قال نسيم عباسي، مخرج الفيلم المغربي «عمي» (مون أونكل)، إن هذا الشريط الذي تم عرضه مساء الثلاثاء خارج المسابقة في إطار الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش هو تكريم للفنانين المغاربة، ولأيقونة الكوميديا الوطنية عبد الرحيم التونسي الملقب ب»عبد الرؤوف»، الذي يجسد الدور الرئيس في الفيلم. وأوضح عباسي على هامش عرض فيلمه الأخير بمناسبة الأمسية التي أقيمت لتكريم عبد الرحيم التونسي في قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، أن هذا الفيلم «تكريم للفنانين المغاربة الذين يكافحون من أجل الإبداع وكسب لقمة العيش، وبصفة خاصة عبد الرؤوف وفرقته». وإلى جانب تسليط الضوء على مسار عبد الرؤوف ومسرحياته التي أضحكت أجيالا مغربية متتالية، ركز عباسي في الجنيريك الأخير لفيلمه على إبراز صور لعبد الرؤوف وأعضاء فرقته السابقة. ويعد عبد الرحيم راضي، أحد ثلاثة ممثلين ما زالوا على قيد الحياة جزءا من الكاستينغ الذي يلم، حول عبد الرؤوف، نخبة من الفنانين المغاربة (الخياري، نور الدين بكر ، عالية الركاب، ابتسام العروسي، منال الصديقي، سعاد العلوي، قشبال وزروال...). وقال عباسي، الذي وقع فيلمه الطويل الثاني بعد ماجد سنة 2010 وثاني عمل له مع عبد الرؤوف، إن «هذا الفنان الكوميدي وأعضاء فرقته جعلوني أضحك عندما كنت صغيرا ومنحوا السعادة للمغاربة، وبالنسبة لي هذه هي الطريقة لأقول له شكرا». وأعرب عن «اعتزازه الكبير» بتمثيل السينما المغربية في مهرجان مراكش، والأكثر أهمية أن هذا الفيلم تم عرضه في إطار تكريم هذا الفنان المتميز الذي لم يسطع نجمه في السينما ولم يمثل في الكثير من الأفلام، وهو أمر مثير للدهشة بالنسبة لهذا المخرج. وقال إنه عندما اتصلت به مديرية المهرجان من أجل برمجة هذا الفيلم في هذه التظاهرة العالمية، «كان لايزال مشروعا، ما أشعرني بنوع من الارتباك خشية ألا يتم استكماله في الوقت المناسب»، مضيفا أنه كان جد متوتر «لكن لحسن الحظ تم إكمال إنجاز الفيلم في الوقت المحدد له. فقد تمكنت من إتمامه قبل 15 يوما فقط «. ويتحدث الشريط عن وضعية الفنان بالمغرب، وعن الكواليس ، وعن كل ما يحدث عندما تستعد فنانة أو فنان لتوقيع عقد، حسب المخرج الذي تناول هذا الموضوع بطريقة كوميدية، عززها حضور عبد الرؤوف نفسه، مسجلا أن «الفيلم يتطرق للسينما المغربية من زاوية الفنانين». وبخصوص رأيه في السينما المغربية ، يعتبر عباسي أن المشكل في المغرب يكمن في عدم وجود قاعات للعرض، معربا عن يقينه بأن النهوض بالفن السابع الوطني رهين بإشراك القطاع الخاص. وقال إنه «في بلد يرغب في إنتاج الكثير من الأفلام كل سنة سنة، لابد من وجود العديد من قاعات العرض»، مشيرا إلى أن هذا أمر ضروري كي يكون هناك إنتاج خاص ومستثمرين في هذا المجال» . وبالنسبة لإنجاز هذا الفيلم، أكد أن هذا المشروع لم يكن ليرى النور لولا الدعم الممنوح من المركز السينمائي المغربي. يحكي فيلم «عمي» قصة عالية، وهي فنانة تعيش في شقة بالرباط رفقة ليلى وهند. وتحاول شق طريقها في عالم السينما ، على أمل أن تصبح في يوم من الأيام فنانة مشهورة. غير أنه بعد غياب طويل استقبلت عمها عبد الرؤوف الذي لم تره منذ سنوات ليصبح التعايش بين ثلاث شابات وعبد الرؤوف أمرا يزداد صعوبة. ودرس نسيم عباسي السينما في معهد للفنون والتصميم بالمملكة المتحدة، ويقيم بلندن منذ خمسة عشرة سنة ويتنقل إلى المغرب لإخراج وإنتاج العديد من الأفلام القصيرة. وقد شارك فيلمه الطويل الأول «ماجد» في العديد من المهرجانات الدولية ، من بينها مهرجان دبي السينمائي الدولي سنة 2010 ومهرجان روتردام للفيلم العربي سنة 2011 .