قالت مصادر إعلامية جزائرية، إن الجزائر رفضت وساطة تونسية لفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ أزيد من 22 سنة، وأضافت ،استنادا إلى مصادر دبلوماسية، أن الطيب البكوش، أمين عام اتحاد المغرب العربي هو من سعى إلى القيام بهذه الوساطة تلبية لمطلب مغربي، غير أن مساعيه ووجهت بتصلب من الطرف الجزائري. ووجه المغرب ،مرارا، نداء للجزائر لفتح الحدود المغلقة، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، غير أن الجزائر رفضت دائما هذه النداءات، ضاربة عرض الحائط بالمصالح المشتركة. وحسب ذات المصادر، فإن الطيب البكوش، وزير الخارجية التونسي السابق وأمين عام اتحاد المغرب العربي، فتح مسألة الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب والتعاون الثنائي والمتعدد بين أعضاء الاتحاد المغاربي، مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، الذي «أبلغه باستعداد الجزائر لتفعيل هياكل المنظمة الإقليمية المشلولة»، وأعرب له عن ترحيب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ب»تلقي حزمة اقتراحات تعمل الأمانة العامة الجديدة للاتحاد على إحالتها على قادة الدول». وأوضحت المصادر المشار إليها أن المغرب راهن على نوعية العلاقات التي تربط الطيب البكوش مع الجزائر منذ عقود، إذ يعد الأمين العام السابق لحزب نداء تونس ووزير الخارجية في فترة ما بعد حكم الترويكا، من أبرز الساسة التونسيين العارفين بخبايا العلاقات البينية لدول المنطقة المغاربية. غير أن الطرف الجزائري وضع عدة شروط يتبين منها أن الجزائر غير راغبة في فتح الحدود مع المغرب وترفض اليد المغربية الممدودة، مفضلة التقوقع خلف مقولات ومبررات غير مقنعة. و كانت العديد من القوى الجزائرية قد طالبت بالتجاوب مع النداءات المغربية وفتح الحدود المغلقة، ففي فبراير الماضي طالب حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، بفتح الحدود المغلقة مع المغرب، بعد أقل من أسبوع من زيارة وفد مغربي إلى الجزائر، طرح نفس الموضوع في لقاء جمعه بمسؤولين جزائريين كبيرين. وقال رئيس الحزب محسن بلعباس إن «فتح الحدود مع المغرب سيحفز على التنافس التجاري، ومن شأنه تشجيع النقاش حول أبرز القضايا التي تهم منطقتنا المغاربية»، داعيا إلى «بعث مشروع فيدرالية دول شمال إفريقيا، الذي أراده قادة حركات التحرر بالمغرب العربي في خمسينيات القرن الماضي.» وسبق للإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان أن توسطتا في الموضوع غير أن مساعيهما لم تكللا بالنجاح حيث تصر الجزائر على موقفها .