هل يحق اليوم لمن أخلف الوعد والموعد، بعد خمس سنوات عجاف، ضامرات، نحيلات هزيلات إلا من الهزل، أن يُطلق الوعود أو يتقدم ببرنامج، هو الذي لم ينفذ من برنامجه طوال ولاية حكومته، ولو نسبة 10 في المئة منه؟ وهل يحق لمن ظل يُطالب الشعب المغربي بالصبر عليه، والتريث حتى نهاية ولايته ليُريهم المنجزات والمعجزات، فجاءت السنوات الأخيرة من ولاية حكومته أبأس وأتعس وأفرغ من قلب أم موسى، ألا يحاسبه هذا الشعب على كل هذه السنوات شبه البيضاء لحكومته شبه الملتحية؟ ثم ما الذي ميز ولاية هذه الحكومة فعلا وحقا؟ الجواب بسيط وسهل ويسير، وهو ما سيظل المغاربة يتذكرونه لسنوات مديدة، من زلات لسان عديدة لرئيس الحكومة، وهفوات في البرتوكول، وقفشاته التي لا تنسى، مما جعل من حكومته، حكومة جعجعات وما من طحين ولا طجين ولا تين ولا زيتون ولا سردين!! لقد حطمت حكومة الأستاذ بنكيران كل الأرقام القياسية في بذر اللغو ذات اليمين وذات الشمال وحتى تحت الحزام، وكيف لا؟ وبنكيران أستاذ فعلا وقولا، في قول الشيء ونقيضه، وقول الشيء وفعل نقيضه، وفعل الشيء ونقضه بالكلام، حتى لكأن استراتيجيته الكبرى طوال ولايته، هي إلهاء العوام بِسُفْسفِ الكلام! هكذا، وما أن وضع رجليه في رئاسة الحكومة أو كاد، حتى شغل الناس بحكايته مع ربطة العنق بالقراءات السبع، مع أنه صار من أهل الربط، أو الحل والعقد كما يقول الفقهاء. .. ثم تعلم رئيس الحكومة الموقرة كيف يعقد ربطة عنقه، لكنه أبدا لم يتعلم كيف يربط لسانه، حتى سمعناه تحت قبة البرلمان، وهو يقول ما يقوله من لغة تحت الحزام لنائبة برلمانية محترمة، لتتوالى الزلات والهفوات والقفشات، وكأننا أمام سكيتشات لا تبغي سوى الإضحاك، والإضحاك المجاني تحديدا!. وهكذا سيظل المغاربة يتذكرون بنكيران كتلميذ مشاغب في مدرسة الحكومة، وفي مدرسة البرلمان وفي مدرسة الشوارع وفي مدرسة الإعلام. لقد طار الكثير من الرذاذ والبصاق مع الكلام النابي والبذيء، والسوقي في أحايين كثيرة، تحت أشداق رئيس هذه الحكومة، وهو أمر لا يُنسى، لأنه خلخل أعراف وهيبة ووقار الحكومة ورئيسها، الذي يسعى بكل ما أوتي من سلاطة اللسان، إلى البحث عن الشعبية عبر سفاسف الشعبوية. لذلك قال الرجل وقال وأسهل و أسهب وأطنب، ولم يفعل شيئا، لأن العفاريت والتماسيح منعته من الفعل... لكن يبدو أنها سمحت له كثيرا وجزيلا وطويلا بالقول وبالقول، فقال وأعاد وأضاف.. وقال، وهو يعلم أنه «كَبُرَ مَقْتًا عند الله أن يقولوا ما لا يفعلون».