ينكب عدد من المهنيين في مجال الهندسة المشاركين في اللقاء الدولي للفيدرالية الدولية للمهندسين - الاستشاريين (فيديك) حول الهندسة في مواجهة تحديات التغيرات المناخية الذي انطلقت أشغاله يوم الاثنين بمراكش، على بحث الآثار الاقتصادية والمالية للتغيرات المناخية على البيئة. ويهدف هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين، إلى النهوض بمعايير مهنية وأخلاقية ذات مستوى عال تؤطر المهنة، فضلا عن الرفع من مستوى تبادل المعلومات ووجهات النظر بين الجمعيات الأعضاء في الفيدرالية الدولية للمهندسين الاستشاريين وأصاحب القرار والمانحين، وكذا دعم إقلاع قطاع الهندسة في البلدان السائرة في طريق النمو. وقال رئيس الفيدرالية المغربية للاستشارة والهندسة والعضو التنفيذي في (فيديك)، منصف زياني، إن هذا اللقاء المهم يشكل مناسبة لإبراز التطورات المنجزة في قطاع البنيات التحتية ومناقشة فرص الأعمال والتعاون في قطاع الهندسة مع الشركاء الأفارقة. وأوضح أنه، في أفق احتضان المغرب لقمة المناخ «كوب 22»، قررت الفيدرالية الدولية للمهندسين - الاستشاريين تخصيص حيز كبير من أشغال هذا اللقاء الدولي لمناقشة التغيرات المناخية والتي يتعين مكافحتها في مجال الصناعة من أجل البرهنة على أن المهندسين الاستشاريين بإمكانهم أيضا تقديم حلول عملية عبر مشاريع للتخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف المناخي. وأشار إلى أن اللقاء الدولي للفيدرالية الدولية للمهندسين الاستشاريين حاز على (علامة كوب 22) التي تمنحها لجنة الإشراف على (كوب22)، مسجلا أن النتائج التي سيخلص إليها هذا اللقاء سيتم عرضها على أنظار المشاركين في (كوب22). من جهته، أبرز رئيس الفيدرالية الدولية للمهندسين الاستشاريين، جاي وان لي، أن الهدف المتوخى من هذا اللقاء يتجلى في تعزيز هذه الهيئة الدولية ومستوى التشبيك بين المقاولات حتى تستطيع المساهمة على نحو فعال في إشكالية التغيرات المناخية وبلورة رؤية جديدة للفيدرالية ولصناعة الهندسة. وشدد على ضرورة مواجهة العديد من التحديات التي تواجه الإنسانية، من خلال انخراط المهندسين في الاضطلاع بدور أساسي وفعال للتقليص من آثار التغيرات المناخية. وقال، في هذا السياق، «اليوم لا يقدر ملايير الأشخاص من الولوج إلى البنيات التحتية الأساسية وخاصة الصحة والنقل والماء الصالح للشرب»، مضيفا أن أزيد من 300 كارثة طبيعية حدثت عبر العالم سنة 2015 أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص. من جانبه، أبرز الكاتب العام للتجهيز والنقل واللوجستيك بالنيابة، خالد الشرقاوي، أن هذا اللقاء يهدف إلى إبراز مجمل التطورات المحققة في مجال الهندسة – الاستشارة، ويشكل مناسبة لتقديم تجربة المغرب ومؤهلاته في مجال تقديم دراسات استشارية في الهندسة ودراسات تقنية. كما يعد هذا اللقاء، يضيف المتحدث، فرصة لإبراز المساعدة التي يمكن أن يقدمها المغرب للبلدان الإفريقية في مجال التكوين وتقاسم المعرفة. بدوره، قدم رئيس مجموعة الجمعيات الإفريقية العضو في الفيدرالية الدولية للمهندسين الاستشاريين، جيورج سيتالي، تقريرا حول مستوى البنيات التحتية بإفريقيا، أكد من خلاله أن القارة تعاني من عجز مهم في هذا المجال لأنها في حاجة إلى تحسين مستوى الكهربة والنقل والولوج إلى الماء الصالح للشرب والتطهير السائل. وأمام هذا المعطى، شدد المتحدث على ضرورة اعتماد سياسات تتسم بالحذر وكذا حلول تقنية ملائمة وناجعة ومستدامة من أجل التقليص من الهوة التي تعرفها القارة في هذا المجال. ويشارك في هذا اللقاء الدولي العديد من مسيري شركات الهندسة ومستثمرين عموميين وخواص ومقاولين ومانحين وممثلي حكومات ومهندسين معماريين وممثلي منظمات نشيطة في مجالات ذات صلة بقطاع الهندسة. يشار إلى أن الفيدرالية الدولية للمهندسين – الاستشاريين، التي تأسست سنة 1913، تمثل قطاع الاستشارة والهندسة على المستوى الدولي، وتتوخى بالأساس بلورة استراتيجية شمولية لتنمية القطاع باسم الجمعيات الوطنية ال100 الأعضاء في الفيدرالية.