النووي. وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تحاول الترويج لفكرة مفادها أن تحقيق السلام في المنطقة يرتبط بدورها في الشرق الأوسط. ولذلك، فإن فرض السيطرة ونشر السلام في المنطقة يرتبط بالنسبة لها بقرار ترامب المصيري حول ملف الاتفاق النووي الإيراني. وذكرت الصحيفة أن إيران أعلنت البدء في تنفيذ برنامجها النووي تحت رقابة دولية، بعد أن توصلت إلى اتفاق مع كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا حول طبيعة المشروع النووي الإيراني. ذكرت الصحيفة أن إيران أصبحت تمثّل عائقا كبيرا يقف في وجه روسيا، ويهدد مصالحها بصفة متنامية في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي أصبحت فيه الاختلافات بين الطرفين أكثر وضوحا.