استعرض عدد من المرضى المقبولين بمستشفى م . علي الشريف الجهوي ، معاناتهم داخل المستشفى لوالي جهة درعة تافلالت ، عامل اقليمالرشيدية مؤخرا، وهو يقوم بزيارة تفقدية للمرفق الصحي بالرشيدية ، ما جعل المسؤول الأول عن الجهة ، يحث المسؤولين عن المرفق الصحي على العمل من أجل تحسين الخدمات التي يقدمها المستشفى الذي يستقبل مرضى من جميع مناطق الجهة . ويعرف مستشفى م. علي الشريف بالرشيدية ، مجموعة من الاختلالات والتقصير في الخدمات ، حسب تعبير المرضى أنفسهم خاصة معاناتهم مع طول مدة المواعيد مع الأطباء ...حيث ينتظرون العمليات الجراحية لممد تزيد عن ثلاثة أشهر ، وقد يموت المريض وهو في لائحة الانتظار كما أخبر الجريدة بعض المرضى ، وعند حلول الموعد يضيفون ، تجد الطبيب متغيبا عن المستشفى ، واذا حضر تجده يقوم بنفس العملية في مصحة خصوصية . و يشهد وضع الخدمات الصحية بالمستشفى أيضا ، ضغطا يهدد بالعجز، إذ صار المركز يمنح للمواطنين مواعيد علاج طويلة المدى بغض النظر عن خطورة المرض ، بسبب الإقبال الكثيف الذي جعله يتجاوز طاقته الاستيعابية ، ويشار بأصابع الاتهام في ذلك إلى المستشفيات المتواجدة في مدن الاقليم والجهة ، التي لا تقوم بمهامها كما يجب . «لا وجود لخريطة صحية و لا لعرض صحي «، يقول (سهير س. ) نقابي فدرالي ،وهو بصدد البحث عن تفسير منطقي لمشاهد لا يتقبلها العقل رصدتها الجريدة ، خلال جولة بالمستشفى، ومنها عدم تردد مصلحة المواعيد الطبية بالمركز الاستشفائي ، في منح مرتفقين قصدوها ، موعدا لإجراء عملية جراحية . كما يشتكي العديد من المرضى والوافدين على المستشفى ، من تعاملات وممارسات لا أخلاقية من طرف بعض الممرضين و الأطباء حيث يتم توجيههم نحو المصحات الخاصة بنفس المدينة التي يشتغل فيها بعض الأطباء خارج أوقات عملهم الرسمية، بل حتى في الأوقات القانونية للعمل. إعادة توجيه المرضى تكون انطلاقا من قاعات الفحص الخارجي أو من قسم المستعجلات ،في حالة ضعف كلي للمريض وعائلته. ضعف نفسي،جسدي،ومادي يلعب دورا هاما تحت تأثير التخدير الشفوي والاحتيال واللعب على الأعصاب ، تكون نتيجته قبول المريض مرغما على التوجه نحو المصحة الخاصة لاستكمال العلاج ، وربما الخضوع لعملية جراحية تحت مسؤولية نفس الطبيب الاختصاصي ؟ فئة أخرى تجد نفسها نزيلة بل حبيسة بين جدران المستشفى في حالة استشفاء نظرا لحالتها الصحية، وبسبب الوضع اللاإنساني بالمستشفى ، وتماطل الأطباء بإجراء العمليات الجراحية في وقتها، والغيابات المتكررة لهم واستفزازها بعدم اخضاعها للفحص او تقديم اية معلومة ، مؤكدة لها ولأسرها، أن بعض الأطباء «يساومون» هذه الفئة من أجل إجراء العمليات الجراحية على وجه السرعة، وبمزيد من الرعاية الطبية ، مقابل الالتحاق بالمصحة الخاصة دون أن يوقع الطبيب على ورقة الخروج، وكيف يوقعها وحالة المريض في حاجة لاجراء العملية. وبأمر من الطبيب يجد المريض ومن يتكلف به نفسه مرغما على التوقيع على التزام لا قانوني يتحمل فيه مسؤولية طلب خروجه من المستشفى ضد إرادة الطبيب . وبهذه الطرق» المتحايلة» يزداد عدد مرضى كل طبيب حسب تخصصه ،لتنمو و تنتعش الأرباح المالية المحصلة ، وتزداد مداخيل المصحة الخاصة ، على حساب جيوب المواطنين المقهورين بانتمائهم لأفقر جهة للمغرب، جهة الفقر والأمراض والهشاشة .... الأوضاع الصحية المزرية داخل مؤسسة صحية كبيرة بالرشيدية ، دفعت العديد من السكان و من المرضى و ذويهم الى تنظيم وقفة احتجاجية ضد استفحال جميع أشكال الفساد و سوء الخدمات و المعاملة السيئة و المهينة للكرامة الانسانية في غياب ادارة مشلولة و عاجزة عن تدبير و تسيير هذا المرفق ، يوم الثلاثاء 29 نونبر 2016 ، كانوا ينتظرون من يشد بأيديهم و يرشدهم من أجل الوصول الى طبيب ... المحتجون طالبوا وزير الصحة بتكثيف التفتيشيات للمستشفيات... للوقوف على حجم التجاوزات والتلاعبات التي يتعرض لها أبناء هذه الجهة الفقيرة.