أدانت هيئة الحوار الأورو – متوسطي طرد الجزائر بشكل جماعي لمهاجرين منحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، والتي تذكر ب « الممارسات النازية «، وتشكل « خرقا فادحا « للقانون الدولي. وأوضحت الهيئة في بيان أن « عمليات الطرد هاته تذكر بممارسات النازيين التي ميزت الفترة المرعبة من التاريخ المعاصر لأوروبا». وأكدت هذه المنظمة غير الحكومية التي يوجد مقرها ببروكسل أن هذه الممارسات تشكل « خرقا فادحا « للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات حماية اللاجئين، وخاصة اتفاقية جنيف. ودعت المنظمة غير الحكومية الأوروبية السلطات الجزائرية إلى « التوقف عن معاملة المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بهذه الطريقة المهينة واللاإنسانية «. وأدانت، في هذا السياق، التصريحات التي أدلى بها رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للنهوض وحماية حقوق الإنسان في الجزائر فاروق قسنطيني، والتي قال فيها إن « حضور المهاجرين واللاجئين الأفارقة في عدد من المدن قد يخلق مشاكل للجزائريين «، خاصة من خلال تعرضهم « لمخاطر انتشار داء فقدان المناعة المكتسبة وباقي الأمراض المنقولة جنسيا «. وكان آلاف من المهاجرين من غرب إفريقيا قد أوقفوا بالعاصمة الجزائرية في أقل من أسبوع. وقد تم اقتيادهم إلى مراكز للاعتقال بالعاصمة أو إلى تامنسارت جنوب البلاد استعدادا لطردهم. ومن بين الأشخاص الموقوفين أطفال ونساء حوامل ومرضى وطالبي لجوء. ووصفت جمعيات من المجتمع المدني في المغرب والخارج الطرد الجماعي للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من الجزائر « بمطاردة الرجل الأسود « و» خرق مبادئ القانون الدولي «، داعية السلطات الجزائرية بوقف «الاستهداف العنصري للسود، من غير المواطنين المقيمين فوق التراب الجزائري «. وأكدت هذه المنظمات في بلاغ أن « هذا الطرد يشكل تمييزا عنصريا قائما على اللون وكذا على الأصل وتشكل خرقا للالتزامات الدولية والقارية للدولة الجزائرية «. من جهته وصف رئيس الجمعية النيجرية للدفاع عن حقوق الإنسان، جبريل أبراشي، الظروف التي تم فيها ترحيل الجزائر لمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء ب»المؤسفة». وقال أبراشي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه «وحسب مراسلينا من عين المكان، والمعلومات التي تمكنا من استقائها، فقد تم ترحيل هؤلاء المهاجرين من التراب الجزائري في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مؤسفة». وأضاف «نحن أمام أناس يفرون لأسباب اقتصادية مرتبطة بالحكامة السيئة وغياب الأفق في بلدانهم الأصلية»، مشيرا إلى أن عمليات الترحيل أملاها على الخصوص «رأي سلبي حول هذا التدفق» للمهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء. وندد المجلس الأعلى للفاعلين غير الحكوميين بالغابون وشبكة منظمات المجتمع من أجل اقتصاد أخضر بإفريقيا الوسطى، يوم السبت الماضي ، ب»الترحيل المكثف والقسري» لمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من طرف الجزائر، داعين الاتحاد الإفريقي والمؤسسات الإقليمية إلى اتخاذ موقف بخصوص هذا الوضع. وقال منسق المجلس الأعلى للفاعلين غير الحكوميين بالغابون، نتزانتزي مياغو، والرئيس التنفيذي لشبكة منظمات المجتمع من أجل اقتصاد أخضر بإفريقيا الوسطى، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه إثر عملية الترحيل المكثف والقسري لمهاجرين ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، من طرف الجزائر، «نسائل الاتحاد الإفريقي بخصوص العنف الذي تعرض له المهاجرون من طرف الحكومة الجزائرية، ونطالبه بإدراج هذه القضية في أجندة اجتماع يناير المقبل». وأدان المنتدى الإفريقي في أوروبا، يوم الاثنين الماضي ، طرد السلطات الجزائرية لمواطنين من إفريقيا جنوب الصحراء، واصفا إياه ب «الجريمة البشعة « تجاه هؤلاء الأبرياء. وأوضحت هذه المنظمة غير الحكومية التي يوجد مقرها ببروكسل أنه « في الوقت الذي ترحب فيه دول لا تملك لا غازا ولا نفطا بالمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، وتقوم بتسوية وضعيتهم وتخفف من معاناتهم، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب، قامت الجزائر بطرد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء واصفة إياهم بحاملي فيروس داء فقدان المناعة المكتسبة والأمراض». وندد المنتدى الإفريقي في أوروبا، في بلاغ، أن « المهاجرين يفرون هربا من المجاعة والحروب والفقر في بلدانهم وليس لهم خيار سوى البحث عن ملجأ في بلدان الجوار، غير أنهم يجدون أنفسهم في أوضاع متدهورة وغير إنسانية كما وقع في الجزائر «.