حقق برنامج مدونة النجاعة الطاقية في البنايات، المتعلق بتحسين النجاعة الطاقية للمباني السكنية والإقامات الثانوية، نتائج مرضية ومشجعة بإنجاز أزيد من 90 في المائة من المهام المتوقعة. وقال المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، سعيد ملين، خلال لقاء صحفي عقدته الوكالة عقب حفل الانتهاء من تطبيق هذا البرنامج، إن المغرب أضحى، في ختام هذا البرنامج، نموذجا بالنسبة لقارة إفريقيا في مجال التعاون في ميدان الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وهما محوران يكتسيان أهمية كبيرة للاقتصاد الوطني. ويأتي الانتهاء من تطبيق هذا البرنامج، الذي تمت صياغته بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية، "ليبرهن على نموذجية هذا التعاون، المدعو إلى الاستمرارية". وأشار ملين، في هذا السياق، إلى أنه تم التوقيع على اتفاقيتين بهدف مواكبة كافة الفاعلين في قطاع البناء، من أجل العمل على إدماج الاعتبارات الطاقية المتعلقة بهذا القطاع، داخل قطاعات رئيسية للسياسة التنموية للمغرب، ممثلة في السكن والصحة والفندقة والتربية الوطنية. وفي كلمة بالمناسبة ذاتها، أعلن مدير وكالة البيئة والتحكم في الطاقة الفرنسية، الذي أشاد بأهمية برنامج مدونة النجاعة الطاقية في البنايات، الذي يتضمن جانبا شموليا بفعل بعده المناخي والسوسيو-الاقتصادي على حد سواء، من خلال إشراك العديد من الفاعلين في قطاع البناء، أن الانتقال الطاقي يتطلب الابتكار وخلق الثروة، ويبقى رافعة حقيقية للخروج من الأزمة بالنسبة لعدد كبير من البلدان. وأعرب، في هذا السياق، عن ارتياحه إزاء التوقيع على الاتفاقية مع الوكالة المغربية، والتي يمكن، من خلال ارتكازها على مقاربة لامركزية بشكل كبير، أن تشكل "نموذجا لبلدان أخرى بالمنطقة". من جانبها، أشادت الزوهرة التايك، مديرة الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بوزارة الطاقة والماء والبيئة، بوضع التقنين الحراري للبناء، الذي نجح في إشراك العديد من الشركاء. وقالت "إن المغرب يعرف قفزة حقيقية إلى الأمام بإنجاز برامج من هذا القبيل، والتي تدمج اعتبارات التنمية المستدامة المرتكزة على الحكامة الجيدة وحماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية". وتهم النتائج المحققة، في ختام تطبيق برنامج مدونة النجاعة الطاقية في البنايات، بالخصوص، تعزيز واستدامة الإطارين المؤسساتي والقانوني لقطاع النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة في البنايات، وتحسين استهلاك الطاقة في القطاعات المستهدفة، بفضل تطبيق تقنين حراري مغربي، فضلا عن إنجاز برمجية "بنايات" التي تعد الأولى من نوعها لتشخيص الأداء الطاقي ومراقبة مدى التلاؤم مع التقنين الحراري في البنايات بالمغرب. كما تم إعداد وملاءمة التقنين الحراري للبناء، عبر مسلسل يرتكز على مشاورات واسعة مع جميع الفاعلين في قطاع البناء، والذي يهدف إلى عقلنة استهلاك الطاقة في البنايات، من خلال تحديد المتطلبات الحرارية والأداء الطاقي التي يتعين احترامها في المباني السكنية والإقامات الثانوية التي ينبغي بناؤها أو تعديلها. وتوجد أيضا ترسانة من الأدلة التقنية قابلة للتحميل من الموقع الإلكتروني للوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، موجهة للمهنيين، بحيث تمكن من المعادلة بين خدماتهم وتدخلاتهم ومتطلبات التقنين الجديد.