يعرف السوق الأسبوعي الذي يقام كل يوم سبت بتراب جماعة مرس الخير التابعة لعمالة الصخيراتتمارة، حسب ما كشفت عنه بعض المصادر ل«الاتحاد الاشتراكي»، أوضاعا مزرية وتسوده فوضى عارمة بسبب الإهمال والتهميش وغياب إرادة حقيقية لدى المسؤولين بالمجلس الجماعي من أجل تنظيمه وإعادة هيكلته، علما بأنه يعد من أهم الأسواق الأسبوعية على المستوى الوطني وعلى مستوى الأسواق المجاورة، والذي يدر أموالا مهمة تعتبر من أهم الموارد والمداخيل المالية للجماعة، لكونه يعد قبلة للعديد من الزبناء والتجار الذين يتوافدون عليه من مختلف المدن والمناطق. لكن بسبب اللامبالاة وعدم الاهتمام تحول السوق الأسبوعي في الآونة الأخيرة إلى فضاء تسوده العشوائية والفوضى، وتنعدم فيه أبسط المواصفات والشروط الصحية والبيئية الضرورية لممارسة النشاط التجاري به. فالسوق الأسبوعي لجماعة مرس الخير ونظرا لموقعه المتميز وتواجده بالقرب من بعض المدن المهمة كالرباط، تمارة، الصخيرات، بنسليمان و... توسعت دائرة مرتاديه وزواره من الزبناء والتجار بمختلف أنواعهم وأصنافهم، مما جعل هذا المرفق العمومي لم يعد قادرا على استيعاب كل هذه الأعداد الكبيرة من الزوار، فوجد البعض من التجار في هذه الوضعية فرصة ومناسبة للقيام بعرض سلعه وبضائعه خارج حدود السوق بشكل فوضوي وعشوائي باستغلال الملك العمومي وكذا الأزقة المتواجدة بالأحياء السكنية المتواجدة بجوار السوق الأسبوعي. وهي وضعية خلقت مشاكل ومعاناة كبيرة للساكنة المجاورة، جراء عرقلة حركة السير والمرور وتنغيص راحة السكان من خلال الضجيج والأصوات العالية التي يحدثها الباعة في الصباح الباكر، مما أقلق بال وراحة القاطنين بتلك الأحياء خاصة وأن يوم انعقاد السوق الأسبوعي هو يوم السبت الذي يعتبر يوم عطلة بالنسبة للموظفين. بالإضافة إلى ذلك حولت هذه الوضعية العشوائية المنطقة إلى مطرح للنفايات والأزبال الناتجة عن مخلفات المبيعات بعد مغادرة التجار للمكان دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تنظيف الأزقة والأماكن التي كانوا يستغلونها لممارسة نشاطهم التجاري، الشيء الذي خلف استياء وتذمرا كبيرا لدى السكان المجاورين نتيجة الفوضي والعشوائية، والتلوث الذي يعرفه محيط السوق. مما دفع ببعضهم إلى اعتبار أن جماعة مرس الخير يقام بها سوقان أسبوعيان اثنان في نفس اليوم . الأول يتم داخل أسوار السوق الرئيسي والثاني يقام خارجها، بالفضاءات العمومية والأحياء السكنية. وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول من يستفيد من عملية استخلاص الرسوم وواجبات الزنك من الباعة الذين يوجدون خارج أسوار السوق ومن أصحاب السيارات والشاحنات الذين يقومون بركن وسائل النقل في أماكن بعيدة عن تلك المخصصة لوقوف السيارات، خاصة وأن هذا الأخير، أي السوق الأسبوعي، له معالم وحدود معروفة والتي على إثرها تم تفويت صفقة بيعه؟ الشيء الذي يؤدي إلى طرح تساؤلات إضافية حول مدى احترام المستفيد من صفقة بيع السوق الأسبوعي لدفتر التحملات، وكذا حول ما إذا حان الوقت للتفكير في تنقيل السوق بمكان آخر تابع للجماعة بعيدا عن الساكنة المتضررة؟ وأوضحت بعض المصادر ل«الاتحاد الاشتراكي» ، أن السوق الأسبوعي أصبحت مقوماته ومرافقه مؤخرا في وضعية مزرية وسيئة بسبب انعدام الإصلاح والصيانة. فالمرافق الصحية منعدمة والمجزرة تدهورت حالتها بشكل كبير بسبب قلة النظافة وانعدام الصيانة وانتشار الأزبال، والجزارون يقومون برمي بعض مخلفات عملية الذبح خارج أسوار السوق، حيث تتجمع مختلف أنواع الحشرات والذباب وكذا الكلاب الضالة، وقد أدت هذه الوضعية إلى تلويث محيط السوق، وكذا المبيعات والبضائع من خضروات وفواكه ولحوم و... التي تعرض وتباع به. الأوساخ والقاذورات - حسب نفس المصادر - عمت جل» الرحبات» والأماكن بالسوق، فمكان بيع وذبح الدجاج عبارة عن مزبلة حيث تراكم ريش الدجاج والنفايات، تتجول فيه الكلاب والقطط إلى جانب الزبناء في منظر مشمئز. وبائعو الدجاج يستعملون وسائل وأدوات تنعدم فيها الشروط الصحية لذبحه وغسله. وتزداد حالة السوق تدهورا عند تساقط الأمطار حيث يصبح عبارة عن «ضايات» وبرك مائية مملوءة بالأوحال، يصعب التنقل والتبضع فيه بشكل مريح، نتيجة انعدام الاعتناء والصيانة بممراته ومرافقه. الوضعية غير السليمة للسوق والتي أصبحت من سماتها البارزة الفوضى والعشوائية والتلوث وغياب الشروط الصحية الضرورية، دفعت بعض المهتمين بتدبير الشأن المحلي إلى طرح تساؤلات حول دور اللجان المحلية والإقليمية في مراقبة جودة ونظافة المواد الغذائية المعروضة بالسوق، وكذا توفير الظروف والشروط الضرورية لحماية سلامة وصحة المواطنين الذين يرتادون السوق من أجل التبضع وقضاء أغراضهم؟ وعلى إثر ما آلت إليه أوضاع السوق الأسبوعي ا من تدهور، بادر بعض المستشارين بالجماعة إلى توجيه مراسلات وشكايات في الموضوع إلى رئيس جماعة مرس الخير من أجل التدخل لإعادة تحديد وتنظيم السوق وكذا معالجة أوضاعه والاهتمام بمرافقه خدمة لمصالح الزبناء والتجار على السواء.