وأنا أشاهد برنامجا على التلفزة المغربية عن المدينة العتيقة بالعرائش صدفة، أثارت انتباهي لقطات لمنزل عتيق. أعلنت وأنا أصرخ أن هذا هو المنزل الذي أبحث عنه، منزل عتيق لكنه غير مثقل بالزخرفة،وينم عن بساطة في المعمار،أخبرتني والدتي وخالتي الصفية أنهما يعرفان صاحبة المنزل وهي بمثابة أخت لهما، وأنهما يلتقيانها يوميا في السوق،فطلبت منهما أن تتصلا بها. تعرفت على الزهرة الوزاني، وزرت المنزل،أثارت انتباهي شخصيتها، فطلبت منها أن تلعب دور الأم في الفيلم، لكنها رفضت فكرة التمثيل وقبلت بالتصوير في منزلها. عدنا إلى تحضير الفيلم ونحن لا نعرف كيف سنواصل، ونحن نقف أسفل جدار عال لا نعرف أي أفق يوجد خلفه، وكان علينا أن نحرق سفننا الواحدة تلو الأخرى، لكي لا يكون هناك أي حل غير المواجهة، ربما ليس بمحاولة القفز على السور أو تحطيمه، بل بأن نجعل الحياة أجمل حيث نقف، حينذاك لا يصبح لهذا السور معنى وسيتلاشى من تلقاء ذاته، لذا لم تكن الحلول التي توجد في مكان بعيد يلفها نوع من الغموض، ولكن كان علينا أو علي أن أحول كل الأشياء التي تحيط بي من علاقات إنسانية وعائلية إلى إمكانيات عن طريق نقل العدوى إليها وجعلها تتحمل مسؤولية مساعدتنا. بتدخل مجموعة من الأصدقاء حصلنا على دعم من عمالة العرائش، ووعد من رئيس المجلس البلدي بأداء ثمن الفندق الذي لم يؤده إلا بعد ستة أشهر أو أكثر من انتهاء التصوير، الشيء الذي ترك بطاقتي الوطنية محتجزة في الفندق، وبدأت أسافر ببطاقة الطالب المتقادمة. لم يكن ذلك كافيا بالطبع ، والمهم أنه لا يكفي لشراء الفيلم الخام. مع ذلك كنت أواصل العمل على الفيلم، وكأن الأمور تسير بشكل عاد. بالنسبة للدور الرئيسي اخترت صديقة وزميلتنا في الكلية،وهي مجازة في الأدب الفرنسي، رقية صيار ، عندما التقت أحد أصدقائي بالشاون حيث تسكن، وأخبرها بأنني أحضر فيلما وأنني سأقترح عليها الدور الرئيسي «نسيمة»، حكى لي أنها انفجرت ضاحكة غير مصدقة وهي تقول: «الطريبق والله حتى أحماق بالكواغط (بالوثائق)»، لو كنت مكانها كان سيكون لي نفس رد الفعل، لكنني عندما اتصلت بها على الهاتف، وضربنا موعدا في مقهى الريو بمرتيل وقدمت لها نسخة من السيناريو وتحدث لها عن المشروع، بدا لها الأمر جديا وأن صحتي العقلية ما زالت بخير، وكان رد فعلها هذه المرة مختلفا. عندما كنا نغادر المقهى، قالت رقية إنه لم يسبق لها أن حلمت بأن تصبح ممثلة، لكنها ستقبل هذه التجربة التي تعرف أنها فرصة لن تتكرر وستعتبرها تجربة إنسانية لا غير، أعجبني هذا الوضوح وافترقنا على أساس أن اللقاء المقبل سيكون في العرائش للتصوير. كنت ،كل مرة، وأنا أتقدم، أشعر بأنني أورط نفسي بالأحرى، مع العلم أنني كنت أحس، خصوصا في اللحظات التي كانت تتجلى فيها الأشياء بوضوح، أن المشروع ممكن، وهذا ما كان يضخ فيّ الأمل والرغبة في الاستمرار رغم كل شيء. بالنسبة لدور عادل، وقع اختياري على عضو في مجموعتنا، عبد الإله الهاني،أما الطفلة فهي ابنة صديقي محمد بنكبور الذي ينتمي لعائلة موسيقية، سكينة التي أدت دور «نسيمة» الطفلة والشابة في ما بعد في الفيلم القصير «موال». وأنا أشاهد برنامجا على التلفزة المغربية عن المدينة العتيقة بالعرائش صدفة، أثارت انتباهي لقطات لمنزل عتيق. أعلنت وأنا أصرخ أن هذا هو المنزل الذي أبحث عنه، منزل عتيق لكنه غير مثقل بالزخرفة،وينم عن بساطة في المعمار،أخبرتني والدتي وخالتي الصفية أنهما يعرفان صاحبة المنزل وهي بمثابة أخت لهما، وأنهما يلتقيانها يوميا في السوق،فطلبت منهما أن تتصلا بها. تعرفت على الزهرة الوزاني، وزرت المنزل،أثارت انتباهي شخصيتها، فطلبت منها أن تلعب دور الأم في الفيلم، لكنها رفضت فكرة التمثيل وقبلت بالتصوير في منزلها. لم ألح عليها في موضوع التمثيل، لأنني كنت متأكدا أنها ستلعب دور الأم، كانت تلك مغامرة مني لأنني لم أعد الطلب إلا في اللحظة التي كنا نستعد لتصوير اللقطة التي ستظهر فيها، كان يكفي أن أطلب منها أن تلتحق بالمكياج وأن تغير الملابس لنبدأ التصوير، نفذَت الأمر بدون نقاش، و كأن المسألة كانت محسومة مند مدة. الزهرة سنجدها كذلك في «موال» و الفيلم التلفزي «غزل الوقت « و في أعمال أخرى،أما دور الطفل فسيلعبه ابن خالتي الصفية الذي سبق له، ونحن نحاول تصوير كليب موسيقي، و كنت قد عنفته، أن هرب أثناء تصوير اللقطة، و بذلك توقف التصوير.أشرف الحراق لعب دور صديق «معز « في الفيلم التلفزيوني «تسقط الخيل تباعا». اقترب وقت التصوير و بدأ العد العكسي ولم نكن نتوفر بعد على الفيلم الخام و لا قيمته المادية. رشيد الحبتي الذي كان يرافقنا و يساعدنا في هذه التجربة و جد لنا أحد التقنيين الذي باع لنا نصف المسافة التي كنا نحتاجها بثمن أقل من ثمنها في السوق، ومع تسهيلات في الأداء. بالنسبة للجزء المتبقي اتصلت بعبد اللطيف العصادي عن طريق أحد أقربائي، وسهل لي الحصول على الجزء الثاني على أن نؤدي الثمن على مراحل. في اليوم الذي ذهبت فيه لحمل الفيلم الخام إلى العرائش من المركز السينمائي المغربي، كانت تسود الرباط أجواء غير عادية، جعلتني لا أتأخر كثيرا وسط المدينة بحكم افتتاح الملك المرحوم الحسن الثانية الدورة البرلمانية الأولى للانتخابات التشريعية لسنة 1997 . بدأ محمد العبداوي تصوير شريطه «نزوة» بنفس الطاقم و المعدات التقنية على أساس أننا نبدأ مباشرة صباح اليوم التالي من انتهائه ،بدأنا التصوير بطنجة وبالضبط في منزل محمد حيث تصادف هذا اليوم مع اليوم الأول من رمضان ونهاية سنة 1997 و بداية سنة1998. كنا متحمسين، لكن العلاقات سادها توتر ، لأن الأصدقاء فوجئوا منذ اللحظات الأولى للتصوير بإيقاع العمل المختلف عن الطريقة التي تعودناها، خصوصا مع وجود نوع من التراتبية فرضتها طبيعة العمل ووجود تقنيين محترفين، لأنه في السينما توزع الأدوار بشكل صارم نوعا ما،حيث كان علي أن أنصاع مع هذا الإيقاع لصالح العمل،و كان علي أن استوعب بسرعة نوع العلاقات التي تربط كل العاملين في الفيلم، وأن أتصرف و كأن الأمر عاد بالنسبة لي، ساعدني على ذلك تقنيو المركز السينمائي، خصوصا المرحوم مصطفى الستيتو مساعد الكاميرا و حسن بنعبو المتعدد الاختصاصات، لقد كانا يشرحان لي كيف تتم الأمور دون أن أحس بذلك و دون أن يمس ذلك وضعي كمخرج . الصدفة الوحيدة التي كانت في صالح الفيلم هي الطقس، حيث كنا في فصل الشتاء و كان الجو يتغير بشكل مفاجئ، لكن في الأربعة أيام التي استغرقها التصوير تغير الجو وفق متطلبات السيناريو،كان علينا أن نجد و نحن نصور الفيلم حلولا لبعض المشاكل المادية، لكن الحماس و الطاقة والرغبة التي كانت تحركنا جعلت هذه المشاكل لا تؤثر كثيرا على سير العمل.انتهى التصوير و بعثنا الفيلم الخام للمختبر للتحميض و الطبع. ولأنها المرة الأولى، كنت قد هيأت بدقة مبالغ فيها كل اللقطات و أنا أرسمها لقطة لقطة، بتفصيل ممل، خصوصا وأنني لم أجد الديكور بالشكل الذي تخيلناه في الكتابة، فكان علي أن أتعامل مع المكان ليس كمعطى واقعي بل كتركيب لمجموعة من الأمكنة، كمكان متخيل: مدخل المنزل في حي ، الشرفة في حي آخر، الزقاق الذي يوجد في مواجهة منزل نسيمة في مكان آخر وداخل المنزل في مسكنين مختلفين والسطح في منزل آخر...كنت في هذه اللحظة أعرف أنني سأكتفي بالقليل من اللقطات وأصور الفيلم بأسلوب يطبعه التقشف والاقتصاد، فمثلا وأنا أبحث عن المقهى في مشهد الفراق بين عادل ونسيمة، كنت أبحث عن مقهى يسمح لنا برؤية عادل ونسيمة و هما يجلسان قبالة بعضهما البعض و نرى في نفس اللقطة نسيمة تخرج من حقل الرؤية ، وأن نعاود رؤيتها في نفس اللقطة و هي تغادر وتقطع الشارع من وجهة نظر عادل الذي لا يغادر مكانه ، يرى نسيمة التي كانت تجلس قبالته من خلال النافذة دون أن تخرج من حياته و هو لا يستطيع أن يلحق بها، رغم أن قصتهما بدأت في الطفولة،ونظرا لقلة الإمكانيات اضطررت أن اكتفي بتصوير مشهد واحد بالصوت و الصورة معا، حيث تعاملت مع تقني بإذاعة طنجة، على أن باقي مشاهد الفيلم صورتها صامتة دون أن تكون لي أي تجربة تسمح لي بأن أتخيل تفاصيل عملية خلق شريط صوتي لفيلم صور صامتا . ونحن ننتظر عند مدخل المختبر بالمركز السينمائي نتائج تحميض الأفلام ،نصحنا بعض موظفي المختبر بأن نتوجه عند سهيل بن مبركة مدير المركز لطلب المساعدة لإتمام الفيلم وهم متيقنون أنه لن يرفض طلبنا . كان ذلك يتطلب منا جرأة كبيرة لأن الصورة التي كنا نكونها عن سهيل تجعله إنسانا سلطويا... لكنه استقبلنا بترحاب،وبعد الانتهاء من بعض المكالمات، وأتذكر عندما دخلنا عليه كان على الخط مع مخرج كان يحتج على عدم حصول فيلمه على الدعم، بعد هذه المكالمة التي أنهاها المدير بشتيمة وقطع الخط بحركة عنيفة، التفت جهتنا أنا و محمد ليسألنا عن سبب الزيارة ، ترددنا وحكينا عن سبب طلبنا لقائه ، رد علينا بشكل عملي أنه يجب أن يرى الروش (المادة المصورة) قبل أن يقرر المساعدة، رد محمد متوترا أن الأمر يتعلق بلقطات لم توضب بعد، فأجابه سهيل ببرود و هو يحاول أن يطمئنه ،أنه محترف و يعرف أن يميز العمل من خلال المادة المصورة. غادرنا المركز والرباط بعد أيام و كان يوم أحد، تلقينا أنا ومحمد هاتفا من المركز السينمائي يطلب منا أن نكون هناك في 9 صباحا لأن المدير يريد أن يشاهد صحبتنا المادة المصورة(rushs).فعلا وبعد العرض اخبرنا المدير أنه سيساعدنا بإلغاء كل خدمات المركز السينمائي التي من غير المستهلكات، لم تدم الفرحة طويلا على الأقل بالنسبة لي لأنني كنت أو كانت ميزانية العائلة و الأصدقاء قد تضررت من جراء التصوير و لم تكن تسمح لي في التنقل أكثر. مر شهر أو أكثر من أحلك الأيام، لأنه حتى الأصدقاء الذين رافقوني خلال التصوير تخلوا عني انتقاما من النجم الذي كنته خلال التصوير. مر علي محمد العبداوي صدفة و طلب مني أن أصحبه في سيارته إلى المركز لأنه كان قد انتهى من المونتاج و كان يريد أن نشاهده معا و تحدث لي عن وجود إمكانية أن يساعدنا منتج مغربي لإنهاء أفلامنا.في المختبر سألني المسؤول الصديق محمد البوشعايبي عن الفيلم وهل أنوي إنهاءه، فكنت صريحا وقلت له أنني لا أتوفر بعد على الإمكانيات لذلك .دون كلمة طلب مني أن أتبعه إلى مكتبه و اتجه مباشرة إلى الهاتف وركب رقما وبدا أنه يتحدث مع شخص بخليط من الدارجة والاسبانية و هو يحدثه عني ويطلب منه أن يساعدنا على إتمام الفيلم. الشخص في الجهة الأخرى لم يكن إلا المخرج و المنتج محمد إسماعيل الذي طلب أن أحمل مواد الفيلم وأن ألتحق بمقر شركته يميا إنتاج بالدار البيضاء. استقبلنا الأخير بترحاب و بعد التعارف صعدنا إلى مكتب مخصص للمونتاج وركبنا الفيلم على المافيولا و شاهدنا بعض اللقطات، ثم سألني إسماعيل إن كانت هناك أشياء كنت أنوي تصويرها ولم تتوفر إمكانية تصويرها لأنه مستعد أن يمول تصويرا إضافيا .أخبرته أنني أعتقد أنني صورت كل اللقطات وأفضل أن نبدأ المونتاج، وعند إنجاز النسخة الأولى نقرر، بعد ذلك حددنا نهاية الأسبوع الجاري لبداية المونتاج. مرت الأمور وكأنني في حلم . عدنا أنا وعزيز إلى العرائش بأمل متجدد. لكن، ومرة أخرى، لم يدم الفرح طويلا لأننا بعد مرور لحظة الفرح كان علينا تدبر مبلغ السفر و قضاء أيام بالدار البيضاء...سيكرر الموقف في كل مرة كان علينا أن نتنقل لإحدى عمليات ما بعد الإنتاج. عندما خيرنا إسماعيل في المونتير الذي أفضل أن أتعامل معه اخترت عبد اللطيف الرايس الذي نعرفه بترددنا على المركز السينمائي. كان الجمعة 14مارس ليلا هو يوم بداية مونتاج «نسيمة» و يوم إعلان حكومة التناوب بقيادة عبد الرحمان اليوسفي. كنا ونحن نشتغل نتابع الأخبار على راديو صغير. كان هناك إحساس خفي أن شيئا ما سيتغير وأن هناك أملا، لم أكن أعرف بالضبط شكله و الكيفية التي سيؤثر بها على المسار الذي نحن في بدايته. كان قد سبق لي أن زرت شركات التوزيع لبرمجة الأفلام للنادي السينمائي، لكن كانت أول مرة بالنسبة للإنتاج و كان المونتاج ب»ميا بروديكسيون» فرصة للإطلاع بشكل مباشر على جو العمل في شركة سينمائية تعمل في الإشهار والإنتاج... بعد مونتاج الصورة، انتقلنا إلى المركز السينمائي بالرباط لاستكمال عمليات مونتاج الصوت و المكساج و تصحيح الألوان، حيث يتم نقل كل الأصوات على شريط صوتي من فئة 35ملم و تركيبه على الفيلم . جئت بالمشهد الوحيد الذي كان قد صور بالصوت و الصورة و بعض أغاني الأجواء، و طلب مني عبد اللطيف أن أمده بأصوات الأجواء، فقلت له أنني لا أتوفر عليها.كان علي أن أعود إلى الأماكن التي صورت بها رفقة مهندس الصوت، الشيء الذي كان في وضعي المادي مستحيلا، لكنني أوجد في نقطة اللاعودة وعلي أن أواصل. فكرت كثيرا ،واستلفت كاميرا هاي 8 من محمد العبداوي و عدت إلى العرائش و قمت بعمل ما طلبه مني المونتير وتسجيل الأصوات بنفس الكاميرا ثم عدت إلى المختبر. تعجب تقني الصوت الذي سيقوم بالتسجيل على شريط صوتي ل35 ملم ،بحثنا عن طريقة ربط الكاميرا بالمسجل الكبير وتمت العملية. توالت العمليات إلى أن أصبح الفيلم جاهزا للعرض ... عندما حططنا الرحال أنا ومحمد العبداوي بالمهرجان الوطني بالدار البيضاء1998، كنا ككائنات فضائية، لم يكن يعرفنا أحد غير بعض أصدقاء الجامعة الوطنية، إذ أنه عادة ما يكون أي مخرج لشريط قصير قد سبق له أن عمل بالسينما كمساعد مثلا أو يكون قادما من الخارج، أما أن يكون من الشمال ،أي من المغرب الذي كان أنداك غير نافع، فذلك كان أمرا خارج التوقع. بعد المهرجان الوطني سافر الفلمان وطنيا ،وفي كل مرة كنت أحمل معي مسودات «بلكون اتلانتيكو» الفيلم القصير الذي سأصوره بعد ثلاث سنوات من الانتظار، كنت خلالها قد شاركت في تكوين بفرنسا و كانت أشياء كثيرة قد تغيرت، رحل الملك الحسن الثاني و تولى العرش محمد السادس وعُزل إدريس البصري، يبدو أن الرؤيا قد تحققت، وأن قوسا كان قد فُتح ليلة 14 مارس. وأنا أعيش اللحظات الأخيرة من تجربة الفيلم الأول و قبل أن ينتهي التصوير، كان لدي حنين إلى هذه التجربة الأولى التي كنت أعرف أنها لن تتكرر لأنني كنت محاطا بالأصدقاء وفي جو عائلي ، كنت أعرف أنه مهما تحققت الإمكانيات و الظروف الأحسن فإن إحساس المرة الأولى لن يتكرر أبدا،ومع توالي الأعمال،أخاف أن يتحول العمل إلى شيء روتيني، إلى حدث عاد، إلى عمل نقوم به فقط كأي عمل، لذا أبحث في كل عمل عن حيل مختلفة لأستطيع المحافظة على الهاوي الذي كنته قبل الاحتراف حرفيا، وأبحث عن أن أصور كما لو كانت المرة الأولى أو الأخيرة.