خرجت العشرات من نساء «حي موحى وبوعزى» بخنيفرة من بيوتهن، صباح الثلاثاء 18 أكتوبر 2016، في مسيرة احتجاجية توقفن بها أمام مقر عمالة الإقليم، حيث رفعن مجموعة من الشعارات والهتافات التي لا تقل عن شعار: «المهرجان دَّا مليار أوحْنا عَايشينْ ف الوَاد الحار»، كإشارة منهن لما تعانيه ساكنة الحي من أضرار وفيضانات، ومن روائح كريهة وحشرات مضرة وتهديدات، جراء قناة مكشوفة (شعبة) غير مهيأة بالشكل التقني المطلوب، ولا تتوفر فيها شروط السلامة والحماية، وهي تخترق عدة أحياء شعبية، منها «حي موحى وبوعزى» و»حي بولحية» و»حي الزيتون» ثم السوق المغطاة (المارشي)، مع الإشارة إلى خطورة الوضع في تسرب مياه القناة إلى أساسات المنازل وتهديدها لحياتهم وحياة أطفالهم. وبخصوص هذه «الشعبة» الخطيرة، نقل أحد السكان من نشطاء المجتمع المدني، يوم الاثنين 17 أكتوبر 2016، نبأ وفاة مواطنة ستينية ب «حي بولحية»، متأثرة بما تعرضت له من أضرار جسدية إثر سقوطها من على ما يشبه قنطرة هذه الشعبة بموقع من هذا الحي الواقع قرب السوق الأسبوعي لحي آمالو إغريبن، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الواقعة، بل سبق وأن وقعت مواطنة أخرى بنفس الشعبة، قبل أشهر قليلة، وأصيبت بكسر مزدوج على مستوى الرجل اليمنى، أما بالنسبة للأطفال فحدث ولا حرج، لكون هذه الشعبة، يضيف ذات الناشط الجمعوي (أ. عبدالواحد)، تشكل الملاذ الوحيد لمزاولة بعض الألعاب الرياضية، في ظل انعدام ملاعب للقرب. المسيرة النسائية التي انطلقت بتأطير من «جمعية الأصيل لسكان حي موحى وبوعزى» توقفت أمام عمالة الإقليم، حيث شددت المشاركات فيها على ضرورة لقاء عامل الإقليم دون تمكنهم من ذلك، عكس التوجهات المبنية على الإنصات للسكان، إذ أبلغهن قائد المقاطعة الرابعة بعدم توصله بأية إشارة تسمح لهن بلقاء المسؤول الأول عن الإقليم، وقد عبرن عن استيائهن إزاء تعامل قائد المقاطعة الثالثة معهن بجفاء واستفزاز، على حد ما صرح به لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» رئيس الجمعية المشار إليها، والذي أكد تعرضه لتهديد مبطن من طرف هذا القائد، حسب قوله. المحتجات اللواتي رفعن في مسيرتهن شموعا للتعبير عما يعشنه من إهمال في الحقوق والخدمات، لم يفتهن استعراض مشاكل حيهن المتجلية أساسا في القناة المذكورة وما تحدثه من أضرار، من ذلك تعرض عدة منازل عديدة بالزنقة 15 للغرق في المياه الملوثة والكريهة، بسبب فيضانها وارتباطها بقنوات الصرف الصحي الخاصة بهذه المنازل، كما استعرض رئيس «جمعية الأصيل» معاناة الحي مع شبكة الصرف الصحي المهترئة، ومع قناة رئيسية كان السكان قد وضعوها، بشكل مؤقت وبدائي، في انتظار قيام الجهات المسؤولة ببنائها الذي لم يتحقق رغم النداءات السكانية المتكررة. وصلة بالموضوع، ذكر رئيس الجمعية (ع. بوجمعة)، في تصريحه ل «الاتحاد الاشتراكي»، بمشكل أنبوب رئيسي للماء الشروب يوجد على مستوى الزنقة 8 بحي موحى وبوعزى، بوصفه أضحى مهترئا وباليا وغير صالح، ويتعرض للاختناق بين الفينة والأخرى، ويفيد رئيس الجمعية أن مدير المكتب الإقليمي للماء الصالح للشرب بخنيفرة قد سبق له أن انتقل لعين المكان، رفقة عناصر من السلطة المحلية، وعاين بنفسه وضعية الأنبوب فقدم وعدا بتحديثها إلا أن هذا الوعد ظل خارج حيز الواقع، كما لم يفت رئيس الجمعية الإشارة لحالة أزيد من أربع أزقة تعيش تحت الظلام بسبب انعدام الإنارة العمومية، ما يجعلها فضاء للمنحرفين الذين يقصدون الأمكنة المظلمة. المسيرة النسائية السلمية، التي ظلت لعدة ساعات أمام ساحة عمالة الإقليم دون اهتمام ولا حوار، اختتمت بكلمة لرئيس جمعية الأصيل الذي عبر من خلالها عن تأسفه لعدم فتح عامل الإقليم بابه أمام المحتجات، مذكرا بمضامين الخطاب الملكي الأخير ، ومنها أساسا علاقة المواطن بالإدارة، حيث دعا جلالته إلى تمكين المواطن من قضاء مصالحه في أحسن الظروف والآجال، وتقريب المرافق والخدمات الأساسية منه.