o ما المقصود بمرض الروماتويد المفصلي؟ n الروماتويد المفصلي هو مرض التهابي مزمن، يصيب النساء بشكل اكبر من الرجال، خاصة ما بين 30 و50 سنة. وهو روماتيزم قابل للتطور إذا لم يعالج، يهاجم المفاصل والأنسجة المحيطة، ويسبب آلاما قوية، قد تتطور وتتسبب في اعوجاج مفاصل المريض ثم إلى تشوهها، ليجد المصاب نفسه في نهاية المطاف معاقا. o كم يبلغ عدد مرضاه في المغرب؟ n هناك ما بين 1 و 2 في المئة من المغاربة يعانون من مرض الروماتويد المفصلي، أي ما يعادل ما بين 300 و 450 ألف مريض من الجنسين أغلبهم من النساء. ويصاب المرضى في مقتبل عمرهم مما يتسبب في مشاكل عائلية و مهنية متعددة. o ما هي أسباب المرض، وهل من أعراض تدلّ على الإصابة به؟ n ليست هناك أسباب واضحة ومحددة للروماتويد المفصلي، وعموما فإن جسم المصاب بالروماتويد يتعامل بمناعة مضادة مع مفاصله ويهاجمها على أنها أجسام غريبة. أما بخصوص الأعراض فإنه في بداية المرض يجب الانتباه إلى الإحساس بالألم في المفاصل خاصة أثناء فترة الليل، والاستيقاظ بكيفية غير مريحة، وهو ما يعبر عنه المريض بالقول «فقت بحال ايلا مدكدك»، ثم هناك الالتهاب على مستوى المفاصل وخاصة اليدين والرجلين، وانتفاخ الأصابع، وقد يتجلى ذلك في مثال بسيط وهو عدم القدرة على إيلاج خاتم مثلا بأصبع الشخص المريض. وغالبا ما يشعر المريض كذلك بالإرهاق، والتعب، وصعوبة الحركة. وإذا لم يعالج المرض، يبدأ الاعوجاج في المفاصل بسبب تآكل الغضروف مما يتسبب في الإعاقة. o في هذه الحالة ما الذي يجب القيام به؟ n يجب مباشرة التوجه عند طبيب الروماتيزم لأن التشخيص والعلاج المبكرين يمكنهما إيقاف المرض في بدايته. فالمشكل الكبير الملاحظ أن الكثير من الأشخاص يتوجهون فقط عند الصيدلاني الذي يقدم لهم مضادات حيوية ومسكنات للألم، وحتى في أحسن الأحوال تتم عيادة طبيب غير مختص، الذي بدوره لا يكون ملما بتفاصيل المرض، فيصف أدوية ك «الكورتيزون» الذي لا يوقف المرض ولا يحدّ منه، و يقوم بدور المسكن لمدة معينة، في حين أن المرض يظل يتطور في صمت وهو ما ينعكس في نهاية المطاف على صحة المريض ومحيطه. o ماهي تداعيات المرض؟ n هناك عدة تداعيات لا تقف عند ما هو صحي، بل تتطور إلى ما هو اجتماعي واقتصادي، كالتسبب في حالات الطلاق، العجز عن العمل، الهدر المدرسي، وعدم القدرة على الاستقلالية التي لها وقعها النفسي على المريض الذي يجد نفسه معاقا وعالة في حاجة إلى الرعاية والاهتمام به من غيره. (*) أستاذة في طب الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا.