تهاوَى عالَمي ميْتاً، وقد نهَدَتْ إليهِ صرخةٌ في الأرضِ تأبى ما تفسَّخ من عفونتهِ وأيديهِ فذاق الطردَ عضّ على حديدِ مرارةٍ مِنَّا، فأودَع ما تمنَّى حالِماً ما بين بُرْدَيْ طائرٍ أعمَى، مع الأقداركان يمرُّ ركضاً فوق من سحقوا ، على جُثَثٍ فُرادَى أو زَرَافاتٍ، بأمواجٍ من الأهوال، حتى اجتازني لم ترتعشْ قدماهُ لمَّا داسَ في أرضي خطَى مَلَإٍ ملائكةِ البراءة ، خطوتي ما بينهُمْ سارتْ، تشظَّى الواقفون مدى السفوحٍ كوارثاً وتطايرتْ أشلاءُ من شهِدُوا على مرأى عيوني هَدْأةَ الأيامِ، أنقاضاً على الطرقات، ما اهتمُّوا بما كانت حكايا في دجى تُرويه من أوراق تاريخي: عن الأغوال في الغابات يشتد الظلامُ، فتمنع النجَمات منْ سَمَرٍ، تضيَّقُ شهوةَ الأطفال في التحليق: أول خطوِهم بالبيتِ ، آخرُه لدَى شجَر تُعرِّيه ِيدُ الأمطارِ منِ أحلامِ لونٍ لم يهبهم ما يقيهم عضَّ كُرْبَاجٍ، ولا ملأ البطون بِدفْء زادٍ يُشعلُ الأفياءِ بالأنغام، ما انتبهوا لِمَا يدنُو بهمسٍ أوْ عُوَاءٍ في ليَالٍ ضجَّ فيها الكونُ من خَبَرِ اصطراعٍ، ما تداعي في رماد تحت أحجاري، قُوىً ظهرتْ بأَظْلَافٍ بغير براءة القطعان تمضي في فجاج الأرض عابثةً بوجداني لتفرض ما يُبِيد إرادةَ الأنقى. وما انسحبتْ رماحٌ خائضاتٌ في عبابِ الغمرِ من أفرانِ نيرانِي ، فلم يقدرْ سوى من مات أن يمضي معي أو دبَّ خطوٌ في جواري ، في بهيم الليل ما اهتَزّت له عينٌ وإنْ فَنِيَتْ أيادٍ في زنادٍ لم تعد تدري إلى من تنتمي إن راقصتْ حُلْمَ العذوبة، أو جُثُوّاً في اضطرامِ، أو تخلَّتْ عن رصيف تحت غَارَاتٍ، فكيف إذا يَضِلُّ الفجْرُ عن داري ؟ تَحَرِّرُ من قيود الليل فَلْذاتي، وقد شَبّتْ بِسَاحاتي جحيمٌ في لظاها يَنْقمُ الأدنى تُبعثر فتنتي من خاطرٍ يَهْتاجُ في دفقات تَيَّاري فيهوي بي إلَى المجهول إعصاري ليُبعثُ آخري بالنار في داري قفي يا سُودَ أعوامي لأقبض باليد المشلولة الرغَبَات عن إسرائيَ الأعمى، إلى أعماق هاويتي بميعادٍ مع الظلمات تَحجُبُ في منافيها السحيقة صبْح ذاتيتي. ولن تنسى صراخ الأخرالمنهارٍ في مَنفاي ذاكرتي بِمَا ضجَّتْ بِهِ أَلحانُ كلِّ جنونِ قَافِيَتِي