منذ التقسيم الجماعي لسنة 1992 والجماعات القروية الثلاث، جماعة والقاضي، جماعة النحيت وجماعة تيسفان تطالب المسؤولين بواسطة دورات عادية واستثنائية وبواسطة مراسلات ببناء إعدادية ودار الطالب لأبناء وبنات ساكنة هذه الجماعات خاصة وجماعة النحيت حاليا تتوفر على المدرسة الجماعاتية والنقل المدرسي لمائتين وخمسين تلميذا ، وتتوفر جماعة والقاضي وجماعة تيسفان على نفس العدد فأكثر لكل منهما مع توفير العقار اللازم لبنائها في جماعة والقاضي، بجوار الجماعات الثلاث هناك جماعة امي تتيرت يمكن أن تستفيد منها. حاليا تتابع نسبة قليلة بإعدادية وثانوية إيغرم البعيدة بحوالي 60 إلى 100 كلم لمن حصلوا على المنحة الدراسية وهم أقل من %2، وقد أشرنا في بداية السنة الدراسية الحالية إلى أن جماعة النحيت وبعض المحسنين والجمعيات يقومون بأداء واجبات داخلية ايغرم السنوية خاصة بالنسبة للفتيات بينما الذكور يتزاحمون في خيرية ايغرم وتغادرها الأغلبية منهم لعدم توفر الشروط الضرورية لكثرة الوافدين عليها وقلة الإمكانيات. والجماعات المشار إليها طبعا تابعة لقيادة أضار دائرة ايغرم إقليمتارودانت، وبالمناسبة تم الاتصال بعامل الإقليم و الكاتب العام للعمالة في الموضوع، ووعدا بالعمل والقيام بالواجب. وتجدر الإشارة إلى أن رؤساء الجماعات الثلاث تقدموا بطلب مشترك إلى نائب وزارة التربية الوطنية نيابة إقليمتارودانت بداية هذه السنة 2015 وتم الاتصال به مباشرة ووعد بالعمل على تحقيق الطلب متى توفرت الإمكانيات... وقد كان المنتظر من النواب البرلمانيين أن يقوموا بزيارة ميدانية للجماعات المشار إليها والتي يمثلون ساكنتها داخل البرلمان ثم يوجهون أسئلة في الموضوع إلى وزير التربية الوطنية و على هذا الأخير بدوره أن يزور المنطقة وسيسأل نفسه كمسؤول، أليس من العار أن تبقى منطقة كهذه لحد الآن لا تتوفر على التعليم الإعدادي والثانوي منذ الحصول على الاستقلال سنة 1956 إلى الآن 2015 ؟ دون نسيان مسؤولية أكاديمية الجهة، جهة سوس ماسة درعة عن هذا الحيف الدال على عدم القيام بالواجب نحو مواطني هذه المنطقة، علما بأن ميزانية الدولة تتوصل بالملايير على شكل ضرائب ومرابحات من أبناء هذه المناطق المتواجدين في المدن ويتوصلون من مهاجري المنطقة بالعملة الصعبة كواجب وطني. لكن أين حقوق أبنائهم في التعليم الإعدادي والثانوي وغيرها من ضروريات الحياة، هل نختزل المغرب في الحواضر وندعو بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سكان البوادي إلى الهجرة وترك المنازل والقرى فارغة ؟ وهذا ما يستنتج في الإحصاء الأخير للأسف، الهجرة ليست فقط للبحث عن العمل، عن الأكل والشرب، نعم كان هذا من أولوية الماضي البعيد، إلا أن الأولوية الآن لدى كل مغربي في البوادي والحواضر للتعليم، للعلم كقاطرة للتنمية المحلية والوطنية... العديد من الدواوير الآن فارغة والقلة الباقية بحاجة إلى تحقيق ما تمت الإشارة إليه وإلا فسيرحلون بدورهم للمساهمة في خلق المزيد من أزمات الشغل والسكن والبطالة في الحواضر وتوفير ضروريات الحياة للبادية سيساهم في حل مشاكل المدينة. وسوف لا نستغرب قيام جمعيات مدنية بوقفات احتجاجية أمام الإدارات المسؤولة على التهميش داخل الجهة .هذا ويلاحظ للأسف أن بعض البرامج التلفزيونية التي اعتادت طرح مواضيع أسبوعية للنقاش بصفة مباشرة وغير مباشرة تتجاهل هذا الواقع المر؟