الانطباع الأولي المستشف من القراءة السريعة لخريطة الترتيب، يؤكد أن نتائج الأندية لا تعرف الاستقرار مع بعض الاستثناء طبعا. وعليه، فإن المعالم الأولى لم تتضح صورتها بالشكل الذي يوحي بالتنبؤات في مصير هذه الفرق. وما يمكن استخلاصه إلى حدود الجولة الثامنة هو إقدام نصف الأندية المشاركة في الدوري الاحترافي على تغيير مدربيها إما بداعي الإقالة، أو باختيار الاستقالة، كما حدث مع مدرب شباب الحسيمة الفرنسي دومينيك بيجوتا، الذي فاجأ مسؤولي الفريق باستقالته من مهامه، مباشرة بعد الفوز على أطلس خنيفرة بهدف لصفر. وعزا بيجوتا سبب الانفصال، حسب تصريح له، إلى صعوبة المهمة التي تعاقد من أجلها، وترك هذا المدرب شباب الريف الحسيمي في وسط الترتيب، برصيد تسع نقط، جناها من ثلاثة انتصارات وأربع هزائم مع مباراة ناقصة. ورغم استبدال الجيش سلاحهم التقني، فإن النتائج لم تتغير، حيث حصد العساكر الهزيمة الثالثة على التوالي، وكانت من توقيع نهضة بركان، وبعقر الدار، ليتجمد رصيدهم في سبع نقط. وحاول العساكر الاستنجاد بالمدرب العامري لانتشال الفريق من قوقعة التعثرات، لكن حصيلة هذا الأخير جاءت مخيبة للآمال بحصده للأصفار ، حيث انهزم في مبارتين، وصرح بأن سبع حصص تدريبية غير كافية لتشرب اللاعبين أساليبه التكتيكية، ووعد بأن العساكر سيجتازون هذه المرحلة، وسيعودون إلى سكة الانتصارات. فريق نهضة بركان، وعلى لسان مدربه، أكد عقب فوزه على الجيش، بأنه وجد التوليفة الملائمة، وأنه ماض نحو تحقيق الأهداف المسطرة، والمتمثلة في تحسين طريقة اللعب، وتكوين فريق قادر على مقارعة الأقوياء، وهذا الفوز الثاني تواليا دفع الفريق البركاني إلى الصف السادس برصيد اثنتي عشرة نقطة. الانتصار الثاني على التوالي لشباب قصبة تادلة على حساب لوصيكا، مكن الفريق من تسلق المراتب، ورفع رصيده إلى عشر نقط، وهذه الوضعية أشاد بها المدرب هشام الإدريسي، الذي هنأ اللاعبين على حضورهم الرجولي طيلة أطوار المباراة، فيما عبر مدرب أولمبيك خريبكة عن أسفه الشديد، وهو يحصد الخسارة السادسة هذا الموسم مقابل انتصارين، ليتجمد الرصيد في ست نقط، وهو وضع يستدعي البحث المبكر عن الوصفات الناجعة لتجاوزه. متصدر الترتيب، الوداد البيضاوي، يواصل مسلسل الانتصارات، حيث حصد الفوز السابع له هذا الموسم، ليستمر في مركز الريادة برصيد تسع عشرة نقطة. وجاء الفوز خارج القواعد على حساب النادي القنيطري، صاحب الصف الأخير، برصيد لا يتعدى أربع نقط. ومع ذلك، فالمدرب جون واليم أكد على أن الكاك خلق مجموعة من فرص التهديف، وكان قريبا من التسجيل، مشددا على أن عددا من لاعبي النادي القنيطري يفتقدون لعنصر الثقة، واعترف بصعوبة المواجهة. وهو نفس الاعتراف الذي أدلى به مدرب الوداد خلال الندوة الصحفية. ونوه سيبستيان ديسابر بعطاءات اللاعب إسماعيل الحداد، معتبرا إياه العنصر الذي قاد الفريق نحو الفوز، وأنه يمتلك مواصفات اللاعب المحترف. وخلافا لما كان متوقعا، فالمباراة التي جمعت اتحاد طنجة والفتح لم ترق إلى الحد الأدنى من الانتظارات، وعزا البعض المستوى الباهت، الذي ظهر به الفريقان، إلى غياب الجمهور وانعدام الدفء بالمدرجات، هذه المباراة انتهت بالتعادل، وهي نتيجة منصفة، لكنها لا تخدم مصالح الفريق الطنجي، المتواجد ضمن طابور المقدمة، كما لا تفيد فريق الفتح، الذي انطلق متواضعا هذا الموسم.