لم تتوقف فعاليات نشيطة بمناطق إيديكل بتقاجوين، إقليم ميدلت، عن قرع أجراسها حيال ما يتعرض له المجال الغابوي من تدمير واستنزاف ممنهجين، وبأشكال كارثية، على يد عصابات ومافيات متخصصة، وذلك بعدة مناطق من غابات المنطقة، ومن بينها مثلا «امالو نتوجوط» و»بوتسمومت» و»ادمر نوبوهو» وغيرها، حيث تجري هذه الأعمال في واضحة النهار، وبكل الوسائل، بما فيها استعمال الآلات الميكانيكية العصرية (موطور)، أمام مرأى من الجهات المسؤولة والسلطات المحلية ولا من يتدخل للحد من النزيف الذي يتهدد الطبيعة بأكبر الاضرار. وصلة بالموضوع، لم يفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» من المنطقة ،الإفادة بأنه كلما ارتفعت وتيرة احتجاجات السكان اتسعت دائرة النهب والاجتثاث بمعدل إسقاط 10 أشجار أرز يوميا، ما يحمل الجميع على تحميل كامل المسؤولية لمندوبية المياه والغابات وإدارتها الإقليمية، والسلطات المحلية، على خلفية تقصيرها إزاء ما تتعرض له الثروة الغابوية بالمنطقة من دمار مكشوف، ومن تهريب مفضوح للأخشاب باستخدام وسائل النقل والدواب باتجاه مناطق مختلفة على مستوى الإقليم وخارجه، في حين ركزت مصادرنا بالتالي على ظاهرة انتشار آلات النجارة بالمنطقة، أربع منها فقط بدوار تيقاجوين، وفي هذه الملاحظة وحدها ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام. وسبق لعدد من نشطاء المجتمع المدني رفع شكايات في الموضوع إلى جهات مختلفة بمركز القرار، والمندوب السامي للمياه والغابات ورئيس الحكومة ووزير الداخلية، وهم يستعرضون فيها ما تتعرض له غابات المنطقة من إبادة على يد عصابات القطع والتهريب، مع الكشف عن بعض الأماكن التي طالها الدمار، مثل بوربعا، بوتسمومت، ادمر نبوهو، بويغلوان، اسناين، تغروت البلاون، ومناطق أخرى من غابة تونفيت وسيدي يحيى يوسف. ومن جهة أخرى، أشارت مصادر من تقاجوين إلى «حركة احتجاجية» قام بها عدد من المواطنين بدوار انفكو في اتجاه عمالة ميدلت احتجاجا على تقني إدارة المياه والغابات بمنطقة ترغيست، وحسب رأي فاعل جمعوي من تقاجوين فإن هذه الحركة كانت بإيعاز من عناصر معينة لكون التقني المعني بالأمر يقف في وجه عصابات قطع الأشجار، وذلك في انتظار استكمال الرؤية والتحليل. وقد سبق ل «الاتحاد الاشتراكي» أن نقلت مطالب المجتمع المدني بالمنطقة في تشديدها على ضرورة إيفاد لجن مستقلة ونزيهة وحاسمة للتحقيق والتحري، حتى يتم الوقوف ميدانيا على ما يجري من كوارث ومظاهر التدمير والحرائق المفتعلة، مع معاقبة المتورطين والمتواطئين مع مافيا الغابات.