عزة نفس وشموخ قل نظيرهما، رغم الفقر والتهميش الذي طاله منذ سنين، يقابلهما حب وإخلاص للكرة المستديرة وتضحيات جسام منذ نصف قرن من الزمن في سبيل أطفال فضالة... صفات لن تجدها إلا في رجل واحد بمدينة الزهور... إنه مدرب النجوم سي عبد القادر ايت أوبا، صانع نجوم المحمدية والذي حالت وضعيته الصحية دون استمرار عطائه، فأرغم على التقاعد المرضي، وانتظار ما قد تجود به الحياة والمدينة لأسد ظل في الظل يروض الأشبال من ماله الخاص دون أن يجد أدنى التفاتة من فعاليات المدينة الرياضية والاقتصادية ولا أن يتلقى وهو طريح الفراش منذ أزيد من شهرين تحية إجلال ولا زيارة رد جميل من بعض الذين صنعهم في أوقات الشدة. مولاي عبد القادر يعاني من مرض السكري الذي جعله يبتر جزءا من رجله اليسرى، لكي لا يتسرب له المرض إلى باقي جسمه، الشيخوخة والفقر والتهميش خصوم لا يدري هل يتمكن من هزمهم. لكن أمل أسرته أن يطول عمره، وأن يعيش ما تبقى من حياته رمزا للرياضة المحلية، وأن يمحو الإحباط الذي ولدته في ذاكرته رجالات رياضية، كانوا بالأمس أطفاله الذين يتنفسون بما يختزن لهم من تقنيات وإبداعات رياضية. قائد مدرسة المجد التي تمكنت بالكاد من توفير مقر لها خلف المدرجات العارية لملعب البشير، مدرسة في الخفاء تعاني من غياب ملعب للتداريب في مستوى طموح الأطفال المتدفقين على المدرسة، كما تعاني من قلة الدعم واللامبالات والتهميش رغم ما تقدمه من خدمات رياضية واجتماعية للأطفال، مداخيل المدرسة الهزيلة تعتمد أساسا على منحة سنوية متواضعة لبلدية المحمدية ، إضافة إلى مداخيل الانخراطات الرمزية والتي تؤديها أسر الأطفال الميسورة فقط. ولو أن غالبية الأطفال ينحدرون من أسر فقيرة . فالمدرسة تكون العشرات من أطفال الأسرالمعوزة بالمجان كما تقتني لهم البدل والأحذية الرياضية والأدوات والكتب المدرسية بداية كل موسم رياضي ودراسي. مارس اللعبة منذ حوالي خمسين سنة، لعب في السن 13 لفريق فضالة سبور الذي كان معظم لاعبيه اسبانيين، إلى جوار الفاضلي وبطابوط ...ولعب لشبان اتحاد المحمدية، قبل أن يتوقف عن الممارسة لأسباب صحية، ويلتحق بعالم التدريب وهو في سن التاسعة عشرة ، أحرز بطولة المغرب الفتيان سنة 1974 مع شباب المحمدية، كان يوفر للمرحوم الحاج عبد القادر لخميري قائد سفينة الشباب حينها الموارد البشرية الكافية والتي حقق معها عدة ألقاب وبطولات، ويكفيه فخرا أنه كان وراء تكوين عدة نجوم في السبعينات والثمانينات على رأسهم أحمد فرس وحسن اعسيلة والطاهر الرعد وادريس حدادي وعبد اللطيف حدادي وولد عائشة ومصطفى الزياتي.وغيرهم من اللذين نسجوا أمجاد المدينة والوطن ...كما درب أسماء عديدة كنور الدين الزياتي وعزيز البوطي ونور الدين الصويب وموكلي حاتم وعادل كروشي...ويعتبر من بين المؤسسين لنادي شباب المحمدية حيث ساهم في تأسيس عدة مدارس كروية، واختار أن يبقى بعيدا عن إدارتها مكتفيا بمهمة التدريب ( الهلال والاولمبيك..)، بعدها قرر تأسيس مدرسة المجد منذ ثماني سنوات واختار أن يقود قائدا لطاقمها الإداري والإداري لضمان استمراريتها.