قامت منظمتان غير حكوميتين بجنيف، الأربعاء، بمساءلة ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة حول طرد السلطات الجزائرية بشكل جماعي لمهاجرين منحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، معربين عن أسفهما « لعودة مأساوية لإفريقيا إلى الوراء «. ووجهت المنظمتان، باسم التحالف الإفريقي للسلام والوحدة والأمن، رسالة بخصوص هذا الموضوع للمفوضية العليا لحقوق الإنسان والمفوضية العليا للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، عبروا خلالها عن « حزنهما واستنكارهما الشديدين « أمام الممارسات ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في الجزائر، داعين منظمات الأممالمتحدة إلى التحرك لتأمين حماية المهاجرين. وقال رئيس اللجنة الدولية لاحترام الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان مالوزا و مالوفا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء « نندد ،بقوة، بهذه الممارسات التي تعود بنا إلى الزمن البائد»، معتبرا أن الطرد الجماعي لأزيد من ألف و400 مواطن من إفريقيا جنوب الصحراء من قبل السلطات الجزائرية « عودة مأساوية لإفريقيا إلى الوراء في وقت تحتاج فيه هذه البلدان إلى العمل المشترك ومزيدا من التضامن والاندماج الإقليمي «. ووجهت الجمعيتان نداء إلى الجزائر « لوضع حد لهذه الممارسات اللاإنسانية التي تسيء لصورة الجزائر ولإفريقيا، وتعويض الأشخاص الذين تعرضوا للسرقة واحترام الآليات والاتفاقيات الدولية والإقليمية «. وقال موريس كاتالا رئيس منظمة المبادرة الدولية من أجل السلام والتنمية في جهة البحيرات الكبرى « نتابع بقلق كبير وضعية آلاف المهاجرين من جنوب الصحراء الذي وقعوا ضحية خروقات لحقوقهم كمهاجرين ولاجئين «. وأعرب عن اندهاشه لكون « عمليات الطرد تمت بسبب أن المهاجرين مسؤولون عن انتشار داء فقدان المناعة المكتسبة وأمراض أخرى منقولة جنسيا «. وأكد أن الجزائر «بصدد فقدان الثقة وروح التضامن والدعم المتبادل بين الأفارقة «. وفي نفس الإطار كتب الموقع الإلكتروني الأوروبي (رسالة المتوسط وإفريقيا) أنه في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المغربية، يوم الاثنين، عن إطلاق حملة جديدة لتسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين بعد إدماج 25 ألف مهاجر في 2014، تواصل الحكومة الجزائرية، من جهتها، « مطاردة الرجل الأسود « في عمليات طرد جماعي، والتي أدانتها منظمات غير حكومية دولية. وذكر أنه من بين العديد من المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء الذي طردوا من الجزائر، يوجد مئات الماليين الذين وصلوا الاثنين إلى باماكو، مشيرا إلى أنه وبعد إيقافهم بالجزائر العاصمة وخلال ترحيلهم نحو جنوبالجزائر لطردهم، تبين، بناء على تصريحات لهم، أنهم كانوا ضحايا أعمال عنف من طرف قوات الأمن الجزائرية. وذكر الموقع أن عددا من هؤلاء المهاجرين أكدوا أن مئات من رفقائهم قتلوا عمدا من طرف السلطات الجزائرية، مشيرا إلى أن هذه الممارسات في حق مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بالجزائر أصبحت أمرا عاديا. وقال الموقع الإلكتروني إن الحكومة الجزائرية، وأمام عدم قدرتها على طرد المهاجرين نحو البلدان المجاورة، أصبحت تترك مئات من المهاجرين المنحدرين من جنوب الصحراء يواجهون مصيرهم في الصحراء الشاسعة. وأكد أن المنظمات غير الحكومية للدفاع عن حقوق الإنسان أدانت هذه المعاملات اللاإنسانية لهؤلاء المهاجرين من قبل الحكومة الجزائرية.