نشرت صحيفة «نوفال أوبسرفاتور» الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن ظهور اسم «أبو ولاء»، المعروف في ألمانيا باسم «الواعظ بلا وجه»، مباشرة بعد مقتل المتهم الأول، أنيس العامري، المتورط في اعتداء برلين الأخير. وقالت الصحيفة، في تقريرها إن السلطات الألمانية تشتبه في وجود اتصالات بين كل من أنيس العمري والعراقي أحمد عبد العزيز عبد الله، المعروف باسم «أبو ولاء»، البالغ من العمر 32 سنة، وذلك وفقا لمصادر أمنية ألمانية. وقد ظهر أبو ولاء في تسجيلات فيديو، ولكن دون أن يظهر وجهه للكاميرا التي كانت تصور من الخلف. وعلى الرغم من أنه لم تتحدد بعد طبيعة العلاقات بين الرجلين، إلا أن ذلك لا ينفي فرضية تورط أبي ولاء في هجوم برلين. وقال مسؤول في الشرطة الألمانية: «أبو ولاء هو أسوأ إرهابي في ألمانيا». وأضافت الصحيفة أن العديد من المقربين من أبي ولاء يرون فيه الرجل الأول الذي يمثل تنظيم الدولة في ألمانيا، وأنه يسهّل ويدعم مرور الأشخاص الراغبين بالالتحاق بالتنظيم في سوريا. ويتركز نشاط أبي ولاء أساسا في أقصى الشمال الغربي الألماني، وتحديدا في مدينة هانوفر بالقرب من مسجد هيلدسهايم. وذكر وزير الداخلية الألماني، رالف جاغر، أن «شبكة هيلدسهايم تعمل على استقطاب الشباب واستغلال ضعفهم المعرفي؛ لإقناعهم بأن الانضمام للتنظيم سيغير حياتهم للأفضل». وتجدر الإشارة إلى أنه تم التنصت على مكالمات أنيس العامري خلال شهر غشت سنة 2016، ليكتشف الأمن أن العامري على علاقة بشبكة هيلدسهايم قبل أن يتجه نحو التيار المتطرف. وتعتقد السلطات الألمانية أن هذه الشبكة ساهمت في وصول حوالي 900 ألماني إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف تنظيم الدولة. من جهة أخرى، أوردت الصحيفة أن أبا ولاء كان يصدر فيديوهات بصفة دورية، وباللغتين الألمانية والعربية، على مواقع التواصل الاجتماعي. ويظهر أبو ولاء خلال تصويره لهذه الفيديوهات مرتديا قميصا أسود، ويغطي رأسه بعمامة، مستديرا بظهره نحو الكاميرا؛ لإخفاء وجهه. وصور أبو ولاء هذه المقاطع في عدة أماكن مختلفة، مثل السيارة والمكتب والمسجد. ووفقا للموقع الألماني، إراسموس مونيتور، المختص في متابعة الشبكات الجهادية، فقد غير أبو ولاء، منذ سنة 2014، طريقة لباسه؛ اقتداء بأمير تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي، بعد أن بايعه. كما ظهر اسمه لأول مرة سنة 2000، قبل أن يُعرف باسم «أبو ولاء»، حيث وصل لألمانيا عندما كان قاصرا، ثم عمل بأحد متاجر المنسوجات. وقد تزوج لمرتين، وهو أب لعدة أطفال. وأكدت الصحيفة أن قرابة 25 ألف شخص يتابعون صفحة أبي ولاء على فيسبوك. وهو يلقب نفسه ب»الشيخ»، دون أن يخفي ولاءه لتنظيم الدولة، ودعوته للالتحاق بصفوفه. علاوة على ذلك، أطلق أبو ولاء تطبيقا على كل من «أيفون» و»أندرويد»؛ بغية جذب انتباه المتعاطفين مع التنظيم. في المقابل، لم تخف الحكومة الألمانية مخاوفها من وقوع أعمال إرهابية، بتدبير من أبي ولاء، لذا تم إخضاعه للرقابة الأمنية. وفي هذا السياق، أكد موقع «دايلي بيست» أنه من الممكن أن يكون أبو ولاء خطط للقيام بعمليات تستهدف مراكز للشرطة الألمانية خلال سنة 2015. وأوردت مجلة «فوكس» الألمانية أنه من المحتمل أن يكون لأنيس العامري شركاء في التخطيط لعملية برلين الأخيرة، على اتصال بأبي ولاء، على غرار «بوبان أس»، وهو ألماني من أصول صربية، وحسن أس، التركي، حيث قبض عليهما في أعقاب الهجوم الأخير بالشاحنة في برلين. ولم تستبعد الصحيفة الفرضية التي تفيد بأن أنيس العمري قد تدرب في منطقة «باس- ساكس»، الواقعة في هانوفر، حيث تكررت زياراته لهذه المنطقة خلال منتصف سنة 2015، ومن المحتمل أنه قد تلقى تدريبه مع جماعة موالية لأبي ولاء وبحضور بوبان أس. وبيّنت الصحيفة أن العامري نفّذ عمليته في برلين بدلا من ذهابه لسوريا. ونقلت محطة «سي إن إن» الأمريكية أنّ من المرجح أن يكون «بوبان أس» قدم دعما لوجستيا للعامري، خاصة فيما يتعلق بتوفير مكان للاختباء، وذلك بحسب آخر المعطيات الأمنية الصادرة عن تحقيقات الشرطة الألمانية.