أكدت الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، يوم الثلاثاء الماضي بمراكش، التزامها من أجل تطوير النجاعة الطاقية بأفريقيا، وذلك بتوقيعها عدد من الاتفاقيات مع وكالات افريقية مهتمة بالتنمية المستدامة، وخاصة في تانزانيا ومالي وجزر القمر. وبهذه المناسبة، أوضح المدير العام للوكالة، سعيد ملين، أن هذه الاتفاقيات، الموقعة على هامش مشاركة الوكالة في الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب22)، تندرج في إطار الجهود الرامية لتشجيع التعاون جنوب-جنوب من أجل مساعدة البلدان على تقليص فاتوراتها الطاقية، مضيفا أن مثل هذا العمل يجب أن يتم عبر الشراكة عام/خاص و الشركاء الأفارقة. وأبرز ملين أن « الحاجات البيئية في مجال الإنتاج كبيرة جدا في إفريقيا والطاقة مكلفة كثيرا، وعلى القطاع الخاص في الجنوب أن يكون له دور»، مشيرا إلى التكامل في نقل التكنولوجيا شمال-جنوب وجنوب-جنوب. وبعد أن أعرب عن قناعته بكون «النجاعة الطاقية ليست ترفا بل هي ضرورية لمحاربة آثار التغيرات المناخية»، شدد ملين على أن أهميتها تعزى لدوافع اقتصادية وبيئية على حد سواء. وفي هذا السياق، أشار إلى أن الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية أرادت أن تستغل مشاركتها في كوب22، من خلال جناح في المنطقة الخضراء مخصص للابتكار، من أجل إطلاق حملة تحسيسية بهدف دعم النجاعة الطاقية على الصعيد الوطني والدولي. وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد ممثلو الوكالات الموقعة على الاتفاقيات بالمقاربة المغربية في تشجيع التعاون جنوب-جنوب، مبرزين أهمية الاتفاقات الموقعة بالأحرف الأولى من أجل تطوير كفاءات وقدرات بلدانهم في مجال النجاعة الطاقية. ونوهت زينا تراور، مديرة المركز الدولي للتكوين في مجال الطاقة والتنمية المستدامة في مالي، بالاتفاق الموقع بين مؤسستها والوكالة المغربية والذي يهم تبادل الكفاءات في مجال النجاعة الطاقية. وقالت إن هذا «سيساعدنا كثيرا ويدعم جهودنا لصالح التنمية»، معربة عن قناعتها بأن إفريقيا قادرة على كسب الرهان الطاقي إذا توفرت لها الكفاءات والوسائل الضرورية. وترى تراور أن تفرد التجربة المغربية لا يحتاج إلى دليل، كما يشهد على ذلك تنظيم مؤتمر المناخ كوب22 بمراكش. من جانبه، أكد القنصل العام لتانزانيا-جزر القمر بالرباط، فؤاد مصطفي نجيب، أن جزر القمر تراهن على الاتفاق الموقع مع الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية من أجل الاستفادة من التجربة المغربية بهدف تطوير الكفاءات والخبرة في مجال الطاقة بهذا البلد التي تعوزه الإمكانات. أما المدير المساعد المكلف بالبيئة في ديوان نائب الرئيس التانزاني، ريشلر ريشار مويونغي، فاعتبر أن الاتفاقية الموقعة بين الوكالة التانزانية ونظيرتها المغربية تمثل فرصة للاستفادة من التجربة المغربية، وخاصة في مجال تمويل الطاقة المتجددة. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الزيارة الملكية مؤخرا إلى تانزانيا شكلت فرصة لإبراز الأهمية التي يوليها المغرب لمحاربة انعكاسات التغيرات المناخية وتأكيد التزامه بتقوية التعاون جنوب-جنوب من أجل التنمية المستدامة في إفريقيا. وإلى جانب الوكالات الإفريقية، وقعت الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية اتفاقيات أخرى مع شركاء وطنيين، وعلى الخصوص جامعة القاضي عياض بمراكش وجمعية أساتذة علوم الحياة والأرض تهم تكوين الكفاءات في مجال النجاعة الطاقية.