عاش المئات من أبناء الجالية المغربية المقيمة في كل من اسبانيا، فرنسا وإيطاليا ليلة الثلاثاء الأربعاء جحيما حقيقيا على سواحل مدينة قرطاجنة (200 كلم شمال ألميريا الإسبانية)على إثر العطل الذي تعرضت له الباخرة «ساردينيا» التي يبلغ طولها 161 مترا والحاملة للعلم الإيطالي، و التي كان من المفترض أن تقلهم من ميناء طنجة المتوسط إلى برشلونة الاسبانية ثم إلى جنوة الايطالية مرفأها النهائي. وأفادت قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء أن جلالة الملك محمد السادس أصدر تعليماته إلى مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون، من أجل مساعدة مسافري الباخرة من المفترض أن رحلاتها الصيفية الرابطة بين ميناء طنجة المتوسط وبرشلونة الاسبانية ثم جنوة الايطالية هي الأخيرة قبل دخولها ميناء نابولي من أجل تفكيكها الذين تم نقلهم إلى مدينة قرطاجنة الإسبانية. وكشفت تقارير إخبارية إسبانية أن حوالي 800 مغربي من النساء والرجال من مختلف الأعمار رفقة أطفال صغار قضوا ليلة بيضاء على متن الباخرة «ساردينيا»، التي رست برصيف «سانتا لوسيا» بميناء قرطاجنة بعد أن تم قطرها من على بعد 20 ميلا من المياه المقابلة لمدينة قرطاجنة إلى ذات الميناء بواسطة قاطرتين وفقا للنظام العالمي للاستغاثة والسلامة في عرض البحر. ونقلت وكالة الأنباء الاسبانية «ايفي» أن ركاب الباخرة «ساردينيا» من أبناء الجالية المغربية المقيمة في دول أوروبية، الذين عاشوا حالة من التوتر والقلق طيلة ليلة الثلاثاء الأربعاء جراء الحادث الذي عكر صفو عودتهم إلى بلدان إقامتهم بعد قضاء العطلة الصيفية في بلدهم الأم المغرب، حملوا لافتات للإنقاذ ورفضوا النزول من هذه الباخرة التابعة لشركة النقل «غراندي نافي فيلوتشي» التي بدأت الإبحار سنة 1989، إلا بعد الحصول من طاقمها على تطمينات تمكنهم من الحصول على تعويض عن الضرر و مصاريف السفر عبر الطريق السيار بالإضافة إلى مقابل تذكرة السفر على متن الرحلة. وكشفت ذات المصادر أن هذا الوضع، الذي تابعته عن قرب سلطات الميناء و الحرس المدني والجمارك الاسبانيان الذين حولوا رصيف الميناء إلى نقطة حدودية للتأكد من هوية المسافرين وتفتيش أمتعتهم، اضطر المصالح القنصلية المغربية للتدخل من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة. وأمام هذا الوضع، الذي انتهى منتصف يوم أول أمس، أفادت التقارير الإخبارية الاسبانية أن سفارة المغرب في العاصمة الاسبانية مدريد عبر مصالحها القنصلية التابع لنفوذها ميناء قرطاجنة والسلطات الاسبانية تدخلت لتسوية الوضع مع المسافرين، وقد تم الالتزام بعد مفاوضات دامت ساعات بعد منتصف ليلة الثلاثاء بإعادة أثمنة التذاكر للمسافرين ومنح أصحاب السيارات 150 أورو كمصاريف للسفر عبر الطريق السيار، وكذا تخصيص حافلات لنقل بعضهم إلى مدينة برشلونة الاسبانية نتيجة استحالة توفير الشركة الناقلة لباخرة مماثلة لاستكمال الرحلة إلى الوجهات المتفق عليها. وحرصت المصالح القنصلية المغربية على أن يتم التعويض الكلي لسعر تذاكر المسافرين، وأن تؤمن الشركة البحرية المعنية نقل 60 من المسافرين الراجلين إلى وجهتهم النهائية، من خلال وضع حافلتين رهن إشارتهم، في حين استفاد 621 من المسافرين الذين يتوفرون على عربات، من تعويض عن النقل. وأوضحت وكالة المغرب العربي للأنباء استنادا إلى بيان لمؤسسة محمد الخامس للتضامن أن فريقا للمساعدة الاجتماعية، مرفوقا بقنصلي المغرب في كل من ألميريا وفالنسيا، توجه على الفور إلى مدينة قرطاجنة، لاستقبال المسافرين المغاربة القادمين من ميناء مورسيا الاسباني، وذلك من أجل تقديم المساعدة والدعم المطلوبين.