تهزّ نُخَيْلاتِ دعَتي رياحُ القلق حتى يصْفرّ بُسْرُها ويسّاقط من فرَقٍ كلما افترّتْ شفتا الزّمان في ألَق عن بسْمة طاعِنة في التّماهي لأن الحياة إذا ضَحكت لأشباهي فضَحْكتُها تَشْييع إلى المِقيره. أخافُ من بابٍ يُفضي إلى داخلِ أو خارج السّرداب يَتثاءبُ كتِمْساح يظلّ فاغِرا فاهُ وقد ترَقْرقتْ عيْناه حتّى إذا جاءَ دوري انْغلق دوني مُطبقا غير مُشْفق على أصابع حلمي كفخّ يَعَضُّ على قوادِم قبّره. أهابُ نشوزَ القصيدة عنّي فتهرب إلي منّي يسْرقني السّهو من بَهْوها فألحَن حتّى يسْعل المكرفون وتَنْتفض الكراسي الخالية فتحضن خجلي الغارق في عرقي قصّةٌ ضاقت تنّورتها القصيرة جدا لِتنقدني من الثرثره. تُفزِعُني الأشْباحُ التي تتمخّض عن ظلال لا تُشْبهها تتمدّد أطرافُ أطْيافِها لتخنق أحلاميَ المُخضَوْضَره . يُرهبني اللاشيء ذلك الذي يتقمّص كلَّ شيء غيرِ جميل طبْعا يأتي حين لا أنتظر شيئا ينبتُ من موْطئ قدمي كعاصفة تنْسِف الظل والفَيْءَ و تَتْرُك روحي مُبَعْثره . أخافُ من الغد ولو مدّ لي يدا لأنّهم علّموني أن لا أثق فيه كَعرّافة حيّنا تَرْجُم بالغَيْب تغمغم خلْفَ دُخانِ المِبْخره. يُزعجني أن تَقْرض الجُرذان مُسوّدة ديواني الأوّل والأخير الذي أخْطأ الطّريق إلى القرّاء البَررَه. أخافُ من الحارس اللّيْلي حينَ تشْتدّ به الرّغْبة فينسَلّ من فرْوِه الإنْسانيّ كذئب يتَشمم رائحة ليْلى والجدّةِ وكلّ أنْثى تبيتُ خاوية الرّوح مُنْكسِره . يُرْعُبني اللّيلُ مثلما كنتُ صغيرا أتوجّس أشباحَه المُتناسلةَ من رَحِم الوِسادة تتربّص بي رغم انْدساسي كسِردينَة بين إخوتي العَشره . أخشى أن تُبعث من جبّانة الماضي إحْدى هفواتي التي أقْبَرتُها بعدما سَجّيتُها بستائر النّسيان فتزكم أنْف الحاضِر لأنّني لم أحَنّطْها بالمجاملات المُسْتقطره . تُخيفني الوحْدة حين تحاصرني الوَحْشةُ في بيد السّهاد حتى يضجّ حَجَلُ الوَجَل فيلهَث يراعي وتجفّ عينُ المِِحْبَره ..