يعيش شباب المحمدية وضعاً مأساوياً لم يعهده من قبل وطيلة مسيرته التاريخية كفريق عريق قدم الكثير من الإضافات الجميلة والنجوم الكروية لصالح كرة القدم الوطنية، مازال أصداء ذلك يذكره المحيط الرياضي الوطني باعتزاز، حيث أسماء تألقت على البساط الأخضر وطنياً ودولياً. فمن لا يتذكر فرس، اعسيلة، الإخوة حدادي، الإخوة الرعد، الإخوة ميگل، بوقنطار، شان، كويدري، بتي بشير، اللبان، بطايوط، الإخوة گلاوة، عبد السلام لقلش، الصبار، الروكي وغيرهم كثير.. الوضع المأساوي هذا الذي يحدث يهدد بقوة فريق الشباب ويجعله قاب قوسين أو أدنى من الانحدار إلى دهاليز أقسام الهواة، إن لم يتم تدارك الموقف بسرعة، وذلك من خلال تكاثف جهود جميع المتدخلين والمحيط العام للفريق والمسؤولين المحليين في عملية إنقاذ تاريخية تستطيع نشل الفريق الأول للمحمدية من تهديد السقوط أولا، وبعد ذلك، يتم التفكير بعمق في المستقبل العام للفريق حتى يبقى رمزاً، كما كان يلبي طموحات أهل المدينة والجمهور الرياضي الذي يتنفس من خلال هذا الفريق العريق، همومه اليومية كل يوم المباراة. فليتحمل «المسيرون» الحاليون مسؤوليتهم في ما يقع للفريق، بعيداً عن تعليق شماعة إخفاقهم على المشكل العادي وعلى الغير، لأن مسؤوليتهم ثابتة فيما وصل إليه الفريق، لأن تحمل هذه المسؤولية لم يرغمهم عليها أحد، بل هم من «تقاتل» على الوصول إليها، فلماذا يغيب أغلبهم اليوم والبعض الآخر «يبكي» على الأطلال. أليس «الرئيس» الحالي و «الرئيس المنتدب» الحالي أيضاً هما اللذان عملا على إجهاض عمل اللجنة المؤقتة التي كانت تسير في الاتجاه الصحيح، وقاما بفرملة العمل الجيد والمسؤول الذي كانت تقوم به بأعضائها ورئيسها أحمد فرس؟ ألم يوجه «الرئيس» الحالي، ودون خجل، في اجتماع للجنة المؤقتة كلاماً جارحاً لرئيس هذه اللجنة بقوله: «سير جيب فلوس للفرقة وإلا سير فحالك، أنا أنْكُنْ رئيس قادر نجيب الفلوس للفريق». وكانت هذه اللحظة فاصلة في استقالة رئيس اللجنة وذهاب بقية أعضائها المتسمين بالنزاهة، وبقي صاحبنا مع صاحبه «الرئيس» و «الرئيس» المنتدب، وبعدما سمع الجميع وعوداً أطلقها هذا «الرئيس» بأنه سيوفر موارد ودعما ماديا للشباب قل نظيره، لأنه يعتمد على علاقاته «الجيدة» مع الجميع، الواقع الآن أمامنا لقد اختفى «الرئيس» وصاحبه واختفت معهما الوعود المعسولة. لقد أثبت هؤلاء الناس أنهم أصغر بكثير من أن يكونوا مسؤولين ناجحين بفريق عريق اسمه الشباب، ونختم هذه المقالة برسالة وجهها المنخرط بنطالب حول ما وصل إليه الشباب، وهي أحسن معبر عما قلناه تقول الرسالة: «ندائي وصرختي هاته موجهة إليكم، عما آلت إليه الوضعية المزرية التي يعيشها فريقنا الشباب من طرف من تكالبوا عليه وجعلوه يعيش في عزلة تامة عن جمهوره ومحبيه. فأين هي الوعود التي وعدنا بها السيد خالد عبادي رئيس الفريق..؟ أين هو المستشهر الذي سيجلبه للفريق؟ أين هم اللاعبون الذين انتدبهم في الفترة الشتوية؟ لوحات إشهار على جنبات الملعب فأين دعمها..؟ إغلاق باب الانخراط والتكتم عليه إعلامياً وإخفائه عن قدماء اللاعبين وجمعيات المحبين والجمهور الشبابي وفعاليات المدينة. أنقذوها من مخالب الذين لا يفقهون في التسيير الرياضي أي شيء. أنقذوها ممن فبركوا لها عجزاً مالياً مصطنعاً. أنقذوها من مكتب مسير مفبرك يفتقد للشرعية. أنقذوها من الذين جعلوها مطية لقضاء أغراضهم الشخصية. التفوا حولها وأوقفوا هذا النزيف»