بالرغم من تواجد قوة عددية فإن تموضع المدافعين واتكالهم على بعضهم البعض، يعطي لمهاجم الفريق المنافس كل الحظوظ من أجل الوصول إلى الشباك خيب المنتخب المغربي لكرة القدم المتفائلين من عشاقه بعد الهزيمة أمام منتخب الكونجو الديموقراطية بهدف مقابل لاشيء ،وهو المنتخب الذي كان الكل يعتبره الحلقة الأضعف ضمن المجموعة الثالثة التي تضم أيضا كلا من الكوت ديفوار الفائز بلقب النسخة السابقة والطوغو. الهدف القاتل كان في الدقيقة 55 ،ومن توقيع اللاعب هيرفي كنج الذي عرف كيف يستغل خطأ بدائيا للحارس لمحمدي،وتموضع خاطئ لثلاثة مدافعين وغياب تام عن المنطقة للمدافع بن عطية،الذي لم تكن له الطراوة البدنية للرجوع إلى الدفاع ،بعد المرتد الذي نفذه لاعبو فريق الكونجو الديموقراطية،وبالعودة إلى سيناريو الهدف،فهو يؤكد نفس الخطأ الذي يقع فيه دفاع المنتخب الوطني ،ذلك أنه بالرغم من تواجد قوة عددية فإن تموضع المدافعين واتكالهم على بعضهم البعض، يعطي لمهاجم الفريق المنافس كل الحظوظ من أجل الوصول إلى الشباك. وجاءت النتيجة لتؤكد الإنتقادات الكثيرة التي تعرضت لها إختيارات المدرب الفرنسي هيرفي رونار، وخاصة إبعاده للاعب الأول في هولندا زياش الذي صنفه المدرب الفرنسي في مرتبة لاتسمح له بأن يكون من ضمن من يمكن الإعتماد عليهم،إضافة إلى إعتماده على لاعبين تنقصهم التنافسية،وقدرتهم على منازلة لاعبين أفارقة متمرسين ،ومجربين للأجواء في إفريقيا وخاصة حالة الطقس والرطوبة ،وبالإضافة إلى إختيارات المدرب رونار،فإن الإصابات أبعدت مجموعة من أبرز اللاعبين( امرابط،بوفال،بلهندة). وبالنظر إلى الخطة التي إعتمد عليها هيرفي رونار(4 .4 .2 ) فإن بينجي مدرب فريق الكونجو الديموقراطية، رد عليه بخطة (4 .3 .2. 1) وهذا يعني بأنه عرف كيف يوزع لاعبيه في وسط الميدان،واستطاع تقريب المسافات بينهم،مستغلين في ذلك الإنسجام بينهم خاصة وأن اللاعبين ينتمون إلى فريق مازيمبي وفيتا كلوب،وهذا ماجعلهم لايستهلكون كل طراوتهم البدنية،التي ساعدتهم كثيرا في الشوط الثاني، الذي أصبح فيه لاعبو الفريق الوطني غير قادرين على اللعب بنفس إيقاع الشوط الأول، حيث فقدت عجلة حمزة منديل الكثير من سرعتها في الدوران،ونفس الشيء إنطبق على بوحدوث ،سايس،بوصوفة الذي يمكن القول بأن المدرب رونار وظفه ليلعب في وسط الميدان ومنفذا للضربات الثابتة وهو ما أثر سلبا على لياقته البدنية خاصة وأنه تجاوز الثلاثين، ونفس الشيء بالنسبة لدرار، وكارسيلا، وباقي اللاعبين الذين لم يستطيعوا استغلال النقص العددي في فريق منتخب الكونجو الديموقراطية بعد طرد اللاعب موتامبالا. ومن خلال كل المباريات التي خاضها الفريق الوطني المغربي تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار،يمكن الجزم بأن اللاعبين يعانون من العياء،ونقصان حاد في الطراوة البدنية خلال الشوط الثاني ،وهذا يسائل كثيرا المعد البدني الذي يتحمل مسؤولية إستقدامه المدرب رونار،كما نتساءل عن دور مساعده حجي الذي لم يظهر له أثر خلال كل أطوار المباراة،خاصة وأن أكبر المدربين يستشيرون مع مساعديهم في اللحظات الحرجة،وأثناء القيام بالتغييرات.كما أن المدرب رونار لم يستقرعلى رسم تاكتيكي ينسجم معه اللاعبون،كما أنه مع كل تغيير يغير الرسم التاكتيكي وهذا مافعله عندما أشرك يوسف العربي،وعاد وغيره عندما أدخل فيصل فجر.وهنا يمكن القول بأن رونار «يدوخ» اللاعبين بهذه التغييرات في الرسم التاكتيكي،ويجعل البعض منهم تائها. وبالنظر إلى هزيمة المتخب الوطني ،وتعادل كل من فريق الكوت ديفوار،والطوغو،فإن المنتخب المغربي يحتل المرتبة الرابعة والأخيرة،وسيخوض مباراته الثانية يوم الجمعة القادم أمام منتخب الطوغو بمعنويات مهزوزة، وبالكثير من الأوراق المكشوفة والمبعثرة،وسيكون مطالبا بالدفاع عن كبريائه،ولن يكون له من إختيار إلا الإنتصار،وهو أمر يمكن إدخاله ضمن خانة المستحيلات بالنظر إلى ،قوة لاعبي فريق الطوغو،ورغبتهم في جني كامل الغلة،في انتظار نتيجة مباراة الكوت ديفوار ضد فريق الكونجو الديموقراطية. وبالعودة إلى كل مباريات المنتخب الوطني المغربي التي أشرف عليها «الثعلب» يمكن التساؤل هل يمكن «لثعلب» ترويض الأسود،وهل المنطق يقبل بأن تفترس الفهود الأسود؟.وهل هناك فرصة لأسود الأطلس لتزأر في غابات الغابون،أم أنها فقدت القوة على الزئير كما حصل في السنوات الماضية؟،وهل يستحقون لقب الأسود بعد،فرس،باموس،التيمومي ،بادو الزاكي خيري،كريمو،ألحجي،الشماخ،الزاييري،الهزاز،بابا،بودربالة،الظلمي،البياز،لبرازي،خليفة،الغزواني،بيتشو،اعسيلة،البويحياوي،البوساتي،احسينة،العربي السميري ،الكزار،الشريف،خالد لبيض.وكل هذا للمثال لا الحصر.