نشرت صحيفة «زيد دويتشه تسايتوتغ» الألمانية، تقريرا عن أسباب ترك منفذ هجوم برلين، أنيس العامري، لأوراق هويته في الشاحنة تحت كرسي السائق، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ذلك عن طريق الخطأ أم متعمدا. وقالت الصحيفة في تقريرها إن الشرطة عثرت على بطاقة هوية منفذ العملية، أنيس العامري، تحت كرسي السائق، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن الأسباب التي تجعل منفذ عملية يترك وثيقة تثبت هويته. وذكرت أن هذه ليست المرة الأولى التي يترك فيها منفذ عملية وثائق تخصه، إذ إن سعيد الكواشي، وهو أحد منفذي هجوم «شارلي إيبدو» بباريس، ترك في يناير 2015 هويته داخل السيارة التي كان يستقلها، ولم يعرف حتى الآن السبب وراء ذلك، نظرا لأن الشرطة قتلت كواشي رميا بالرصاص بعد العملية. وأضافت أنه تم العثور على بطاقة هوية سورية مزيفة إثر العملية الانتحارية التي وقعت في ملعب باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر، ولم تعرف إلى اليوم هوية هذا الشخص الحقيقية، «كما أنه تم العثور على بطاقتي هوية لاثنين من منفذي تفجير مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر، وقد بينت لجنة التحقيق في الأحداث لاحقا؛ أن جوازي سفر كل من سطام السقامي وعبد العزيز العمري مزوران. وبينت الصحيفة أن «بعض المجرمين والانتحاريين يرغبون في الحصول على الشهرة ودخول التاريخ، على غرار هيروستراتوس الذي أحرق معبد أرتميس بافسوس سنة 356 قبل الميلاد، والقاتل الجماعي النرويجي أندرس بهرنغ بريفيك الذي اختار الإعدام ليموت شهيدا». وقالت إن «بعض الانتحاريين الأصوليين يرغبون في الظهور كنموذج، لذلك يعتمدون على الفيديوهات أسوة بما يفعله العديد من الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم الدولة. وفي حال تعذر ذلك؛ فإنه يتم تحديد التفاصيل المتعلقة بالجاني عبر بطاقة هويته». ونقلت الصحيفة عن مدير معهد «إيفوس» للوقاية من الأزمات، الخبير في شؤون التطرف رولف توفوفان، قوله إن «ترك بطاقة الهوية يعد من الاستراتيجيات المعروفة لدى تنظيم الدولة»، مضيفا أن «ترك الجاني لبطاقة الهوية لا يُعد إهمالا، نظرا لأنه كان قد خطط للعملية بشكل محكم ودقيق». وأوضحت أن إثبات قدوم منفذ العملية إلى ألمانيا كلاجئ، أثار الجدل حول مسألة المهاجرين المسلمين في أوروبا، الأمر الذي طالما اعتمد عليه تنظيم الدولة. وفي هذا الإطار؛ صرح الخبير توفوفان بأنه «كلما كان تنظيم الدولة تحت الضغط العسكري؛ وجه هجماته إلى أوروبا، فهو يرغب في تحويل الإرهاب إلى أوروبا بهدف إبراز قدراته وقوته». وأشارت إلى أن العمليات الفردية في كل من مدن فورتسبورغ وأنسباخ وهانوفر وبرلين؛ ستثير الشعور بالخوف والنفور لدى السكان تجاه اللاجئين والمسلمين، «وهو ما يتمناه أبو مصعب السوري، الذي يعد أحد العقول المدبرة لهجمات مدريد سنة 2004 ولندن سنة 2005» على حد قول الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن السوري قوله في كتاب «دعوة المقاومة الإسلامية العالمية» الصادر سنة 2005، إن «اضطهاد المسلمين بحجة الإرهاب سيؤدي إلى مزيد من المقاومة المسلحة ضد الكفار».