تبقى الفنانة التشكيلية المغربية (لبابة العلج) أحدى أهم التجارب النسائية التشكيلية المغربية الرائدة في مجال الفن التشكيلي المغربي المعاصر باعتراف وتقدير كبيرين من الفنانة التشكيلية العصامية المقتدرة خديجة الفاروقي الملقبة ب»الفيلالية» التي عبرت عن إعجابها الكبير بالفنانة لبابة العلج وبلوحاتها المميزة، وتعتبر الفنانة لبابة العلج من ألمع الرموز التشكيلية في الساحة الفنية المغربية والدولية المعاصرة ، والحركة الفنية التشكيلية الحديثة، وهي التي استمرت في فنها ووهبت له جل حياتها، حيث جعلت الفن و اللون اللوحات روحها وحياتها، وشكل الانسان في لوحتها استمرار للحياة، مما جعلها راهبة في محراب فنها وسيرة حياتها، وقديسة في كنف جماليات واقعها الاجتماعي ، وزاهدة في ملذات الحياة، ومخلصة لفنها على الصعيد الوطني والدولي ومن هذا المنحى والخصوصية، جعلت الفنانة المميزة لبابة لعلج من أعمالها الفنية التشكيلية تجربة فن وحياة ووفاء في روح موهبة تشكيلية متفردة، بسياق طبيعة حضورها الإنساني والحياتي بعد مسيرة صبر جميل، في بستان الفن وواحات الألم والوحدة والعزلة، والتأمل والفلسفة الوجودية، التي جعلت منها الفنانة المثالية في مسيرة حياتها، ومخلصة بروح التأمل والتبسيط الشكلي، لمجالها الإبداعي والحيوي وذلك عبر روح ألوانها الرائعة المثيرة بزهاء اللون وبريق روح التفاعل البصري في صخب خطوطها وألوانها وتشكيلاتها الزاهية لمساحات لوحاتها، التي أوقفت الجزء الكبير منه لصالح حقيقة الإنسان في الحياة، وايمانه بالقضاء والقدر عبر أشكال رموزها الإبداعية التشكيلية، وذلك بمعطى رمزية استخداماتها لشكل المرأة المقيدة والتي تبحث عن حريتها أينما حلت وارتحلت في خطوطها الجريئة وفي مجالها الإبداعي الذي يتألق كثيرا في روح واحة ألوانها النظرة، بتواصل روح التأثير والمحاكاة باللوحة الفنية الجميلة والألوان التي تشتغل عليها بمسار متفرد لفلسفة وجودها، بطبيعة مشاهداتها وأحداثها اليومية المعاشة ومن عمق طبيعة الانسان وعفوية تواجده ومابين أسلوبيتها ومنهجها الإبداعي، تعم حالة الحب بفوضى الحواس ، كي تقول في بوحها الإنساني والتشكيلي وجع السنين بعد رحيل زوجها وشريك حياتها حيث مسار الفن رسم تاريخها ، بتفاعلها و انتقائيتها، حين تختلط ألوانها بقيم الطبيعة التي تبدأ بها بشكل عميق و تتجذر بهموم ومشاهداتها لمفرداتها الذاتية. ولهذا يبدو الحب والجمال هو من شيم أحلام الفنانة لبابة لعلج رغم الألم البادي فهي ترسم النمو الداخلي لتراث إنسانيتها، حيث يتموضع دفق فطرة ألوانها المتراقصة، بروح الشاعرية والتوحد، وبروح الإعجاب والمحبة هو ما يشكل عالم مسيرة الفنانة لعلج وريادة شفافية واقع جمالياتها التي تبحث عن الاطمئنان والحب المنشود، وهي تحاكي رمزية الجمال كي تعانق الحياة في عالم من الإبداع والخلق والقراءات الجمالية ورؤية ممزوجة بالفرحة والسرور رغم الألم والصعاب. تعجبك لوحاتها إنها فعلا مدهشة تجعلك تسبح في عالم من الرومانسية والحب، لقد توحدت الفنانة لبابة تماما مع الحياة في جميع لوحاتها وأعطت لوحة رائعة في فرحها وفي حزنها وكأنها عاشت معها يوما أو عمرا كاملا. تقول لبابة لعلج: «أنا أرسم لوحات تعبر عن الواقع والجمال وعن الفن لذاته وهذا ما تتبعه المدارس الحديثة ما يهمني هو الجمال والنظرة الجميلة للحياة.. كن جميلا ترى الوجود جميلا..»