قام جلالة الملك ، السبت، بزيارة الشخص المصاب الذي تطلب نقله إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش إثر حادثة السير التي وقعت صباح نفس اليوم على الطريق السيار الرابط بين مراكش و أكادير. واطلع جلالة الملك، بالمناسبة، على الحالة الصحية للمصاب الذي لايزال يتلقى العلاج بالمستشفى، كما استفسر عن حالة باقي المصابين المتواجدين تحت المراقبة الطبية. وأعطى جلالة الملك تعليماته السامية للتكفل شخصيا بمصاريف جنازة الضحايا، وبمصاريف العلاجات والاستشفاء بالنسبة للمصابين. وقد تسبب اصطدام شاحنة بحافلة للركاب على الطريق السيار الرابط بين أكاديرومراكش، على بعد 6 كيلومترات من محطة الأداء بأمسكرود في الساعة الرابعة من صباح يوم السبت، في إندلاع حريق مهول بالحافلة أودى بحياة 11 مسافرا وإصابة 20 راكبا بحروق خطيرة تم نقلهم إلى كل من مستشفى الحسن الثاني بأكادير،والمركز الإستشفائي الجامعي بمراكش. هذا وتحولت جثث ضحايا إلى حالة تفحم قصوى يصعب التمييز بينها، من بينها جثة السائق الثاني الذي كان غاطا في نومه في الجهة الخلفية وقت الاصطدام التي تعود أسبابه إلى التجاوز المعيب في المنحدر الخطير، وحسب ما أوردته شهادات الناجين فالحافلة كانت بمنحدر أمسكرود الخطير وحين أرادت تجاوز شاحنة كبيرة ذات مقطورة كانت تحمل آليات للحفر،ارتطمت بمؤخرتها ما تسبب في انقلابها ثم اندلاع النيران فيها، خاصة أنها كانت تشغل مكيفات التسخين نظرا لبرودة الطقس بجبال الأطلس الكبير. وحسب تصريحات سائق الحافلة لوسائل الإعلام، فإن «قنوات المكيف تحمل داخلها غازا قابلا للاشتعال، تأثرت بقوة الاصطدام،وتحولت إلى لهيب بمجرد حصول شرارة نارية، وزاد من لهيبها تواجد خزان للوقود بمقدمة الحافلة، مما جعل النيران تدخل بشكل مباغت وتحتل الواجهة الأمامية للحافلة ولم تترك للسائق والركاب فرصة للنجاة بجلدهم،بحيث سقط أغلب الضحايا مغمى عليه». وكان المشهد مؤلما حقا عندما امتدت النيران إلى أجساد الركاب الذين كان معظمهم يغط في نوم عميق، وشملت الواجهة الخلفية والأمامية للحافلة مما صعب على الناجين إنقاذ ممن علق بداخل الحافلة، وفي هذا الشأن يروي أحد الناجين فقدانه لأخيه بعدما حاول إنقاذه في آخر لحظة حيث قال: «تمكنت من النزول عبر النافذة، ومددت يدي وسحبت أخي الأول، وحاولنا نحن الاثنين أن نخرج أخانا الثالث، لكن لسوء حظه علقت رجله بين الباب والرصيف، ولم يستطع الحركة، فباغتته النيران فاحترق ومات أمام أعيننا». هذا ولما أشعرت السلطات العمومية ومصالح الوقاية المدنية وقيادة الدرك الملكي بأكادير بالخبر، هرعت إلى عين المكان،حيث عاينت السيدة والي جهة سوس ماسة زينب العدوي هذه الفاجعة واستنفرت كل المصالح لنقل المصابين الناجين إلى المستشفى. وقد بدأت أولى سيارات الإسعاف تصل إلى قسم المستعجلات،وهي محملة بالجرحى والمصابين أغلبهم يحمل حروقاً متفاوتة الخطورة،وفي هذا الصدد صرح مدير المستشفى الجهوي بأكادير «علي باتعال» لوسائل الإعلام،»أن المستشفى استقبل 22 حالة،منها أربع حالات حرجة جدا واحدة منها كانت خطيرة لتعرضها لحروق على مستوى الوجه، وجرى نقلها عبر مروحیة تابعة لوزارة الصحة إلى وحدة طبیة مختصة بمدینة مراكش». وأضاف أن «الحالات الأخرى تخضع لرقابة طبية،وتمت معالجتها محلياً، وغادر أغلبها المستشفى،فيما بقيت هنا حالتين تستدعيان العناية المركزة». وتجدر الإشارة إلى أن عائلات الضحايا صعب عليها استلام جثث ذويها لدفنها إلا بعد إجراء تشريحات الحمض النووي عليها للتعرف على هوية القتلى لأن جثثهم متفحمة زيادة على أن أوراق هويتهم قد أحرقت معهم وبالتالي صعب عليهم التعرف على ذويهم. كما تم اعتقال سائق الحافلة التي كانت قادمة من الدارالبيضاء نحو أكادير، حيث وضع تحت أنظار الحراسة النظرية بمركز الدرك الملكي أبمسكرود، للتحقيق معه في هذه الحادثة التي نتجت عن التجاوز المعيب للحافلة بمنحدر خطير بأمسكرود يبلغ طوله 20 كيلومترا.