يحتضن رواق الباب الكبير (الوداية - الرباط)، خلال الفترة ما بين 4 و 24 أكتوبر 2016، معرضا تشكيليا لآخر إبداعات الفنان الواعد رشيد باخوز تحت عنوان « شطحات الحرف «. و يأتي هذا المعرض بعد المشاركة الموفقة لهذا الفنان الشاب في الصالون الدولي للخريف بباريس؛ المشاركة التي كتب بخصوصها نُويل كوري، الناقد الفني ورئيس الصالون: « نتتبع منذ سنوات وباهتمام كبير التطور المدهش لتشكيلي شاب، يتمتع بموهبة خارقة، رشيد باخوز. إنه واحد من الممثلين المؤكدين للتجريدية الغنائية في المغرب، تتطور لغته التشكيلية تدريجيا باتجاه تعبيرية تحكمها المراقبة في الوقت نفسه، كما تعبر عن نفسها خلال هذا المعرض. تُحرك رشيد باخوز حمى إبداعية خاصة، ما جعله يوسع نطاق نشاطه الإبداعي الراقي، مغذيا باستمرار منجزا لا يكف على إدهاشنا. إنه مبعوث حقيقي لفنه وللتشكيل المغربي المعاصر بالتالي. لرشيد مساهمات في العديد من التظاهرات الفنية العالمية، آخرها الصالون الدولي للخريف الذي كان هذا الفنان واحدا من وجوهه البارزة. تتسم أعمال رشيد باخوز بنفس ملحمي، باندفاع حاذق، وهو يُوظف عربساته القريبة من الكاليغرافيا، معددا التوترات الدينامية، ممارسا لعبة تجمع بين التلوينات والتباينات الحدسية والعالمة في ذات الوقت، سعيا منه إلى امتلاك قاموس كوني ولوجه متاح للجميع. و نُقر أن ذلك تحقق له بيسر محير. إن الأعمال التشكيلية لرشيد باخوز مُركز صباغي للإنسانية وللحساسية. إنها تُشعل لنا الأنوار في عمق الليل؛ إنها مشرقة بالآمال. عندها، و أمام أعيننا التي تتملكها الدهشة، تحدث معجزة: معجزة تناغم يتعذر وصفه، معجزة تجمع في نفس تشكيلي واحد الذروة الغنائية النبرات والخطوط دون إغفال توازن الأشكال. إن رشيد باخوز يقترح على نظرنا المفتون منجزا إبداعيا لا يقارن. مما لا شك فيه أن حدثا فنيا سيطر: فنان شاب سيذهب بعيدا !» أما الناقد الفنان بنيونس عميروش، فيلاحظ ( في مقال تحت عنوان « الحرف كرقص ضوئي «) أن الحرف يتخذ هيئته الاختزالية عند رشيد باخوز، ويقول بهذا الخصوص: « في لوحات هذا الأخير الذي دشن حضوره ابتداء من العشرية الأولى من الألفية الجديدة، تتخذ المعالجة الضوئية قطب الرحى في المعالجة التشكيلية ذات المنحى التجريدي الصرف. هناك باستمرار، تراكبية لونية شفيفة، تتغيى التغطية بقدر ما تفعل في الكشف، مما يجعل الحرف برزخ مستدام، يكتمل لكي ينقص، يبرز لكي يختفي، ينكتب لكي ينمحي، يشتعل لكي ينطفئ...». بينما يرى الباحث في الجماليات، محمد الشيكر: «إن الحروف عند رشيد باخوز لاتتمفصل لتدل على معنى قبلي، ولا ترصف لتسمي الموضوعات والأشياء، إنها لا تطالعنا ككيونانات غرافيكية هلامية، وتهويمات خلاسية، كتل وأشكال بصرية إلا عبر لعبة التلوين وعبر الإيماءة الصباغية ذاتها، مما يجعلها في نهاية المطاف، مكونا محايثا للاستراتيجية الكروماتية والإيقونة العامة التي ينهض عليها منجز باخوز البصري...».