يسود استياء كبير في أوساط التجار وزوار السوق البلدي -حي كريم- بمدينة بنسليمان، جراء تفاقم وتردي الأوضاع بمرافقه وبنيته التحتية، مما دفع بالتجار إلى»الانتفاضة» ضد هذه الوضعية المزرية التي أصبح يعرفها المرفق العمومي، حيث وجه المتضررون شكاية في الموضوع إلى السلطات المحلية لإثارة انتباه المسؤولين لما آلت إليه الأوضاع بالسوق البلدي المشار إليه ولدق ناقوس الخطر للحالة الكارثية التي يعيشها، والمطالبة في نفس الوقت بالإصلاحات الضرورية لهاته المنشأة العمومية التي تقوم بتوفير وتقديم الخدمات لساكنة الأحياء المجاورة. فحسب تصريحات بعض التجار ل« الاتحاد الاشتراكي» فإن سوق حي كريم الذي تم إحداثه سنة 1998 عانى من الإهمال والتهميش مدة طويلة، حيث أنه لم يعرف أية إصلاحات طيلة السنوات التي تلت عملية إنشائه، الشيء الذي جعل مرافقه تتلاشى وتسوء أحوالها بسبب انعدام الصيانة والإصلاح، علما بأن جل التجار ملتزمون بتأدية واجبات كراء المحلات التجارية المرتفعة لفائدة بلدية بنسليمان التي لم يبادر أي أحد من المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير شؤونها إلى الالتفات إلى هذا المرفق العمومي والقيام بأدنى الإصلاحات التي تعطي الانطباع بوجود سوق بلدي في مستوى انتظارات وحاجيات السكان، تكون وضعيته مناسبة وملائمة تضمن كرامة زواره وزبنائه وتوفر الراحة والطمأنينة لتجاره. فالشروط الصحية والنظافة تكاد تكون منعدمة، حيث أن المرافق الصحية مغلقة نتيجة الإهمال وانعدام الماء والصيانة، إذ كيف يتصور المرء وجود مرفق عمومي (مارشي) يضم أزيد من 30 محلا تجاريا تعرض فيها مختلف أنواع الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء والتوابل والملابس والأواني والمواد الغذائية، ويرتادوه العشرات من الزوار يوميا دون أن يتوفر على مراحيض؟ كما أن قنوات الصرف الصحي لم تعد قادرة على استيعاب المياه المتدفقة بين المحلات التجارية خاصة عند تساقط الأمطار، حيث تتسرب المياه من السقف ومن شقوق جدران السوق، وذلك مقارنة مع تزايد الحركة والنشاط التجاري به، مما يجد معه التجار صعوبة في تنظيف مرافق السوق والتخلص من المياه المتدفقة بين المحلات التجارية، خاصة في ظل انعدام البالوعات التي تقوم بتصريف المياه، الشيء الذي جعله يعرف وضعية بيئية غير سليمة، بعد أن اتسخت جدرانه ومرافقه لانعدام النظافة والصيانة، و كثرت بمحيطه الأزبال والنفايات بسبب عدم انتظامية عمال النظافة في تطهير وتنظيف المكان وأصبح منظره مشمئزا تنبعث منه روائح كريهة. وبالتأكيد فإن هذه الوضعية المتردية لمرافق السوق البلدي لها انعكاسات وتأثيرات سلبية على صحة وصلاحية وسلامة السلع والبضائع المعروضة، إن لم نقل بأنها معرضة إلى التعفن في كل وقت وحين نتيجة قلة وضعف الشروط الصحية المحيطة بمرافق المارشي. كما أن ممراته ضيقة وتنعدم في بعضها الإنارة، والأبواب تلاشت وتكسرت ولم تعد تؤدي وظيفتها حيث أصبحت مداخل السوق مفتوحة ومشرعة خلال الليل في وجه المنحرفين الذين أصبحوا يتخذونه ملجأ آمنا لتناول المشروبات الكحولية والمخدرات والقيام بأفعال إجرامية في غياب الحراسة. الأوضاع المزرية بالمرفق العمومي المشار إليه والتي تفاقمت حدتها في الآونة الأخيرة، خلقت مشاكل ومتاعب كبيرة للتجار، مما اضطر هؤلاء إلى التحرك لطرح مطالبهم ومشاكلهم لدى الجهات المسؤولة والمعنية من خلال توجيههم شكايات في الموضوع إلى السلطات المحلية والقيام بوقفة احتجاجية أمام مقر البلدية حيث قدمت لهم وعود من طرف المسؤولين بها تتمثل في التزام المجلس البلدي بإعادة تأهيل وإصلاح السوق البلدي لحي كريم بما يتناسب والمواصفات المطلوبة لإقامة مثل هذه المنشآت والمرافق العمومية. فهل سيفي هؤلاء بوعودهم ويبادرون إلى تحقيق مطالب التجار، أم أن الأمور ستظل كما هي في انتظار تدخل المسؤولين بالإقليم لتصحيح الوضعية بالسوق البلدي؟