كشف الموقع ألماني «فيليت» أن المخابرات المغربية حذرت نظيرتها الألمانية من احتمال إقدام التونسي أنيس عامري (أبو البراء التونسي) على تنفيذ هجوم إرهابي على أراضيها منذ أشهر، وفي مناسبتين. غير أن تجاهل الألمان لهذا التحذير أسفر عن قيام المشتبه به بهجوم بشاحنة على سوق عيد الميلاد في العاصمة الألمانية برلين. وأفاد الموقع الألماني، الجمعة 23 دجنبر 2016، أن المخابرات المغربية سبق أن أرسلت تحذيرين عبر البريد الإلكتروني للسلطات الأمنية الألمانية حول احتمال إقدام أنيس عامري لتنفيذ هجوم إرهابي على أراضيها. ومن جهته، كتب الصحفي نيكولاس بو بموقع «موند أفريك»، أن مصادر موثوق بها من الاستخبارات المغربية هي التي سربت هذه المعلومات التي تفيد مراسلة مخابرات الرباطلبرلين من أجل اتخاذ التدابير الاحترازية المطلوبة، إلا أنه تحفظ من ذكر هوية هذه المصادر. وأكد موقع «فيلت» أن المخابرات الألمانية (بي إن دي) كان لها علم بتخطيط المواطن التونسي لتنفيذ عملية إرهابية. وكشف الموقع الألماني نقلا أن المخابرات المغربية حذرت نظيرتها الألمانية مرتين، الأولى كانت في 19 شتنبر 2016، والثانية في 11 أكتوبر 2016، عبر مراسلات بالبريد الإلكتروني. وكان مضمون المراسلات الاستخباراتية المغربية الحديث عن «تصرفات أنيس عامري واستعداده لتنفيذ عملية إرهابية». وذكر الصحفي «نيكولاس بو» أنه منذ أشهر وعناصر المخابرات المغربية تراقب أنيس عامري باعتباره أحد مؤيدي تنظيم الدولة، وقال إن المغاربة أرسلوا لجهاز المخابرات الألماني رسالة في 11 أكتوبر الماضي مفادها أن أنيس عامري يقطن بألمانيا بشكل غير قانوني منذ 14 شهرا، وكان يقابل بمدينة دورتموند عنصرين خطيرين من تنظيم الدولة، الأول روسي تم ترحيله إلى روسيا من قبل السلطات الألمانية، والثاني مغربي، وقد حجزت السلطات الأمنية بدورتموند جواز سفره. ولفت الموقع إلى أن المواطن التونسي الذي نفذ هجوم الاثنين الماضي ببرلين كان يريد الالتحاق بسوريا قادما من تونس في اليوم الأول من اندلاع الحرب بها. وفي وقت لاحق ألقي القبض عليه من طرف السلطات الإيطالية وحكم عليه بالسجن أربع سنوات عندما حاول السفر إلى تركيا للالتحاق من هناك بالشرق الأوسط. وبحسب مصادر موقع «موند أفريك»، فإن المغاربة كانوا منذ أشهر متأكدين من أن أنيس عامري سينفذ هجوما إرهابيا على ألمانيا، وهذا ما جاء في مراسلات المخابرات المغربية لنظيرتها الألمانية. وقال وزير الداخلية الألماني توماس ديميزير خلال مؤتمر صحفي أجراه، الجمعة، إنه «لا يمكنه التعليق على الخبر»، وأضاف: «هنالك الكثير من الإشاعات» حول الاعتداء. وتتهم السلطات الألمانية العامري بالوقوف وراء الهجوم الذي استخدم فيه شاحنة مسروقة ودهس متسوقين وسط برلين، الاثنين الماضي، وتسبب بمقتل 12 شخصا وجرح العشرات. وكان وزير الداخلية الايطالي «ماركو مينيتي» قد أكد في مؤتمر صحفي، مقتل التونسي أنيس العامري الذي يشتبه بأنه منفذ الاعتداء بشاحنة اقتحمت سوقا في برلين مساء الاثنين. وقال الوزير إن العامري قتل بعد أن أطلق النار على رجلي شرطة أوقفا سيارته لإجراء تفتيش روتيني على الهويات الشخصية صباح أمس، وأضاف أنه بعد التدقيق في الهوية «تأكد دون أدنى شك» أن القتيل هو العامري. على صعيد آخر، ظهر أنيس العامري بعد مقتله، في فيديو صوّر بهاتف متنقل وبثته وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم داعش، يبايع «أبو بكر البغدادي»، ويدعو أنصار التنظيم للنفير إلى أراضي التنظيم، أو تنفيذ عمليات مشابهة.