انتهز عدد من فعاليات المجتمع المدني بقرى إقليمتارودانت، فرصة وجود المواقع الاجتماعية، فأسسوا مواقع خاصة بأبناء هذه المنطقة وتلك، يتحاورون فيها حول حاجيات منطقتهم ويحللون ويبحثون عن الحلول المادية والمعنوية لهذا المشروع أوذاك، بعد أن فرقت الهجرة بينهم، وجمعتهم المواقع الاجتماعية، وقد سبق أن أشرنا إلى جمعية التمدرس التابعة لساكنة جماعة النحيت التي جمعت خمسة وثلاثين منحة لإنقاذ فتيات غير ممنوحات وكونوا لجنة للدفاع عنهن بعدما تم منعهن من دخول إعدادية الأرك بإغرم لعدم وجود متسع لهن، واستطاعت اللجنة أن تتغلب على المشكل وتم تجديد الأفرشة المتهالكة وإحداث بعض التوسيعات بعد محاورة عامل إقليمتارودانت في الموضوع واستجابته لمطالب المجتمع المدني. ورغم ذلك، فإن إعدادية وثانوية الأرك بمركز إيغرم لا تتسع للوافدين عليها من سبع عشرة جماعة قروية وبلدية واحدة لعدم توسيعها منذ بدايتها، مما جعل المجتمع المدني ورؤساء الجماعات الثلاث: «والقاضي، تيسفان، النحيت»، يطالبون منذ سنوات ببناء إعدادية ودار الطالبة والطالب قرب جماعة وقيادة والقاضي، وقد تشكلت لجنة من ستة أشخاص، شخصان عن كل جماعة من الجماعات الثلاث، لمحاورة عامل إقليمتارودانت، بعد أخذ موعد معه من طرف رئيس اللجنة بتاريخ 22-11-2016، حيث رحب العامل باللجنة وحضر الاجتماع مدير الأكاديمية و المدير الإقليمي للتعليم، إضافة إلى الكاتب العام للعمالة. بعد كلمة العامل، استعرض مدير الأكاديمية المعلومات المتوفرة لديه مؤكدا أنه سيقوم ومساعدوه بدراسة الموضوع، كما صرح المدير الإقليمي للتعليم بأن ملف إعدادية ودار الطالب والطالبة بوالقاضي مرت سنتان على إعداده وإرساله للأكاديمية... وتدخل رئيس لجنة المجتمع المدني للجماعات الثلاث، مبينا «بأن ميزانية بناء الإعداديات ودور الطالب تصرف منذ الاستقلال وإلى الآن، في المدن المتواجدة في إقليمتارودانت، لبناء المزيد من الإعداديات والثانويات على حساب حرمان سكان العالم القروي من حقهم في هذا المجال». وأشار أحد أعضاء اللجنة إلى أن العديد من سكان الجماعات الثلاث اضطروا إلى ترك منازلهم في القرى واكتروا لأزواجهم وأبنائهم منازل بجوار إعداديات وثانويات بأيت إيعزا وتارودانت، ولنتصور إذن رب أسرة في الدارالبيضاء يشتغل لإعالة أسرته في هذه المنطقة المهمشة، يفرض عليه عدم وجود إعدادية أن يكتري لأسرته بيتا على بعد مائة كيلومتر من قريته بعد إغلاق باب منزله مكرها، وهم بالعشرات. ولنتخيل نفسية ومعاناة هؤلاء بعد إقفال المنزل وكراء منزل آخر في مدينة مجاورة دفاعا عن حق أبنائهم في الدراسة الإعدادية والثانوية وهم بدورهم يعملون خارج المنطقة بهذه المدينة أوتلك يساهمون في بناء الاقتصاد الوطني بدفعهم للضرائب والمرابحات، بل ويساهمون في بناء المؤسسات التعليمية بمستوياتها بما تمت الإشارة إليه... ألا يستحقون تقريب التعليم الإعدادي والثانوي التأهيلي ودور الطالب وداخلية لأبنائهم؟». مضيفا نعم وعد عامل الإقليم، في آخر اجتماع له، بالعمل على تحقيق هذا الحلم ووعد كل من مدير الأكاديمية الجهوية ومدير التعليم الإقليمي بإخراج الملف المطلبي من الرفوف والشروع في بداية دراسة الجدوى، مع العلم أن الوعاء العقاري تبرع به أحد أبناء جماعة والقاضي مشكورا، وعدد تلامذة الجماعات الثلاث، حسب إحصاء الجمعيات والجماعات، تجاوز التسعمائة تلميذ وتلميذة، دون نسيان اجتماع قائد والقاضي في نفس الموضوع مع فعاليات وأعيان المنطقة». للتذكير، فقد سبق أن أشرنا في مقال سالف إلى أن المجتمع المدني في هذه الجماعات الثلاث اعتاد جمع المنح وتأديتها على بنات المنطقة غير الممنوحات وهن كثر بالنسبة للأبناء، والذين يحشرون حشرا في «خيرية» إيغرم، وهم يشتكون من خصاص في التغذية والأفرشة، خاصة والمنطقة معروفة ببردها القارس وسقوط الثلج أحيانا، مما يجعل فعاليات المجتمع المدني للجماعات المشار إليها تطالب ببرمجة الداخلية في المؤسسة الإعدادية والتأهيلية في والقاضي في أقرب وقت ممكن.