ودعت الجماهير الرياضية بمدينة الدارالبيضاء منذ بضعة أيام أحد أبنائها البررة يتعلق الأمر باللاعب الدولي في كرة القدم بنادي الوداد الرياضي البيضاوي لسنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي مصطفى هريرة الملقب في الأوساط الرياضية الوطنية ب»مصيطيفة" والذي غادرنا إلى دار البقاء على إثر وعكة صحية ألمت به. الراحل "مصيطيفة" الذي كان يتقن دوره في مركز وسط ميدان كموزع متميز ومراوغ من الطراز الرفيع وهداف ماهر، تركت وفاته حزنا عميقا في نفوس أصدقائه ومعارفه، وخاصة زملاءه في النادي الأحمر "وداد الأمة" الذين عايشوه من مختلف الأجيال، حيث يشكلون جمعية قدماء نادي الوداد البيضاوي التي يرأسها اللاعب الدولي السابق عبد الرحيم صابر، لما كان يتحلى به المرحوم من دماثة الأخلاق والمعاملة الحسنة والسعي وراء الخير لإسعاد الناس وإدخال الفرحة على قلوبهم، وهذا الأمر ورد عندما كان يقوم بمهامه الوظيفية بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حيث تراه بشوشا يستقبل المواطنين مسرعا في قضاء أغراضهم الإدارية. الدولي مصطفى هريرة فاز مع الوداد بعدة ألقاب منها البطولة وكأس العرش وشارك في الدوري الدولي كأس محمد الخامس، وقد لعب بالوداد إلى جوار مجموعة من النجوم الكبار، ونذكر من بينهم على سبيل المثال لا الحصر، الحارس بكار، العربي الخطابي، الشتوكي، الهجامي، بوزامبو، أنيني، زاهيد،... أما على صعيد المنتخب الوطني فشارك معه في عدة مباريات، ويكفي ذكر مباراتي الذهاب والإياب التاريخيتين برسم إقصائيات كأس العالم 1962 التي جمعت المغرب وإسبانيا، حيث كان ضمن اللائحة الرسمية التي ضمت آنذاك ترسانة من النجوم المغاربة المحترفين يأتي في مقدمتهم المرحوم عبد الرحمان بلمحجوب أمير ملعب حديقة الأمراء بباريس وحسن أقصبي وإبراهيم طاطوم وعمار والبطاش والرياحي والزهر وعبد الله مالكا وعبد السلام وعليوات...، فضلا عن حضوره كأساسي مع المنتخب في ألعاب البحر المتوسط 1963 والألعاب العربية ببيروت وأولمبياد طوكيو 1964. خلال مراسم تشييع جنازة الراحل "مصيطيفة" ، حيث ووري الثرى بمقبرة الرحمة بالدارالبيضاء، حضرت حشود غفيرة من الرياضيين القدامى والجدد مسيرون ومدربون ولاعبون ومتتبعون جاءوا من مختلف جهات ومدن المملكة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على الجثمان الطاهر للمرحوم مصطفى هريرة. يقول عبد الرحيم صابر رئيس جمعية قدماء الوداد، إنه برحيل المرحوم مصطفى هريرة الأخ والأب والصديق، يكون الفريق الأحمر قد فقد أحد رواده الكبار عبر تاريخ هذا النادي العريق، فقد كان مثالا في الأستاذية أيام الممارسة والأخلاق الفاضلة، فتعازينا باسم الجمعية لأسرته الصغيرة والكبيرة. وبدوره صرح حسن أقصبي رئيس جمعية قدماء الفتح وصديق المرحوم مصيطيفة، بأن أسرة الفتح حزينة بفقدان بطل ودادي أعطى الشيء الكثير لفريقه المحبوب وللمنتخب الوطني، فجزاه الله عنا خير الجزاء لما قدمه من خدمات جليلة لوطنه في المجالين الرياضي المهني، وقدماء الفتح يتقدمون بهذه المناسبة الأليمة بأحر التعازي والمواساة لأسرته الصغيرة ولقدماء الوداد وكل مكونات هذا النادي الكبير والعائلة الرياضية الوطنية، و»إنا لله وإنا إليه راجعون».