في صمت كبار الزهاد، يغادرنا اللاعب الدولي السي محمد التيباري عن سن تتجاوز السبعين سنة. التيباري من ألمع المحترفين بفرنسا في نهاية الخمسينيات، والذين أثثوا النخبة الوطنية العظيمة في تاريخ الكرة الوطنية وهي النخبة التي واجهت كبريات المنتخبات الأوربية في تصفيات كأس العالم (اسبانيا تحديداً أيام عظمتها ورجالاتها وهنغاريا إلخ...) وبعد الخرجات الرائعة للنخبة الوطنية وأهمها اللقاء مع اسبانيا بالدار البيضاء، حيث أثث وسط الميدان مع عبد الله مالاكا والعفاري وأمامهما حسن أقصبي والرياحي وبلمحجوب ووراءهما ولد الرحالية والبطاش... وهي المجموعة التي تألقت في البطولة العربية ببيروت في مطلع الاستقلال إلخ.. نعم كان المرحوم التيباري نموذجاً في الصرامة وفي ثقافة بناء الهجمات... بعدما تألق في فريق الوداد البيضاوي وافداً عليه في فريق الحياة بدرب غلف. إنه إذن ابن هذا الفريق الذي أعطى للوداد إلى جانب السي محمد رحمه الله كلا من حسن لابورط ومبيريك إلخ... كان السي محمد في شبابه نموذجاً في حسن السيرة والتربية الاجتماعية وهي الخصال التي ربته عليها أمه المرحومة لالة عائشة، حيث كان يقطن بجوار فران علي الدراوي... واشتغل بمؤسسة سيب بالمعاريف، ونظراً لأناقته، كان خلانه يسمونه كيبال وهو اسم أحد كبار نجوم السينما العالمية آنذاك. احترف الفقيد في العديد من الأندية الفرنسية بعدما جذبه إليها المراحيم حامية واحميدة موستاش وسالم وغيرهما. بعد انتهاء مرحلة الاحتراف، تحول إلى عالم التدريب فتعاقب على تدريب الوداد والرجاء ونجم الشباب وآسفي وغيرها من الأندية... ولن نذيع سراً إذا قلنا بأنه رحمه الله عاش سنواته الأخيرة في اغتراب ذاتي جراء تباعد الأسرة وابتعاد الأصدقاء... رحم الله السي محمد التيباري وأسكنه فسيح جناته، والعزاء في وفاته لكل الذين عرفوه عن قرب في المجال الرياضي...، وعلى رأسهم هيأة المدربين ومعارفه بدرب غلف، وكل من تتلمذ على يديه.