بقلق وسخط كبيرين، كشفت فعاليات نشيطة بمناطق تيقاجوين، إقليم ميدلت، ل «الاتحاد الاشتراكي»، عما يتعرض له المجال الغابوي من نهب وتخريب ممنهج على يد عصابات قطع الأشجار بعدة مناطق من غابات الإقليم، ومن بينها أساسا غابة ايديكل بتيقاجوين، حيث كان السكان قد استبشروا خيرا عند تعيين مهندس جديد بالمنطقة، غير أن أملهم ما فتئ أن خاب بجلاء، إذ ازداد الوضع الكارثي بشاعة من خلال استغلال المخربين انعدام أي تقني مسؤول بالمركز الغابوي لايديكل بتقاجوين على خلفية رفض التقنيين الالتحاق بهذا المركز بحجة ما يعرفه العمل به من مخاطر حسب زعمهم. وفي هذا الصدد، لم يفت عدد من مكونات المجتمع المدني، وسكان المنطقة، قرع نواقيس التنبيه من جديد، مع مطالبة الجهات المعنية، خاصة منها المديرية الإقليمية للمياه والغابات بميدلت والمديرية الجهوية، بتحمل مسؤولياتها في حماية الإرث الغابوي، والحد من النزيف الذي يتهدد هذا الإرث بالفناء. وعلاقة بالموضوع، لم يفت ذات المكونات الجمعوية رفع شكايات إلى السلطات المسؤولة ضمنها المندوب السامي للمياه والغابات ورئيس الحكومة ووزير الداخلية، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها، وهم يستعرضون فيها ما تتعرض له غابات المنطقة من إبادة على يد عصابات القطع والتهريب، أمام مرأى ومسمع الموكول لهم السهر على حماية هذه الغابات، مع الكشف عن بعض الأماكن التي طالها الدمار، مثل بوربعا، بوتسمومت، ادمر نبوهو، بويغلوان، اسناين، تغروت البلاون، ومناطق أخرى من غابة تونفيت وسيدي يحيى يوسف. وأمام ذلك، شدد أصحاب المراسلة على ضرورة إيفاد لجن مستقلة ونزيهة وحاسمة للتحقيق والتحري، حتى يتم الوقوف ميدانيا على ما يجري من كوارث، ومن مظاهر التدمير والحرائق المفتعلة، ومعاقبة المتورطين والمتواطئين مع مافيا الغابات ممن «يتفنون» في أعمال تهريب الخشب على متن الشاحنات والدواب.