نظمت جمعيات تمثل المهاجرين الأفارقة المقيمين بإسبانيا، أول أمس الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام سفارة الجزائر في مدريد، للتنديد بطرد السلطات الجزائرية لمهاجرين ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء. وندد النسيج الجمعوي، الذي يضم جمعية المهاجرين الأفارقة وجمعية الأمل في المستقبل وجمعية أكاغي-بي (غينيا-بيساو) والجمعية السنغالية للمهاجرين بإسبانيا والجمعية الإفريقية الاسبانية لحقوق الإنسان، خلال هذه الوقفة الاحتجاجية بطرد مهاجرين منحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء والميز العنصري الذي يعانون منه في الجزائر. وردد المتظاهرون، الذين حملوا أعلام البلدان الإفريقية، شعارات أدانت «انتهاك حقوق المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء الذين يتعرضون لعمليات ترحيل لا إنسانية تدبرها السلطات الجزائرية». وذكرت الجمعيات المشاركة، في بلاغ أصدرته بالمناسبة، بواجب جميع الدول احترام حقوق وكرامة الإنسان، وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مدينة «السلوك الرسمي للدولة الجزائرية، التي تناست أصول كفاحها من أجل الاستقلال، وتنتهك حقوق وكرامة الشعوب الإفريقية». وأضافت أن «الجالية الإفريقية بإسبانيا تطالب الحكومة الجزائرية بالتحرك بشكل عاجل وبروح إنسانية لصالح التعايش والأخوة بين شعوب إفريقيا»، وضموا، بذلك، صوتهم لصوت عدد من المنظمات الدولية التي أدانت هذا الترحيل، داعين المجتمع الدولي للتحرك لوضع حد لهذا الوضع. كما طالب المتظاهرون، في هذا السياق، بوضع حد لعمليات الترحيل التي تمت على أساس الميز العنصري، وباحترام حقوق الإنسان وضمان حقوق جميع المهاجرين في الجزائر. وأدانت الجمعيات، من جهة أخرى، تصريحات فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية الاستشارية للنهوض وحماية حقوق الإنسان، الذي قال إن الجزائريين «معرضون لخطر انتشار داء فقدان المناعة المكتسبة، وغيرها من الأمراض المنقولة جنسيا بسبب وجود هؤلاء المهاجرين». كما اعتبر قسنطيني أن «وجود المهاجرين واللاجئين الأفارقة في عدد من جهات البلاد قد يتسبب في العديد من المشاكل للجزائريين»، مضيفا أنه «لا مستقبل للمهاجرين الأفارقة في الجزائر». وقال رئيس الجمعية الإفريقية الإسبانية لحقوق الإنسان، جيمي باسيليو، في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، إن هذه الوقفة تعكس غضب المواطنين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء من المعاملة اللا إنسانية التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة في الجزائر. وأضاف باسيليو أن «سلوك الحكومة الجزائرية في هذه القضية يعد أمرا مخزيا بالنسبة للقارة الإفريقية»، موضحا أن السلطات الجزائرية تستهدف بشكل متعمد المهاجرين الأفارقة السود، داعيا الجزائر إلى وضع حد لهذه الإجراءات واحترام حقوق الإنسان، لاسيما الحق في حرية تنقل الأشخاص.