برزت من خلال أداء العديد من الأعمال الغنائية المغربية الناجحة، كانت البداية سنة 1973 عندما شذت بأولى أغانيها التي نظم كلماتها الأستاذ أحمد صبري ولحنها المرحوم أحمد السعدني، تلتها قصيدة «كلام الناس»، وهي من كلمات الأستاذ الطيب لعلج وألحان المرحوم عبد القادر الراشدي، وأغنية من تلحين عبد الله عصامي، بعدها أدت أغنية دينية ناجحة تحت عنوان «الرجوع إلى الله» من كلمات عبد الفيصل ومن تلحين جمال أحمد، إلى جانب أغنية وطنية تحت عنوان «أمل بلادنا» من ألحان العربي الكواكبي، ليسترسل المشوار الغنائي مع «عصفوري الجميل» كلمات محمد وصاف و تلحين الحبيب الادريسي، وأغنية «احك يا تاريخ» من ألحان جمال أمجد، لتتوقف مسيرة الاعمال الغنائية لأسباب منها الذاتية ومنها الموضوعية الخارجة عن الإرادة، وذلك من سنة 1994 إلى غاية 2010، حيث تعود بعمل جديد تحت عنوان«اشرق بنورك» من كلمات أحمد التاغي ومن تلحين شكيب العاصمي. هذه التجربة الغنائية، نسبيا الطويلة، لم تجد الاحتضان من الأجهزة الإعلامية والمشرفة على الشأن الفني .. بالرغم من أنها أثرت الخزانة الموسيقية الوطنية بأعمال حظيت بقبول لدى المشاهد والمستمع المغربي، إذ لم تجد «الاحتضان» المناسب لا من التلفزة ولا من السلطات المعنية لتفجر فيها ما تختزنه من إمكانيات فنية صوتية مميزة.. يتعلق الأمر بالمطربة عفيفة جحفل التي فتحت معها «الاتحاد الاشتراكي» الحوار التالي: غيابك عن الساحة الفنية، ما الأسباب؟ ليس هناك غياب. أنا حاضرة فقط، استماعا ومشاهدة، ومتواجدة بالبيت وأتابع كل الأعمال الفنية. وأعيش جميع اللحظات بعيدة عن الميكروفون، وعن الجمهور سواء في اللقاءات المباشرة أو غير المباشرة بالتلفزيون. فالسؤال حول غيابي كان بالأحرى أن يطرح على مسؤولي الشأن الفني بالقنوات الوطنية وكذا منظمي المهرجانات.. فعندما طلبت مني جريدة «الاتحاد الاشتراكي» اليوم هذا اللقاء، فقد رحبت، ومرحبا بالكل. فكما أشرت فالتلفزة الوطنية المغربية تناستني، ولم يفكر أي مسؤول عن البرامج المعنية الاتصال بي، رغم أنني اشتغلت بدار البريهي واستوديوهات عين الشق وبدار الإذاعة الوطنية، وقدمت العديد من الأعمال كان لها وقعها في السهرات الفنية الأسبوعية والمناسباتية، سواء الوطنية أو الدينية.. وفي خزانة وأرشيف التلفزة والإذاعة أعمال قدمتها لكتاب وملحنين وازنين. وبالمناسبة لا أتكلم هنا عن شخصي، صوتا وأداء فقط، وإنما عن جميع من خرج من دائرة الاهتمام بالرغم من أنهم أصوات جملية ومطربون محترمون.. الشيء الذي يشكل خسرانا كبيرا لقدارت فنية لازالت قادرة على العطاء. إنني غير «خاسرة»، وهذا ليس غرورا. وتبقى الإذاعة المركزية الوطنية مشكورة، من خلال تقديمها لي عدة أغاني كان قد تم تسجيلها باستوديوهات عين الشق وبدار لبريهي... هل فكرت من جديد في تسجيل عمل؟ منذ سنة ونصف سجلت أغنية جديدة تحت عنوان «اشرق بنورك، كلمات ذ. التاغي، وألحان الأستاذ شكيب العاصمي، وتذاع بالإذاعة الوطنية بالرباط، رفقة فرقة الجوق الوطني. ماذا عن الأغنية المغربية حاليا؟ هناك غياب شبه تام للأغنية المغربية الملقبة بالأغنية العصرية، نظرا لغياب الإنتاج. أنا إنسانة «روحانية»، والمادة والروح لا «يلتقيان» في هذا الإطار إذا كان الهدف والقصد الربح فقط .. ومن هذا المنطلق فقد أصبحت الأغنية المغريبة مقتصرة على المادة، ونسي الجميع بأن الفن رسالة، كلمة، لحن، موسيقى، وأداء. فالأغنية المغربية الأصيلة عشناها وشاهدناها مع أسماء كبيرة، مع المرحوم فويتح، الأستاذ عبد الهادي بلخياط، الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، الأستاذ محمود الإدريسي، والفنانة نعيمة سميح... الإنتاج الغنائي الطاغي حاليا يفتقد الكلمة الهادفة المحملة بالأحاسيس الجميلة المهذبة للذوق الفني السليم، والتي تتغيا رفع ذائقة الجمهور إلى الأعلى. ما تفسيرك لقلة الإنتاج الغنائي على مستوى الإذاعة والتلفزة الوطنيتين كما في السابق؟ قلة الإنتاج الغنائي بالتلفزة والإذاعة يتعلق بالإحباط الذي أصاب الفنان والفنانة وبعدم فتح المجال للعمل، ثم هناك شبه افتقاد لأي جهاز فني مثلا من يدافع عن الفنان، فما نراه حاليا عبارة عن «جمعيات»..، والأجدر أن يدافع الفنان عن حقوقه لوحده إلى حين، وأن يلتحم ويتحدث مع زملائه دون نقابة ولا جمعية في تحقيق سعيه وطموحاته . وماذا عن عدم حضورك في سهرات التلفزيون ؟ أنا أتعامل باحترافية وباحترام. فكما سبق الذكر إن التلفزة هي من ساهمت في هذا الإقصاء وعدم الاهتمام، وأنا لن أرفض أي طلب ودعوة على أساس أن ألتقي بالجمهور سواء بالبث المباشر أو غير المباشر. ما رأيك في المسابقات الغنائية التلفزيونية؟ ليست هناك استمرارية الاهتمام بالأصوات الجميلة التي تتخرج منها، فالمغاربة يتوفرون على مواهب شابة، لكن ليست هناك متابعة لها ولا احتضان.