يحمل شعار اليوم العالمي للفتاة (11 أكتوبر) هذه السنة «تقدم الفتيات، تقدم نحو الأهداف .. حركة عالمية لصالح المعطيات حول الفتيات»، دعوة عامة لتعزيز تجميع وتحليل المعطيات الخاصة بالفتيات، بغية الوصول لتقييم شامل لوضعية الفتيات عبر العالم، يساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ل2030. وتحمل هذه الدعوة نداء عاما يحث على تجميع وتحليل المعطيات المتعلقة بالفتيات اللواتي يمثلن 1,1 مليار من سكان العالم، وهن جزء من جيل عالمي واسع لديه قدرات ومهارات إبداع غالبا ما يعيقها التمييز والعنف وعدم تكافؤ الفرص الذي تعاني منه هذه الفئة والنساء الشابات. ويحد الخصاص الواضح في المعطيات المتعلقة بالحاجيات الخاصة للفتيات، إلى جانب غياب التحليل المنهجي والاستعمال المحدود للمعطيات، من القدرة على الارتقاء بوضعيتهن، فوحده تجميع وتحليل المعطيات المتعلقة بالفتيات وتوظيفها في إطلاع أصحاب القرار يمكنه المساعدة على تقدير وفهم الفرص وكذا التحديات التي تواجهها هذه الفئة ومتابعة التقدم المسجل لصالحهن. فتحسين أدوات جمع المعطيات من شأنه التبليغ، بشكل أفضل، عن العنف الممارس ضد الفتيات وضبط عدد الولادات والوفيات في صفوفهن، إلى جانب الحرص على تحيين البيانات لضمان تحقيق البرامج الموضوعة لصالح الفتيات للأهداف المتوخاة منها. وتدعو منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف)، بهذه المناسبة، الدول إلى تعزيز القدرات الوطنية والأنظمة الخاصة بتجميع وتحليل ونشر المعطيات الخاصة بالفتيات لتحسين الإحصائيات الخاصة بالعنف المبني على النوع، وبحمل المراهقات والصحة الإنجابية والتشغيل غير القانوني، وريادة الأعمال، والعمل غير المؤدى عنه، وباقي الأولويات المطروحة بالنسبة للفتيات والنساء الشابات. كما تدعو إلى تصنيف البيانات حسب الفتيان والفتيات، وحسب أبعاد أخرى تتعلق مثلا بالانتماء الإثني والسن ومستوى الدخل والإعاقة والمكان ووضعية الهجرة وغيرها، من أجل تحديد أدق على مستوى الفئة العمرية والمكان للفتيات والمراهقات الأكثر تهميشا وتعرضا للعنف بجميع أنواعه. وتؤكد اليونيسيف، أيضا، على ضرورة استغلال الإحصاءات الكبرى والتكنولوجيا في سد الثغرة القائمة في بيانات النوع في الأماكن التي يصعب فيها قياس المؤشرات الخاصة بوضعية الفتيات نظرا لحساسية المواضيع وضخامة حجم المعطيات المطلوبة، بما في ذلك تحليل آراء الفتيات حول قضايا التنمية في مواقع التواصل الاجتماعي. وحول وضعية الفتيات عبر العالم، تشير أرقام اليونيسيف إلى أن ثلثي عدد الأطفال العالم غير الممدرسين (أزيد من 110 مليون) من الفتيات، فضلا عن كون ثلثي الأميين عبر العالم (875 مليون) من النساء. كما أن الفتيات ما بين 13 و18 سنة هن الفئة الأكثر استغلالا كرقيق أبيض إذ يقدر أن حوالي 500 ألف فتاة أقل من 18 سنة هن ضحايا للاسترقاق سنويا. ولايزال ختان الفتيات يشمل سنويا حوالي 200 مليون فتاة وامرأة عبر العالم، ويضع حياة مليونين منهن في خطر، ولا تزال هذه الممارسة سائدة بقوة في العديد من البلدان خلال السنوات العشر الأخيرة دون تحقيق تقدم يذكر في هذا الجانب، حسب اليونيسيف. ويعتبر صندوق الأممالمتحدة للمرأة بدوره أن زواج الطفلات من المشاكل التي تعيق تقدم الفتيات، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن فتاة واحدة من بين ثلاثة في البلدان النامية (باستثناء الصين) يتزوجن قبل بلوغ سن 18 سنة، وغالبا ما يحرمن من التعليم ويكن أكثر عرضة للعنف الجسدي والجنسي. واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في شهر دجنبر 2011، قرارا يجعل يوم 11 أكتوبر من كل عام يوما دوليا للفتاة، وذلك للاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات الفريدة التي تواجهها هذه الفئة الهشة داخل المجتمع في جميع أنحاء العالم. ويهدف اليوم العالمي للفتاة إلى تركيز الاهتمام على الحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم، خاصة التمييز والعنف، بشكل يومي، وتعزيز تمكين الفتيات وضمان تمتعهن بحقوق الإنسان المكفولة لهن.