بانصرام سنة 2016، يكون المغرب قد خطى خطوات مهمة تجاه الخارج، أي استطاع أن يكون أكثر هجوما في ما يخص وحدته الترابية، لقد شهدت السنة التي نودعها أكبر عملية تغيير في الدبلوماسية المغربية، حيث تم تعيين أكثر من سبعين سفيرا وسفيرة عبر العالم، كما كان للزيارات الملكية والرسائل الموجهة، مثل تلك الموجهة إلى القمة المغربية الخليجية أو الخطاب الملكي من دكار بمناسبة المسيرة الخضراء، قوة الدفاع عن التراب الوطني، دون أن ننسى الزيارة الملكية لكل من روسياوالصين والهند و كذا زياراته إلى العمق الإفريقي،يقول الموساوي العجلاوي « سنة 2016 هي سنة تسجيل موازين قوى جديدة بين المغرب وجيرانه، ثم بين المغرب والأممالمتحدة، ثم بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، و وهي سنة انسجام الموقف المغربي الذي جعل جميع الأطراف تتراجع، في نهاية المطاف، أمام قوة الصف الداخلي المغربي، وهذا شيء إيجابي يمكن تسجيله في سنة 2016 « .من جهته يقول حسن أوريد : « على مستوى العالم العربي هناك تغييرات عميقة، على أساس أن البنيات الموروثة عن الاستعمار أصبحت مهددة، وكل ذلك سوف ينعكس على مقاربة قضية الصحراء، كما على قضايا أخرى في المنطقة. أعتقد بأن التحدي الأكبر للدبلوماسية المغربية هو أن تتفاعل مع هاته المستجدات ، هي ليست مستجدات عارضة ، ولكن بنيوية « . وسجل البشير الدخيل وهو أحد الوجوه الصحراوية، أن مجيء أنطونيو غرتيريش الأمين العام الجديد للأمم المتحدة الذي له دراية كبيرة جدا بملف الصحراء ، حيث كان مكلفا بمفوضية اللاجئين وبالمخيمات ، كما كان رئيس الوزراء بالبرتغال، سوف تكون له لمسات مخالفة لمن سبقه . كل هذا يجعلنا أكثر تفاؤلا في السنة المقبلة الجديدة، هذا ما لمسناه من خلاله، ويعطينا تفاؤلا أكبر ...وهذا ما سنلمسه في هذا الملف الذي يخص الدبلوماسية المغربية ... قال الموساوي العجلاوي : «بخصوص الصحراء ، كانت جبهة البوليساريو تقول عن سنة 2015 أنها ستكون سنة الحسم ، بعد ذلك قالوا بأن 2016 ستكون نهاية أزمة الصحراء ، لكن الذي ظهر أن الدولة الحاضنة، وهي الجزائر، عملت على أن تكون 2016 ملفا لتسجيل المواقف ضد المغرب، وتحريك اللوبيات الجزائرية داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي ، وتحريك أيضا هذا اللوبي داخل مجلس الأمن ، الذي تقوده سوزان رايس ، وأيضا داخل الفريق بالأممالمتحدة المكلف بملف الصحراء ، هذا ما أعطانا زيارة بان كيمون إلى تندوف وتصريحاته والأزمة مع الأممالمتحدة «. وأضاف الموساوي العجلاوي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط والباحث في المعهد المغربي للدراسات الإفريقية في حديث مع الجريدة حول ما ينتظر المغرب في السنة المقبلة 2017 وما قام به في السنة التي نودعها : « سنة 2016 هي تسجيل موازين قوى جديدة بين المغرب وجيرانه، ثم بين المغرب والأممالمتحدة، ثم بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، وانسجام الموقف المغربي هو الذي جعل أن جميع الأطراف في نهاية المطاف تتراجع أمام قوة الصف الداخلي المغربي، هذا شيء ايجابي يمكن تسجيله في سنة 2016 « . وسجل الموساوي على أن النزاع في الصحراء يجب أن يكون في إطار سياسي حيث قال : « إن الحل السياسي هو الحل الوحيد القادر على إنهاء النزاع في منطقة الصحراء ، وأن سنة 2016 عرفت نوعا من التوتر في العلاقات المغربية الموريتانية ، والتي توجت بتصريح الأمين العام لحزب الاستقلال والتوظيف الذي تم لهذا التصريح ، وكانت ورقة الصحراء أيضا حاضرة في تقييم العلاقات المغربية الموريتانية . إذن 2016 سنة امتياز في علاقة المغرب مع الأممالمتحدة ومع جيرانه وأيضا في تصور ملامح المرحلة المقبلة «. وفي سؤال عن الدبلوماسية المغربية خلال السنة التي نودعها قال الدكتور الموساوي : « على المستوى الدبلوماسي ، 2016 سنة متميزة من حيث العطاء الدبلوماسي، خاصة تجاه إفريقيا جنوب الصحراء وتجاه دول الخليج العربي ، المغرب سجل حضورا جديدا لدبلوماسية جديدة تتسم بالواقعية والبراغماتية ، دبلوماسية يقودها الملك من خلال منظومة متكاملة فيها الجانب السياسي ، الجانب الدبلوماسي ، الجانب الأمني ، الجانب الاقتصادي والمالي وهو المحرك لهذه الدبلوماسية «. وأضاف : « هذا ما أعطى هذا الانفتاح بين المغرب ودول إفريقيا ، بشرقها وجنوبها . هذا الانفتاح الجديد هو الذي أعطى حضورا على المستوى المستقبلي في السنوات المقبلة ، من خلال أكثر من 80 اتفاقية وقعت بين المغرب وهذه الدول ، وهذه الاتفاقيات استراتيجية ، و ما يميز هذه الاتفاقيات هو شراء أبناك ، فوسفاط ، الاتصالات ، الاقتصاد الاجتماعي « و « تميزت كذلك بالمشروع الكبير لأنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب ، وهو مشروع قد يتحقق أو قد لا يتحقق ، ولكن الهدف منه هو أن المغرب يطرح من خلال هذا المشروع مقاربة اندماجية لدول إفريقيا الغربية مع دول الشمال الغربي ، وهذا هو الشيء الجديد الذي يعكس صورة المغرب وقوته ورؤيته ، و أن يكون الاقتصاد عامل الاندماج بين الدول وعامل الاستقرار السياسي ، وأيضا مواجهة كل التحديات الأمنية في المنطقة «. كما سجل الدكتور الموساوي حضور المغرب لدى دول الخليج حيث صرح : « بالنسبة للشرق كان هناك لقاء القمة المغربية الخليجية في أبريل 2016 ، والتي جاءت قبيل القمة الأمريكية الخليجية ، وأرسل الملك فيها رسائل ، على أساس رسم الخطوط العريضة للدبلوماسية المغربية ، من حيث التحالفات». كما شهدت سنة 2016. الحضور الروسي في المغرب ، واستطاع المغرب من خلاله أن يسجل ، بلغة الرياضة إصابات في مرمى الاتحاد الأوروبي . وأضاف العجلاوي : « روسيا وجدت في المغرب حليفا، في الوقت الذي كانت هناك مقاطعة روسيا لمواد أوروبا الغربية الفلاحية ، عوض المغرب هذه المواد الفلاحية ، حيث انتبهت روسيا لهذا الأمر وطرحت على المغرب، في لقاء الملك محمد السادس مع فلاديمير بوتين رئيس روسيا ، شراكات استراتيجية ، وعندما صرح ابن كيران بما صرح به حول روسيا وسوريا ، وحضور وفد كبير للأمنيين في الكرملين إلى المغرب ، وجواب وزارة الخارجية ، هذا معناه أن روسيا بدأت تأخذه بعين الاعتبار ، وتدخل الرقم المغربي في معادلتها الدولية ، وكذلك الزيارة الملكية إلى الصين والهند . وتفاءل العجلاوي بالدبلوماسية المغربية حيث عبر قائلا : « هذه الأشياء كلها تبرز أن هناك نوعا من الحيوية الدبلوماسية المغربية ، في التموقع المغربي ، سواء في أوروبا أو في البحر الأبيض المتوسط أو في العالم الإفريقي أو في إفريقيا بصفة عامة .ثم إن الأمر أكثر من هذا وذاك أن المغرب الآن لم يعد يخشى أحد في صراعاته ، لاحظنا كيف تنافس مع فرنسا ثم مع الاتحاد الأوروبي ثم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم الأممالمتحدة ثم مع الاتحاد الإفريقي ، هذه الأشياء كلها تبرز أن المغرب أصبحت له أبعاد جديدة بدبلوماسية جديدة ، دبلوماسية تتسم ببراغماتية قوية جدا ، أهمها هو عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وهي أكبر عنوان لهذه الدبلوماسية والبراغماتية ، والمغرب في 2016 أصبح فاعلا جهويا وقاريا ». من جهته قال حسن أوريد : « أعتقد بأن أهم تغيير، من دون شك ، حلول دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدةالأمريكية ، الذي له أجندة مغايرة تماما للرؤساء الأمريكيين السابقين ، ويأتي في فترة تتغير التشكيلة العالمية ، على أساس أن الفترة التي امتدت من سقوط حائط برلين انتهت مع خروج بريطانيا من بريكست. نحن الآن أمام معالم جديدة لعالم جديد ، وترامب هو تعبير عن هذا التغيير « . وأضاف أوريد أستاذ العلوم السياسية في حديث مع الجريدة حول حلول السنة الجديدة 2017 وما ينتظر المغرب حول القضية الوطنية : « الفاعل أو العامل الثاني هو دور روسيا ، أكدت على أساس أنها الفاعل الأساسي فيه ، ووضعت حدا للعزلة الدبلوماسية التي كانت فيها والتي فرضتها عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية. ونحن على مشارف عالم جديد الذي سوف يؤثر طبعا على سلم الأولويات بالنسبة للقوى الكبرى « . وعن الدور الذي تقوم به الدبلوماسية المغربية للدفاع عن الوحدة الترابية يقول حسن أوريد : « على مستوى العالم العربي هناك تغييرات عميقة، على أساس أن البنيات الموروثة عن الاستعمار أصبحت مهددة، وكل ذلك سوف ينعكس على مقاربة قضية الصحراء، كما على قضايا أخرى في المنطقة. أعتقد بأن التحدي الكبير للدبلوماسية المغربية هو أن تتفاعل مع هاته المستجدات ، هي ليست مستجدات عارضة ، ولكن بنيوية « . وسجل أستاذ العلوم السياسية ما قام به المغرب مؤخرا من خلال الزيارة الملكية الى إفريقيا حيث قال : « التطورات التي عرفها المغرب مؤخرا ،مثلا تركيز عمقه الإفريقي، تعبر عن توجه استراتيجي وعن قراءة ذكية للمتغيرات العالمية ، هذا بصفة عامة ، والمسألة ليست فقط تدبيرية بقدر ما هي استراتيجية. طبعا المغرب بلد صغير وليس بلدا مؤثرا، لا أوروبا ولا للولايات المتحدة، ولكن وضعه يسمح له باعتباره بلدا مستقرا، وله سياسة متزنة.أعتقد بأن التغيرات الحاصلة على العالم بصفة عامة يمكن أن تترجم إيجابيا ، ولكن شريطة أن تكون هناك أداة دبلوماسية يمكن أن تفعل هذه التغيرات ، فالوضع يمكن أن يكون إيجابيا بالنسبة للمغرب عموما «. وتطرق أوريد إلى التعيينات الأخيرة للسفراء والدور الذي يقومون به تجاه الوحدة الترابية حيث قال : « هناك شيء أساسي أن الدبلوماسية هي أساسا مجال محفوظ لرئيس الدولة ، هو الذي يرسم الدبلوماسية والتوجهات الكبرى ، السفراء هم فقط متابعون ويترجمون التوجيهات الكبرى ، طبعا هذا لا يعفي السفراء ، ولا حتى وزارة الخارجية من الاحترافية. المسألة انه لا يمكن أن نطالب وزارة الخارجية ولا الدبلوماسية برسم التوجهات الاستراتيجية للبلد، ولكن المطلوب طبعا هو البر وفيل أو الملمح الذي ينبغي أن يتحلى به الدبلوماسي.هذا من جهة ، ثم على مستوى الوزارة هناك شيء أساسي هو الاحترافية ، يبدو لي بأن الملمح الأساسي في الذين عينوا ، أنه يمكن أن يقال عنهم مهنيين . أعتقد بأن التوجهات الغالبة هي الاستقطاب من داخل البنيات الرسمية أو من لهم معرفة. لكن ،كما قلت، رسم التوجهات الكبرى للدبلوماسية هو بالأساس مجال محفوظ «. وتفاءل حسن أوريد بشأن العلاقة بين الشعبين الجزائري والمغربي حيث عبر في هذا الصدد : « الجزائر يبدو لي بأنه من خلال الإشارات داخل المجتمع المدني تعرف مخاضا ، وهذا المخاض طبعا يهم المغرب ، مثلا التصريح الذي قدمه واحد ممن كانوا يعتبرون من الصقور ، محيي الدين عميمور ، ودعوته لتجاوز الوضع المحتقن بين المغرب والجزائر .ودعوة الأخضر الإبراهيمي لفتح الحدود . ثم إن هناك دينامكية داخل المجتمع المدني الجزائري . أعتقد أننا يجب أن نقرأ إيجابيا ما يعتمل في الجزائر وأن لا نسبق المستقبل ، هناك وعي عميق جدا بالمصير المشترك وبالتغيرات العميقة في المنطقة ، وينبغي رصد هذه التطورات والتعامل معها إيجابيا « . وختم الدكتور حسن أوريد كلامه ب : « الجزائر مقبلة على تغييرات بنيوية في خياراتها الاستراتيجية ، وإن دور البترول الذي كان حاسما في رسم توجهات الجزائر تضاءل أو في طور التضاؤل ، يمكن أن نرصد العلاقة على الأقل بين المغرب والجزائر مع ارتفاع أو انخفاض أسعار البترول ، فتضاؤل البترول سوف يؤثر حتما على توجهات الجزائر» . ومن جهته اعتبر البشير الدخيل أحد الوجوه الصحراوية التي عادت إلى المغرب : « أن مجيء أنطونيو غرتيريش الأمين العام الجديد للأمم المتحدة له دراية كبيرة جدا بالملف الصحراء ، حيث كان مكلفا بمفوضية اللاجئين وبالمخيمات ، كما كان رئيس الوزراء بالبرتغال، سوف تكون له لمسات مخالفة مع من سبقه ، وأفاد الدخيل أن الأمين العام الجديد ستكون له طريقته لمحاولة زحزحة الملف من ناحية ، ومن ناحية ثانية انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية له مواقف ، وأضاف الدخيل في نفس التصريح للجريدة ، عندما نقرأ مثلا بعض التصريحات المنسوبة إليه ، المتعلقة بالعراق وبعض الأماكن ، نحاول أن نفهم منها أنه سيحاول جعل المياه تجري إلى مجاريها الطبيعية ، وأنه سيكف من تلك التدخلات اللامسؤولة في الأماكن والقضايا التي لم تتم دراستها بطريقة علمية وموضوعية ، كما وقع لسابقيه جورج بوش مثلا . أو لم يحسب له اليوم القرار الفلسطيني الأخير؟ هذا يدل على أن هناك فعلا محاولة من أمريكا لدخول مرحلة جديدة و طي صفحة الماضي ، على أن عدم الاستقرار الذي أصبح يكسو اليوم العديد من الأماكن في الكرة الأرضية شيء خطير وخطير جدا . أما في ما يخص الاتحاد الأوروبي فيرى الدخيل أنه لا يخفي الرمزية في اتفاقية الصيد البحري والفلاحة والانتصار المغربي في قضية الثروات بالأقاليم الجنوبية ، أكثر من ذلك فقد طلبوا منهم أن يدفعوا تكاليف القضية..وبحسب نفس المصدر فالظرفية ستكون ظرفية أخرى ومهمة جدا ، علما أن المغرب أصبح يتبوأ كذلك مكانة كبيرة جدا في إفريقيا ،بالخصوص، وأصبحت له هناك خطط اعتمدت على الدبلوماسية الاقتصادية وأصبح هناك نوع من الانصهار الكبير جدا للمغرب كما أصبح له شأن كبير ،خصوصا داخل الرأي الإفريقي والرجوع إلى مكانته الطبيعية في هذه القارة. و قال الدخيل للجريدة «أنا جد متفائل في ما يخص سنة 2017وما أتمناه هو أن يكون هناك تحول سلمي للشعب الجزائري ، لأننا نعرف الوضعية الصحية للرئيس الجزائري ( والأعمار بيد الله ) هذا التحول السلمي سيكون له نوع من الاستقرار والسلم ، لأنه لا يوجد هناك أحد يبحث عن الحروب وأمام أبوابه وفي الدول القريبة منه ، والمسألة الأخرى هي التي أظهر فيها المغرب جدارة و يتعلق الأمر بالكفاح على الإرهاب والانجازات العظيمة التي أنجزتها الدولة المغربية بمختلف أجهزتها ، واليوم يظهر فعلا على أن الدولة المغربية دولة لها قيمة كبيرة جدا ولها قدرات كثيرة، وخير دليل على ذلك حينما تم الكلام عنها، بخصوص الإرهابي الذي قام بقتل ناس أبرياء في ألمانيا والتي كانت الدولة المغربية قد سبق ونبهت إلى خطورته. فالدولة المغربية أصبحت لها سياسة استباقية وهذا شيء مهم جدا في مختلف القضايا، ليس في القضايا الوطنية فحسب بل كذلك في القضايا الدولية» .ويرى ادخيل أن المغرب، في فترة من الزمن، كان في وضعية لا يحسد عليها لأنه كان يرد فقط على الضربات المتتالية مدافعا عن نفسه، لكنه اليوم أصبح مبادرا ويقوم بسياسة هجومية ، وهذه السياسة هي التي تكرست في الزيارات المتعددة الذي قام بها الملك محمد السادس الى مختلف الدول الإفريقية والى بلدان أخرى بما فيها روسياوالصين وإلى العديد من البلدان ، بمعنى أن هناك تحولات في استراتيجية العمل، وأصبح هناك تقدم كثير وكبير جدا أصبح الجميع يلمسه ، وخير دليل هو الاتفاقيات التي كان آخرها الاتفاقيات مع نيجيريا التي تعتبر دولة مهمة وأساسية في إفريقيا ، وكان موقفها مناوئا كليا للمغرب ..وهذا دليل على أن هناك تحولا كبير في العمل الدبلوماسي ، حتى في المنظور الذي أصبح اليوم موجودا لدى المسؤولين الدبلوماسيين المغاربة ، من خلال بعض السفراء الذين تم تعيينهم مؤخرا ، لا أقول كلهم ، ففيهم من سيقوم بدور أساسي كمناضل دبلوماسي لتنوير الرأي العام بالبلدان التي يتواجد فيها ، وليس ذلك الدبلوماسي الذي يظهر في الأعياد الوطنية والمناسبات فقط ، لقد أصبح بعض الدبلوماسيين اليوم نشيطين جدا ولهم مواقف مهمة جدا .