إبراهيم زهار الملقب ب «طاطوم» غادرنا إلى دار البقاء أبدع في بوردو وكان ضمن المنتخب الوطني الأسطوري لسنة 1961 إنتقل إلى دار البقاء، عصر أول أمس الثلاثاء 20 نونبر الجاري، اللاعب الدولي السابق إبراهيم زهار، الملقب ب «طاطوم» عن سن يناهز 77 سنة وهو في طريقه إلى المستشفى. المرحوم إبراهيم زهار من مواليد 25 مارس 1935 بمدينة الدارالبيضاء أبرز مبكرا مواهبه، حيث انضم سنة 1949 إلى نادي الإتحاد الرياضي (USA) بمدينة الدارالبيضاء وتدرج في كل فئاته وتزامن وصوله إلى الفريق الأول مع حدث نفي المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، وهي المناسبة التي رفض معها المغاربة اللعب في بطولة يديرها الإستعمار الفرنسي. وبعد الإستقلال إنضم طاطوم في أول تجربة إحترافية له لنادي راسينغ باريس بتوصية من صديقه عبد الرحمان بلمحجوب الذي كان وقتها لامعا في صفوف منتخب فرنسا ومشتهرا بحمله لقب «أمير حديقة الأمراء»، وكانت المناسبة ليلعب إبراهيم طاطوم إلى جانب بلمحجوب في دوري دولي بفرنسا شاركت فيه أندية عملاقة كسانطوس بأسطورته بيلي، ريال مدريد وأس ميلان الإيطالي، ومن الطرائف أن طاطوم خلال مباراة فريقه راسينغ باريس أمام أس ميلان أصيب في وجهه من طرف الإيطالي الشهير سيزاري مالديني، ولما إقترب منه بلمحجوب ليستفسره عن قوة الإصابة قال له «هل سجلنا الهدف؟»، فأجابه بلمحجوب بالإيجاب فكان أن قال طاطوم «يمكنني الآن أن أموت، ليس هناك من خطر عليك». سنة 1961 إنتقل إبراهيم طاطوم إلى نادي بوردو الفرنسي بصفقة مالية بلغت 18 مليون فرنك فرنسي، حصل منها طاطوم على 1،8 مليون فرنك وعلى راتب شهري قدر بحوالي 3000 درهم مغربي، إضافة إلى منح المباريات. وخلال نفس سنة إنضمامه لنادي بوردو تمكن طاطوم من تسجيل 16 هدفا وقال عن تلك الفترة من تاريخه الرائع : «كنت سعيدا بما وصلت إليه من نضج ومن إبراز للقوة فقد كانت أكبر نقط قوتي هي الضربات الرأسية، لقد كنت قاتلا في هذا المجال»، ويذكر طاطوم أنه لعب في تلك الفترة إلى جانب أسماء كبيرة ستشتهر في فرنسا مثل إيمي جاكي الذي قاد كمدرب منتخب فرنسا إلى الفوز بلقب كأس العالم سنة 1998 وروجي لومير الذي تولى تدريب منتخب فرنسا وقاده للفوز بلقب كأس أوروبا سنة 2000، كما درب المنتخب المغربي بعد ذلك ودجوركاييف الأب. وبعد سنوات رائعة مع نادي بوردو إنتقل طاطوم رفقة كومندو من اللاعبين إلى نادي باستيا ليؤمن صعوده إلى القسم الوطني الأول، وعن تلك الفترة يقول: «الصحف الفرنسية قالت لحظة وصولنا، الكورسيكيون لا يمزحون، إنهم قادمون، خلال المباريات كنا نسمع داخل الملعب طلقات نارية ومع ذلك تحدينا كل شيء». وإلى جانب هذا الحضور الرائع لإبراهيم زهار (طاطوم) في فرنسا، إلا أن أكثر اللحظات يعزها الرجل هي حمله للقميص الوطني، إذ يذكر جيدا المباراة التاريخية التي خاضها برفقة المنتخب الوطني المغربي سنة 1961 خلال آخر دور إقصائي مؤهل لنهائيات كأس العالم 1962، وكان المنتخب الإسباني وقتها يضم بين صفوفه نجوما كبارا مثل بوسكاش، دي ستيفانو، خينطو وديل صول وغيرهم، وكان بمقدور الفريق الوطني تحقيق المعجزة والوصول لأول مرة إلى نهائي كأس العالم لولا أن الحظ خانه في كثير من المناسبات. والمرحوم إبراهيم طاطوم يحمل لقبه من أحد كبار نجوم نادي هارليم لكرة السلة الأمريكي، وقد أعطاه إياه الإعلامي الفرنسي دانييل بيلار الذي كان يشتغل وقتها في صحيفة «لوبوتي ماروكان» الصادرة بالمغرب.