لم يكن أعضاء الفريق الذي أنجز مهمة إنسانية ليلة الجمعة 23 دجنبر 2016 لفائدة منسيي ومنسيات وزان، الذين قست عليهم الظروف الطبيعية ، يعلمون بأن واحدا من هؤلاء الذين كان قد تم نقلهم إلى دار المسنين ، سيذهب بعد أقل من ثلاثة أيام، ضحية جريمة بشعة . الجريمة الشنيعة التي هزت أركان دار الضمانة ، كان بيت بقلب شارع محمد الخامس مسرحا لها ليلة الأحد/الاثنين . وحسب ما توفر للجريدة من معلومات متطابقة، فإن الشاب ( المشرد ) الذي أودت الجريمة بحياته ، استضافه تلك الليلة بمنزله شخص يكبره سنا ، وتربطه به علاقة الانتماء لنفس القبيلة ( مصمودة ) الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة وزان، لكن ولأسباب لم تقبض على تفاصيلها بعد الجهة التي باشرت التحقيق ، تضيف مصادرنا ، أقدم الجاني على ارتكاب جريمته الشنعاء ، بعد أن أرخى الليل خيوط ظلامه الممزوجة بلسعات البرد القارس . جيران الجاني بالزنقة الضيقة المطلة على شارع محمد الخامس، وإلى حدود الساعة العاشرة صباحا ، لم يكونوا قد سجلوا ما يكسر سكون زنقتهم ، لكن الصدمة كانت كبيرة ، بعد أن لاحظوا الإنزال المكثف لمختلف الأجهزة الأمنية ، وعددا من رجال وأعوان السلطة الذين انتقلوا إلى زنقتهم ، يتوسطهم الجاني وهو في حالة اعتقال ، بعد أن كان قد انتقل بنفسه إلى مقر المنطقة الإقليمية للأمن الوطني وقام بتسليم نفسه ، كما أفاد الجريدة بذلك مصدر موثوق . وفي انتظار التفاصيل التي سيسفر عنها التحقيق الذي يجري طبقا للقانون ، وجبت الإشارة إلى أن الشاب الذي تعرض لعملية القتل البشعة كان واحدا من منسيي وزان الذين سكنوا الرصيف المقابل للمستشفى الإقليمي ، وأن الفريق الذي تحرك ليلة الجمعة الأخيرة لإنقاذ مواطنين من الصقيع والبرد القارس الذي يطارد أرواحهم ، كان قد نقله حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا إلى دار المسنين والمسنات للاستقرار بها .