تعرض، يوم الأربعاء 28 شتنبر 2016، في الساعة 12 و15 دقيقة، نجل الأستاذ خالد بروايل (14 سنة)، الثاني في لائحة الاتحاد الاشتراكي، وهو في طريق عودته من المدرسة، للضرب والركل والرفس من قبل شابين ينتميان لقرية انزالة بني عمار بضواحي مولاي إدريس زرهون. لم يرد الأستاذ خالد بروايل، وهو مدير ثانوية بنفس الجماعة وكان مستشارا جماعيا بها، أن يعطي للأمر حجما كبيرا وفكر فقط في الاتصال بوالد أحد المعتديين لتطويق المشكل. لكن في اليوم الموالي (الخميس 29 شتنبر) تعرض ابنه لاعتداء ثان شنيع وهو في طريقه إلى المدرسة من قبل المعتديين السابقين بالإضافة إلى 3 أشخاص آخرين؛ مما استدعى نقل الطفل إلى المستشفى. وقد سلمت له شهادة طبية تحدد مدة العجز في 21 يوما. ويوم الجمعة 30 شتنبر، تقدم والد الطفل المعتدى عليه إلى مركز الدرك بنزالة بني عمار لتقديم شكاية حول الموضوع. لكن قائد المركز رفض الاستماع إلى الشكاية ووجه المشتكي إلى مركز الدرك ببرج مولاي عمر بمكناس بحجة أن القضية يشتم منها العلاقة بالانتخابات. ولما توجه الأب إلى المركز المذكور، لم ير المسؤول عنه بأن للمسألة ارتباط بالانتخابات، بل اعتبره اعتداء عاديا ويجب تقديم الشكاية في مكان وقوعه أو التوجه مباشرة إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمكناس. وذلك ما قام به الأب، حيث توجه إلى المحكمة الابتدائية. وقد استمع وكيل الملك إلى شكايته، ووجه تعليماته لقائد الدرك بنزالة بني عمار للقيام بالمطلوب. لكن قائد الدرك بنزالة بني عمار أصر على عدم الاستماع إلى الشكاية واتصل بوكيل الملك بمكناس ليوضح له بأن للاعتداء علاقة بالانتخابات. وقد تم توجيه المشتكي، مرة أخرى، إلى مركز الدرك ببرج مولاي عمر بمكناس. ومن المنتظر أن يتم الاستماع للمشتكي يوم الاثنين 3 أكتوبر 2016 في الساعة التاسعة صباحا. ويبقى أن نتساءل: ما ذنب هذا الطفل حتى يتعرض لمثل هذا الاعتداء الشنيع، وفي هذا الظرف بالذات، وخلال يومين متتالين؟ فهل هو اعتداء من أجل إلهاء أبيه، المرشح في لائحة الاتحاد الاشتراكي، حتى لا يجد الوقت للاتصال بالسكان خلال فترة الحملة الانتخابية؟ أم هو تخويف وتهديد للأب من أجل ثنيه عن القيام بواجبه وممارسة حقه في الاتصال بالسكان؟ أليس في هذا ما يؤكد صحة ما ذهب إليه قائد الدرك بنزالة بني عمار حين رفض استقبال (أو قبول) الشكاية، باعتبار أن الاعتداء له علاقة بالانتخابات؟ ألا يتطلب هذا من الجهات المسؤولة أن تحدد من هي الجهة أو الجهات التي تقف وراء هذا الاعتداء الشنيع؟ وفي انتظار ذلك، ننبه المسؤولين إلى خطورة مثل هذه السلوكات التي تتكرر في جبال زرهون بمناسبة الانتخابات.