«التبوريدة» وحدها يمكن أن تلخص أداء فريق الوداد الرياضي، وهو يحل ضيفا على الجيش الملكي في «الكلاسيكو»، الذي جمعهما خلال الدورة السادسة من البطولة الاحترافية، بملعب الفتح بيلفدير بالراط، عصر أول أمس الأحد. فقد دك الوداد شباك الفريق العسكري بخماسية نظيفة، وبذلك يكون قد ألحق به أكبر هزيمة، وأكد انتصاراته السابقة في مباريات الذهاب والإياب. تسجيل فريق الوداد لأهدافه كان في الدقائق (31، 40، 80، 85 و87 )وكانوا من توقيع كل من بنشرقي، رابح، صلاح الدين السعيدي، جيبور وفابريس أونداما. خمسة أهداف تؤكد بأن هجوم الوداد قوي، وقادر على اختراق دفاعات الفرق بلعب سريع، خاصة وأن الأهداف تكون كل مرة من توقيع لاعبين جدد، وأن التسجيل لا يقتصر على المهاجمين فقط، كما أن تسجيله ل 18 هدفا منذ قدوم المدرب سيباستيان ديسابر، يؤكد على أن هذا المدرب ينهج لعبا مفتوحا، سواء داخل الميدان أو خارجه، مع العلم بأنه يلعب دائما خارج الديار. المدرب ديسابر أكد من خلال اختياراته بأنه قادر وبحرفية كبيرة على تدوير لاعبيه بشكل جيد، و»بكوتشينغ» يعطي دائما الإضافة، مما يؤكد بأنه يتوفر على دكة احتياط قادرة على الانضباط التكتيكي بطريقة جيدة، كما أنه عندما لا يستدعي لاعبين فإنه لاستثني أحدا ولو كان شيكاتارا أو الهجهوج أو الحداد،أو الأصباحي أو خضروف، لأن رسالته من خلال كل هذا هي أنه ليس في الوداد من يمتلك الرسيمة الدائمة، وأن الفعالية هي الوحيدة القادرة على لفت انتباه هذا المدرب. فمن خلال نظرة سريعة على التركيبة البشرية التي خاض بها مبارتيه ضد شباب خنيفرة والجيش الملكي يتضح بأن المدرب ديسابر لا يخشى التغيير مادام قادرا على إدارة من اختارهم بطريقة ذكية وفعالة. فخلال المباراة أمام الجيش الملكي عرف ديسابر كيف يحد من قوة لاعبي الفريق العسكري وجعلهم يظهرون بمظهر الأقزام أمام عمالقة، فلاعبو الوداد تحكموا في الكرة كما شاءوا، وفرضوا إيقاع لعبهم بالسرعة التي يريدون طيلة المباراة، كما عرفوا كيف «يدوخون» المدرب عبد المالك العزيز، الذي لم يكن بإمكانه فك شفرة لعب المدرب ديسابر، الذي قام بالعديد من التغييرات في مواقع اللاعبين، وهو ما جعل لاعبي الفريق العسكري تائهين، عاجزين عن إيقاف المد الودادي الأحمر، وعندما أراد أن يقوي ديسابر الصداع في رأس المدرب العزيز، عمد إلى إشراك كل من أونداما وأوناجم. مقابل ذلك وجد مدرب الجيش الملكي نفسه بدون حلول، وهو ما فرض عليه الاختباء في دكة الاحتياط، مسلما أمره للحكم رضوان جيد، لإنهاء المباراة. لقد وجد المدرب العزيز نفسه عاجزا عن مد لاعبيه بوصفة تقيهم «البهدلة»، وبقي يتفرج في دفاع فريقه المشرع، والسهل الاختراق، لأن كل مدافعيه كانوا تائهين وغير قادرين على التموقع الجيد، خاصة المدافع محسن لعشير، الذي كان حاضرا بجسده فقط، والذي كان يشكل قنطرة سهلة الاستعمال ومنها كان الوصول إلى شباك ياسين الحواصلي، الذي لامه الجمهور كثيرا على أدائه. أما الهجوم ومن شدة ضغط المباراة، فإن لاعبيه كانوا غير قادرين على التركيز،خاصة اللاعب أنور الذي كان يبحث كثيرا عن قدميه من أجل تسديد كرات من داخل مربع العمليات. العجز في صفوف فريق الجيش الملكي قابلته الفعالية في الهجوم الودادي، الذي سجل 5 أهداف وضيع 2 من طرف جبور، وهو ما كان سيجعل الحصة ثقيلة، وحزن الجماهير أكثر، لكن الأهداف الخمسة تبقى خسارة كبيرة، خاصة وأن من مني بها كان في وقت مضى يلقب بالزعيم.